907543
907543
إشراقات

فتاوى لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة

26 ديسمبر 2019
26 ديسمبر 2019

قضية تحضير الأرواح دجل وتضليل -

ما موقفنا من الاكتشافات العلمية وتفسير القرآن بها؟

هناك حقائق ثابتة وهناك نظريات قابلة للتغيير والتبديل، فالحقائق الثابتة التي تــدل عليها الآيات دلالة صريحة لا حرج في تفســير ما يدل عليها من القرآن بل ذلك يتعين بعدمــا وضح الصبح لذي عينين، أمــا النظريات فلا يمكن أن نفسر القرآن بها مع أنها قد تتصادم أحيانا مع الواقع، وقد تتصادم مع النصوص أيضا، ومما يؤسف له أن من المفسرين من بلغ به إعجابه بكل جديد أنه حاول أن يجعل في قصة البقرة التي في سورة البقرة وضرب القتيل بجزء منها دليلاً على ما روج له في العصر الأخير من أن الإنسان يتمكن من تحضير الأرواح، وقال: إن الآية شــاهدة على قضيــة تحضير الأرواح، بينما الآية لا تدل على ذلك من قريب ولا من بعيد.

وقضية تحضير الأرواح هي دجل وتضليل فالله سبحانه وتعالى يقول: «وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا» فكيف يمكن أن تعاد روح الإنسان الذي هلك ويتحكم فيها؟ مع أن الله سبحانه وتعالى يخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك الخطاب. اللهم إلا إذا كانت معجزة نبي بــأن يجري الله عز وجل بعض الآيات على يديه، كما كان ذلك لعيســى عليه السلام لتتحقق بذلك معجزته وتثبت نبوتــه، أما أن يأتي شخص من إنجلترا أو فرنســا أو من بلاد أخرى فيدعي أنه يستطيع أن يحضر الروح فتلك دعوى باطلــة وبأي طريقة يتوصل إلــى تحضيرها مع أن الله سبحانه وتعالى يقول: «قل الروح من أمر ربي» فيســتحيل أن يستطيع أحد تحضير روح ميت وأن يسأل تلك الروح أسئلة وتجيب هي عنها، والله سبحانه وتعالى يقول: «الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى» فإذا كانت الروح يمسكها الله سبحانه وتعالى فمن الذي يستطيع أن يفلتها من يد االله عز وجل بعدما صارت في قبضته حتى تعود إلى مخاطبة الناس؟ والذين يقومون بهذه العمليات التضليلية لهم صلة بالشــياطين والمردة فيتعاونون معهم على التحدث إلى الناس فيغتر الناس ويظنون أن هذا المتحدث هو روح فلان الميت أو روح فلان الحي، وقد حدثني أحد مشــايخ العلم بأن هذه الظاهرة شــاعت في وقت من الأوقات في بلاده فكان يأتي أحد هؤلاء بزنبيل يمسكه طفل أو طفلة ويتمتم بكلمات ويتحرك الزنبيل، قال: حتى أني يوما من الأيام قلــت لمن يتولى هذه العملية أحضر روحي فتمتم بكلمات وتحرك الزنبيل فإذا بالروح ـ كما يزعمون ـ حضرت فوجهت أســئلة إلى هذه الروح عن أشياء لا يعرفها غيري فإذا بها تجيب عن كل ما سألتها عنه بدقة كما أنا مطلع عليه، ثم بعد ذلك ســألت عن بعض الأشــياء فتلعثمت في الإجابة، فقلت له: أنت لست بفلان أي صاحب الروح قال: نعم، قلت له: من أنت؟ قال لي: «أنا قرينك من الجــن» فهو الذي اطلع على ما اطلعت عليه وأخذ يحدثني بذلك، وهــو دليل على أن الجن يتلاعبون بعقول النــاس ويدعون أنهم أرواح الموتى تحضر إليهم فتحدثهم بالمغيبات، والله المستعان، والله أعلم.

ذكرتم بأن الكواكب تجرها الشــمس باعتبارهــا الأم وذكرتم أيضا بأن بعض هذه الكواكــب أكبر بكثير من هذه الشــمس وكيف تجرها وهي أكبر منها؟

لم أقل بأن الشمس تجرها وإنما قلت إن الشمس تجري وإن المجموعة الشمسية التي هي حول الشــمس تدور حول أمها الشمس كالأرض وعطارد وزحل والمريخ والمشــتري، وهي جميعا تســعة كواكب ومعها توابع واحد وثلاثون قمرا وثلاثون ألفا مــن النجيمات وآلاف من ذوات الأذناب وأعداد هائلة من الشهب، هذه كلها تنتســب إلى المجموعة الشمسية، وبجانب هذه المجموعة الشمســية هناك مجاميــع أخرى متعــددة وكل مجموعة من هذه المجاميع تدور حول أمها بحسب هذه السنة التي تدور عليها هذه المجموعة الشمسية، واالله أعلم.

تحدثتم عن دوران الأرض حول نفسها بمقدار ألف ميل في الساعة ما الســر في عدم سقوط الأشــياء الموجودة على ظهرها من العمران وغيرها في نظركم؟

هذا ســؤال غريب فــإن الطائرة ـ مثــلاً ـ في حركتها لا يشــعر الراكب بسرعتها مع أنها محدودة الحجم وهي لا تساوي شيئا من حجم الأرض مع أنها تســرع ســرعة مذهلة من غير أن يشــعر بها ركابها، وتماســك ما على الأرض إبان دورانها إنما يرجع إلى قوة الجاذبية الأرضية، فانظر كيف ترفع هذه الورقة إلــى أعلى فتنزل بنفســها إلى الأســفل ما الــذي يجذبها إلى الأسفل؟! إنما تجذبها الجاذبية التي جعلها الله سبحانه وتعالى في هذه الأرض لتمسك ما عليها سواء كان ملتصقا بها أو غير ملتصق. وقد جعل الله سبحانه هذه الجاذبية بمقدار حجــم الأرض فلو كان حجمها صغيرا لما أمســكت الماء ولا أمســكت الهواء وإنما جعل الله سبحانه وتعالى قوة جاذبيتها بمقدار الضغط الهوائي المتكون من الغلاف المحيط بهــا بحيث يضغط على كل بوصة من الأرض مقدار عشرة أرطال من الهواء، واالله أعلم.