Hamad
Hamad
أعمدة

عين على الثقافة المرورية :السياقة بلا نظام خطر على الجميع

25 ديسمبر 2019
25 ديسمبر 2019

حمد بن سالم العلوي -

إن الخطر الدائم على السلامة المرورية، عندما تكون السياقة بطريقة الفرصة للأكثر جرأة، ولا تكون محكومة بضوابط من الأخلاق والاحترام المتبادل، فأخذ هذا الصنف من الناس، يتعاملون مع المركبات التي تشاركهم الطريق، على أنها مجرد شكل هندسي متحركة على الطريق وحسب، لذلك أعطى هذا البعض الحرية لخياله للسباحة بين تلك الأشكال كما «هو» يشاء، فتعامل معها بلا مراعاة لقيم إنسانية أو أخلاق، وأهمل المصلحة المشتركة، متناسياً إن أي طريق يسير عليه فهو عام، وتحكمه ضوابط السلامة المرورية، وإن الأمور لا تسير على النحو الذي يرسمه البعض في خياله لنفسه، ولكن عليه أن يتعامل مع الطريق معاملة الجمع والشراكة، وإن سلوكه أثناء السير محكوم بنظام المرور واحترام الآخر، ومتطلبات السلامة العامة في استخدام المركبات على الطريق.

إن الأمر أصبح جد مزعج وخطير، أن ترى هناك من يأتي خلف سيارتك، فيلصق سيارته في خلف سيارتك، ويظل يلح على من يسير أمامه بالإفساح له، وغير ذلك من الحركات المقيتة، وأنت مشرع في تجاوز طبيعي وقانوني للسيارات التي تسير أمامك، فيحاول ذلك الذي لحق بك قبل ثوان، أن يجبرك قسراً لتفتح له الطريق دون أي مبرر للاستعجال، ومثل هذا التصرف أصبح بالفعل شيئا مخيفا، لأنك لو رفعت قدمك من على دواسة الوقود، لصدم سيارتك من شدة الاقتراب منك، وإن لم تفعل ما يريد، نزغ سيارته نزغاً بشكل مخالف لأصول السياقة، وأتاك من جهة اليمين، فحشر سيارته فجأة بينك والمركبة التي تحاول أن تتجاوزها، فبسبب هذه الحركات الرعناء تقع الحوادث الخطيرة، وهذه التصرفات قد تكون تقليدا لما رأوه سابقاً في لعبة «الأتاري في الكمبيوتر» فلا يتصور أن الرادار الآلي سيراقب مثل هذه السلوكيات العجيبة والغريبة.

إذن؛ مخالفات خطيرة كهذه، أمست تقلق مستخدمي الطريق، لأنها تهدد حياتهم بالخطر الجسيم، وتضعف الوقار الذي ساد الشارع العُماني في الحقب الماضية، وتعد الأكثر خطورة من تلك المخالفات التي يضبطها المراقب الآلي للسرعة، والتي تسجل بفوارق بسيطة عن السرعة القصوى المسموحة، ولا أقصد هنا المخالفات الخطيرة للسرعات العالية والمهولة، وهذه الظاهرة أضحت تشكل خطراً غير محمود العواقب، بالإضافة إلى الثقافات الوافدة إلينا من بلدان عدة، فقد امتزجت تلك الثقافات الكثيرة مع هذه السلوكيات الجديدة، وحتى السلوكيات الجديدة قد اكتسبها البعض من الجيل الحالي من البلدان التي سافروا إليها.

  • أعلم أخي السائق:

    إن السياقة «فن، وذوق، وأخلاق» وأنت تعلم أن المركبة لا عقل لها ولا إرادة بل عقل بيد سائقها، وعليك أخي السائق؛ أن تتجنب أخطاء الآخرين، فخذ حاجتك من الطريق واتركه آمناً لغيرك كونه ملك الجميع.