oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

البحث العلمي باتجاه الابتكارات والإبداع الإنساني

16 ديسمبر 2019
16 ديسمبر 2019

لا أحد يمكن أن يشكك اليوم في جدوى البحث العلمي في دفع التنمية الشاملة والمستدامة في كافة محاور الحياة الإنسانية، ومن هنا يأتي الاهتمام الكبير بهذا الباب في العالم بشكل عام وفي بلداننا بوجه خاص في العقود الأخيرة بهدف اللحاق بركب العالم المتطور الذي عرف كيف يوظف منذ وقت مبكر القدرات المادية والذهنية في إثراء الحضارة الإنسانية عبر تعزيز فكر البحث العلمي وجعله الرافد الأساسي لحراك النماء والازدهار، حيث إن البحث والمعرفة هما رديفان يعملان معًا مثل عجلتي الدراجة الهوائية في الحركة للأمام ولهما القدرة على تثبيت خطى التطوير في السير بثقة وتخطي التحديات بهدف بناء المستقبل الأفضل لأي بلد كان.في هذا الإطار يمكن الإشارة إلى اعتماد هيئة مجلس البحث العلمي أمس لمسودة مشروع إعداد الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي والتطوير 2020-2040 التي تأتي بالتوازي مع الرؤية المستقبلية «عمان 2040» الساعية إلى مواكبة السلطنة لعالم متحضر في كافة المجالات، وحيث اتضح جليًا أن المعرفة والبحث العلمي والابتكار هي القواعد الراسخة أو الأركان التي يمكن الاستناد عليها بهدف تشكيل الدعامات التي تحمل سقف المستقبل إلى المزيد من التحضر والتعايش مع عالم منفتح والمساهمة فيه بأفق جديد، ولن يكون ذلك ممكنًا دون وضع الخطط والبرامج والتأسيسات التي تمكن من الوصول إلى هذا الهدف الاستراتيجي.

ومن المعروف أن البحث العلمي هو البوصلة التي عبرها يمكن أن نحدد العديد من مسارات التنمية والإنتاج في قطاعات عديدة، بل كل القطاعات إن لم يكن من مبالغة في ذلك، لأن أي عمل لم يحمل على رافعة البحث لن يكون له أن يحقق النجاح المأمول، لأن الإنتاج والتصنيع والتطور العشوائي قد انتهى زمنه وباتت الإنسانية في عصر يقوم على الخوارزميات والبرامج الدقيقة والحواسيب، بحيث كل خطوة من الخطوات لا بد لها أن تحسب بدقة تامة، وهذا وجه واحد فقط من المسألة، لأن القضية أعمق تعقيدًا من ذلك، لأن الحديث عن البحث العلمي والأرقام والتقنيات الجديدة والتكنولوجيا عامة، كل ذلك يصب في رسالة واحدة متشابكة الأهداف والرؤى يصعب فيها التفرقة بين هذه المناحي وأين نبدأ بالضبط أو أين ننتهي؟!

إننا نأمل أن تكون السلطنة خلال العقدين المقبلين بلدًا للباحثين والعلماء الذين يساهمون في رفد الحضارة البشرية بالجديد والمبتكر، من خلال خطى هذه الاستراتيجية المرتقبة التي لم تغفل العقول الشبابية، حيث وضعتها في مقدمة المشاركين في الحوارات الفاعلة والمجتمعية لبلورة مسارات مسودة الاستراتيجية وبنودها، وهذا جانب مهم درجت عليه صناعة الاستراتيجيات في السلطنة التي تهتم بالتشاور وأخذ الرأي والرأي الآخر لبناء رؤية قوية لها العزم الأكثر سعة على المقاومة والأخذ بالأهداف إلى نواصي التحقق من حيث تمثل الرؤى في ابتكارات وإبداع إنساني يؤتي ثمرته بإذن الله.