الاقتصادية

وزراء السياحة العرب يؤكدون أهمية تفعيل السياحة البينية في ختام اجتماع «الأحساء»

23 ديسمبر 2019
23 ديسمبر 2019

ناقشوا تحديات الأمن السياحي ووثيقة الاستراتيجية المحدثة -

الأحساء «لسعودية» عمان  ـ رحمة الكلبانية -

اختتمت السلطنة أمس مشاركتها بأعمال الدورة الـ ٢٥ للمكتب التنفيذي للمجلس الوزاري العربي للسياحة، والدورة الـ ٢٢ للمجلس السياحي العربي للسياحة التي انعقدت في محافظة الإحساء عاصمة السياحة العربية للعام الجاري 2019. والذي ناقشت تحديات الأمن السياحي وآليات مواجهتها، واستعرض المسودة المحدثة لوثيقة الاستراتيجية العربية للسياحة وتفعيل الاستفادة من المعلومات والإحصاءات السياحية لدعم الاستراتيجية العربية للسياحة.

دعا معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة، في تصريحات له على هامش أعمال الدورة إلى تعزيز السياحة البينية بين الدول العربية، حيث قال: إن الاستراتيجية العربية التي تم إقرارها وتنقيحها من قبل جمهورية مصر العربية تعتبر قاعدة رئيسية للانطلاق والتعاون في المجال السياحي ما بين الدول العربية، وإذا نظرنا إلى الأرقام نجد أن السياحة البينية ضعيفة ما بين الدول العربية، وإن السياح العرب يتوجهون بشكل عام للدول الأخرى، وستكون هذه الاستراتيجية الأساس والمخرج للوصول إلى سياحة بينية فاعلة والوصول إلى أعداد أكبر من السياح العرب.

ومن جانبه، أكد معالي أحمد بن عقيل الخطيب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن هذا الاجتماع يأتي ليؤكد على أهمية العمل العربي المشترك في مجال السياحة، معتبرا أن السعودية وبقية الدول العربية لديها فرص سانحة للارتقاء بهذا القطاع وتحويله إلى مصدر مهم لدعم اقتصاديات الدول العربية، يتوازى مع متوسط إسهام السياحة عالميا في الدخل القومي والذي يصل إلى ١٠ بالمائة بينما هو حاليا في حدود ٣ بالمائة فقط في العالم العربي.

وأضاف الخطيب أن نتائج الاجتماع سوف تكون ذات تأثير إيجابي مباشر يسهم في تحقيق مخرجات حقيقية ترفع العوائد الاقتصادية وتزيد من فرص العمل.

موضحا أن هذا الأمر يتحقق بزيادة التنسيق بين مختلف الدول العربية من خلال أمور عدة من ضمنها إتاحة الفرص التدريبية للعاملين في القطاعات السياحية وزيادة ضخ الاستثمارات وإيجاد منظومة للأمن السياحي. وكذلك إيجاد منظومة متناغمة مع ما تحقق عالميا.

وقال الخطيب إن العمل السياحي المشترك لا يهدد أي بلد عربي، بل إنه يزيد من الخيارات أمام السياح الأمر الذي يجعل جميع البلدان العربية تستفيد من الزيادة السنوية للسياح على مستوى العالم.

وأكد الخطيب أن المملكة العربية السعودية أعلنت هذا العام فتح أبوابها للسياح من مختلف بلدان العالم، مشيرا إلى أن هذا الخيار يأتي ليترجم جزءا من رؤية المملكة ٢٠٣٠.

وأوضح أن السعودية تعمل وفقا لاستراتيجية وطنية تسعى لتحويل السياحة إلى قطاع استثماري ضخم يحقق عوائد تصل إلى ١٠ بالمائة من الدخل القومي ويساهم في تقليص الباحثين عن العمل لتصل إلى ٦ بالمائة من خلال توفير نحو مليون فرصة وظيفية إضافية بحلول عام ٢٠٣٠ .. متطلعًا إلى أن تصبح السعودية خامس بلد حاضن للسياح على مستوى العالم باستقطاب نحو ١٠٠ مليون زيارة في ٢٠٣٠.

وأعلن الخطيب أن السعودية وجهت الدعوة إلى وزراء السياحة للمشاركة في منتدى السياحة الميسرة الذي سينعقد في ٢٠٢٠ في الرياض بهدف الاطلاع على تجارب المملكة في مجال أنسنة المدن ومشروع المسار الرياضي في العاصمة الرياض ومشاريع جودة الحياة التي تساهم في تقديم سياحة ميسرة.

وقال الخطيب إن السعودية قدمت مبادرة لإقامة برنامج عربي لتنمية الموارد البشرية السياحية، إضافة إلى مشروع يهدف لتنمية الدراسات والأبحاث التي تهدف للوصول إلى مخرجات واضحة تمكن من استغلال كافة فرص التعاون والتكامل العربي في مجال السياحة.

محاور الاجتماع

وأوضح عمر بن سالم آل عبدالسلام المدير المساعد للمنظمات والتعاون الدولي بوزارة السياحة أن مشاركة السلطنة في هذا الاجتماع تأتي في إطار الحرص على العمل العربي المشترك في مختلف المجالات ومنها المجال السياحي حيث تم مناقشة العديد من الموضوعات منها ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع المشترك الثاني لوزراء السياحة لأصحاب المعالي وزراء السياحة والثقافة في الدول العربية ومناقشة المسودة المحدثة للاستراتيجية العربية للسياحة بالإضافة إلى مناقشة محور الإحصاءات والمعلومات ومناقشة دعم قطاع السياحة في دولة فلسطين كما مناقشة معايير اختيار عاصمة السياحة العربية والتي تم اختيارها وهي المنامة عاصمة الثقافة العربية للعام المقبل والعديد من الموضوعات.

وجرى خلال الاجتماع انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس الوزاري العربي للسياحة لعامة 2020 - 2021 م والذي ضم كلا من: المملكة العربية السعودية، البحرين، الأردن، المغرب، العراق، مصر، تونس.

وتم الاتفاق على أن يكون الدورة 26 لمكتبه التنفيذي في عام 2020م في القاهرة. كما تم اختيار المنامة عاصمة للسياحة العربية في ٢٠٢٠.

وقد كان الاجتماع فرصة سانحة للتعريف بمنطقة الأحساء والمواقع التاريخية المسجلة في قائمة التراث العمراني (اليونيسكو) كونها عاصمة السياحة العربية للعام الجاري 2019.

السياحة في الأحساء

وأشار مدير عام هيئة السياحة والتراث الوطني بالأحساء سابقًا والمرشد السياحي، خالد الفريدة، إلى أن المنطقة تعد متحفًا تراثيًا طبيعيًا مفتوحًا على مساحة 534 ألف م2، كونها تضم عددًا كبيرًا من المواقع التراثية والطبيعية، وذكر أنه يمكن للزوار التعرف على معالمها خلال رحلة سياحية لا تتجاوز 5 أيام، من خلال ثلاثة مسارات يمكن للسياح المفاضلة بينهم بحسب اهتماهم، الأول مصمم للمهمتين بالتراث يعرف بوسط الهفوف يتضمن «قصر إبراهيم، ومنزل البيعية، وسوق القيصيرية، والمدرسة الأميرية».

أما المسار السياحي الثاني، فمخصص للمهتمين بالتاريخ ويتضمن «وسط الواحة، وزيارة الخبازين والتعرف على طريقة صناعة الخبر الحساوي» الخبز الأحمر، بالإضافة إلى واحات النخيل، وجبل القارة، والعيون العذبة، وقنوات الري، ومسجد جواثا، ومصنع الفخار، والاستراحات، فيما يلبي المسار الأخير اهتمامات «عُشاق السفاري» ممثلة في «بحيرة الأصفر» ذات الطبيعة الخلابة والأعشاب الغريبة التي تنمو حولها، مثل أشجار الأرطى، والشنان، والسرخس، والتي تعرف بـ«كحل الصيف وبياض الشتاء»، نسبة لزيادة الصرف الزراعي الذي يحول البحيرة للون الغامق صيفًا وشتاء تزداد مياه الأمطار فيصبح اللون فاتحا، وتعد بحيرة طبيعية منذ تكوين الواحة ويمكن الاستجمام في جنباتها والاستمتاع بجلسات الشاي والقهوة في أجواء معتدلة ومشاهدة الطيور المهاجرة.

ويتوقف نجاح الرحلات السياحية على اختيار الطقس الجيد، ويعد فصل الشتاء أفضل الأوقات لزيارة «الأحساء»، وأضاف قائلًا: إن ما يميزها أنها مقصد للزيارة صيفًا لمشاهدة مزارع النخيل لجني محصول التمور والتي تعرف بـ «صرام الموحد»، والتي تلقى اهتمامًا من أصحاب المزارع والمزارعين المهتمين بإنتاج التمور.

بيئة ربح وعمل

هذا وكشف عدد من المستثمرين السياحيين في الأحساء «عاصمة السياحة العربية 2019»، بارتفاع معدلات الزيارات السياحية للأحساء، معبرين عن تفاؤلهم بمستقبل منطقتهم، وعدوها نموذجًا للسياحة البيئية نظير تنوع مقوماتها التي تجتمع فيها الجغرافيا، فهي واحة نخيل تحيطها رمال وجبال وبحر، مما جعلها في مصاف المدن العالمية كموقع تراث عالمي، ومدينة إبداعية في الحرف اليدوية والفنون الشعبية، وتمتلك مخزونا تراثيا وتاريخا عميقا.

واتفق عدد من المستثمرين السياحيين، على أن محافظة الأحساء تعد بيئة خصبة للربح والعمل والاستثمار في القطاع الحيوي، وأكد رئيس مجلس إدارة شركة الأحساء للسياحة والترفيه، وليد بن حسن العفالق، أن المحافظة شهدت انتعاشا وارتفاعا في معدلات زيارة السياح، لاسيما مع تفعيل التأشيرة الإلكترونية للسياح القادمين من خارج المملكة، متوقعاً أن تشهد مزيداً من الإقبال، خصوصاً مع الزخم الإعلامي الذي يرافق الأحساء هذه الأيام لاحتضانها اجتماعات الدورة الـ 25 للمكتب التنفيذي للمجلس الوزاري العربي للسياحة، والدورة الـ 22 للمجلس السياحي العربي للسياحة، بحضور كافة الدول الأعضاء والعديد من المنظمات والاتحادات ووسائل الإعلام العربية والعالمية.

وأضاف العفالق، والذي تشغل شركته موقع جبل القارة الوجهة السياحية الأولى بالأحساء، بأن المحافظة لا تزال بحاجة لمزيد من الاستثمارات، وعدها بيئة خصبة ينتظرها مستقبل سياحي مشرق.

ويتفق مدير عام مدينة جواثا السياحية، الأستاذ سعيد الجبران مع سابقه، مؤكداً أن تسليط الضوء على مقومات الأحساء يرفع من معدلات السياح والزوار، موضحاً أن الأحساء تشهد نقلة نوعية في بنيتها التحتية والخدمات المقدمة فيها، يدعمها في ذلك إرث عريق وتاريخ مستمد من الحضارات التي عاشت على أرضها، لتعكس الوجه الحضاري والمشرق للمملكة.