مرايا

سمية المشرفية: أطمح أن أكون العمانية الرائدة في مجال تربية الحلزون وعمل مستحضرات تجميلية منه

18 ديسمبر 2019
18 ديسمبر 2019

لم تنتظر الوظيفة الحكومية وفكرت في مشروع غير تقليدي -

بداية الفكرة

كيف بدأتِ التحضير للمشروع؟ ولماذا اخترت هذه الفكرة تحديدا؟

بعد تخرجي مكثت في البيت أربع سنوات بدون وظيفة، وكجزء من طبيعتي كنت دائما أبحث عن عالم التجميل والجديد سواء للبشرة أو الشعر، لكن خلال سنوات الدراسة لم يكون لدي الوقت للحفاظ عليهما وأصبحت بشرتي غير نضرة مثل السابق. وفي إحدى زياراتي للعائلة، ذكرت لي إحداهن أنها زارت تايلند واشترت من هناك كريم ولم تقرأ عن محتواه في تلك اللحظة، وعندما رجعت لأرض السلطنة بدأت باستخدامه، ولاحظت بعد أربعة أيام من الاستخدام أن بشرتها أصبحت أفتح وامتازت بالنعومة، وعندما قرأت عن محتواه، وجدت أنه من مستخلص هلام الحلزون.

فسرعان ما جاء في مخيلتي أن استورد منتجات الحلزون. لكن، أين هو التميز في هذه الحال؟ تستطيع أي تاجرة شراء منتجات الحلزون وبيعها للسوق بأرخص الثمن. لذلك، يجب البحث عن شيء مميز وصعب الحصول عليه من قبل السوق، وأن يكون كولاجين طبيعي ١٠٠٪ وفعال للبشرة من أول استخدام. وعندما استشرت إحدى زميلاتي، أعطتني فكرة الحلزون الحي على البشرة، وأنه توجد صالونات في العالم بدأت بتطبيق بهذه الفكرة.

فقررت أن أخوض هذه الرحلة مع عالم الحلزون لأنه من أجود الكائنات التي لها تأثير فعلي وملحوظ من أول استخدام، فالمنتجات التي اشتريتها بعدما علمت بموضوع هلام الحلزون قد أوضحت الفرق بين بشرتي في السابق والحالية، فما بال بالمادة الهلامية المفيدة، ولقد حاولت أن اقنع نفسي للبحث عن بديل ولكن الفكرة استمرت في عقلي ولم أستطع تغييرها، وإنما الاستمرار فيها بشغف غريب لم اشعر به قبل، وبالفعل بدأت عملية البحث عن الحلزون منذ نهاية عام 2016م، واستمر التخطيط للمشروع حوالي عامين إلى أن تم تدشين المركز فعليا واستقبال الزبائن في شهر أكتوبر الماضي.

أبرز التحديات

ما هي أبرز التحديات التي واجهتك في البداية، وكيف تغلبت ِعليها؟

أول تحدي لي هو أن علم الحلزون مختلف عن دراستي الجامعية، فاحتجت إلى فترة طويلة وهي سنتين للمعرفة في مجال الحلزون وعن أجود أنواع الحلزونات التي لها فوائد فعلية للبشرة، وقمت بهذه العملية من خلال التعلم الذاتي عن طريق محركات البحث مثل جوجل والدراسات العلمية الموثوق منها عن هذا العلم. والتحدي الآخر هو البحث عن مورد لاستيراد الحلزون من فصيلة «هيليكس اسبيرسا ميولر» ولم أحصل على الشركة المناسبة لأنها تبيع بالأطنان، ولا أحتاج إلى ذلك العدد الكبير، لذا كان علي البحث عن بديل آخر.

أما التحدي الآكثر صعوبة بالنسبة لي هو الحصول على ترخيص من وزارة الزراعة والثروة السمكية من أجل استيراد هذا الكائن الذي اعتبر في هذه الجهة أنه طفيلي وآفة زراعية يقضي على المحاصيل وفيروس قد ينقل الآمراض إلى أبناء الوطن والكائنات الموجودة في السلطنة. لذلك، لم توافق هذه الجهة في بداية الآمر، وقد يكون هذا الرفض صائب لأنه يجب على الشخص الذي يريد استيراد كائن آن يكون ملم بكل جوانبه ويعرف كيف يقوم بتربيته التربية الصحيحة. فاحتجت إلى السفر إلى الخارج والتعاقد مع شركة للحصول على دورة تدريبية في مجال تربية هذا النوع من الحلزونات، ولله الحمد حصلت عليها، وكانت برفقتي مديرة معهد المنار للتدريب محفوظة العامرية التي أرى فيها القدوة من أجل استمرار الفكرة وتطبيقها على أرض الواقع وخبرتها في مجال السوق المحلي هو ما دفعني للارتباط بها شخصيا، كما أني استفدت كثيرا من دورات هذا المعهد، كما أني يجب أن لا أنسى دور صندوق رفد لمساعدتي في تمويل المشروع وعمل دراسة الجدوى عنه.

ألم تقلقي من فكرة أن يخاف البعض من وضع هذا الكائن الحي على بشرته فيؤثر ذلك سلبا على المشروع؟

لا لم أخف من هذه الناحية، والسبب أن النساء اليوم لهن الشغف فيما هو جديد للبشرة وفعال وطبيعي. فلا تركز الزبونة أنه كائن حي مخيف وإنما هو شيء تجميلي. ولله الحمد، احصل على زبائن بشكل دائم والكل يستفيد من التجربة من أول جلسة.

خطط مستقبلية

هل هناك أفكار أخرى جديدة تريدين إضافتها لنشاطك الحالي؟

نعم، حيث أطمح في الوقت الحالي أن أقوم بعمل جلسات الحلزونات في أماكن أخرى ليست فقط في المركز، وإنما آخذ عقود مع فنادق من آجل توفير هذه الخدمة على مدار الأسبوع. كذلك، أربي الحلزون حاليا في المركز بغرفة خاصة مهيئة ومجهزة بكل الرطوبة والحرارة اللازمين من أجل بقاء الحلزون على قيد الحياة وبصحة، وأطمح للمستقبل القريب جدا بإذن الله أن أقوم بعمل مزرعة مصغرة من أجل تربية الحلزون فيها ويعيش ويتكاثر. وأن أضيف خدمات أخرى للمركز كوضع الحلزون على اليد والقدمين وأماكن أخرى كالركب مثلا من أجل تفتح المناطق وإزالة الخلايا الميتة.

أما بالنسبة للخطط المستقبلية، فأود أن أتعلم صناعة منتجات من هلام الحلزون وأكون العمانية الرائدة في مجال تربية هذا النوع من الحلزونات وعمل مستحضرات تجميلية من هلام الحلزون.

أخيرا، إلى من تتوجهين بالشكر في نجاح هذا المشروع؟

أحب أن أذكر شكري لكل من ساهم في إعداد هذا المشروع على أرض الواقع، أمي هي الشخصية الرائعة التي اعتز بها مهما تعلمت وبحثت ودرست، هي مثلي الأعلى للتحقيق هذا الطموح، ودائما تشجعني للعمل وليس المكوث وانتظار الوظيفة. كذلك أبي، المربي الفعلي الذي علمني كيف أمسك القلم وكيف أقوم بالخطط الصحيحة للمشروع لكي لا أقع في مصائد المنافسين أو الأعداء. أيضا أشكر مديرة معهد المنار للتدريب محفوظة العامرية التي أعطتني الدعم المعنوي والمادي في بداية المشوار، وأتمنى أن أكون على حسن ظنها بي ولا أنسى جميلها هذا وتستحق الشكر. أيضا أشكر أخواتي، فإحداهن تصمم لي الإعلانات في وسائل التواصل الاجتماعي، والأخرى تساعدني دائما في الاختيار الأمثل لكل شيء سواء للمنتجات أو لإضافة خدمات.

ولا أنسى كل من وقف بجانبي في صندوق رفد من أجل الحصول على التمويل، وتوفير المبالغ اللازمة من أجل استمرار المشروع.