عمان اليوم

ندوة دينية بالسيب بعنوان «نحو زواج ناجح»

16 ديسمبر 2019
16 ديسمبر 2019

الإسلام جعل العلاقة الزوجية متميزة -

السيب- بشير الريامي -

نظمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ممثلة بدائرة الوعظ بالمديرية العامة للوعظ والإرشاد ندوة دينية بعنوان «نحو زواج ناجح» وذلك في جامع الأنوار بمنطقة المعبيلة الجنوبية بولاية السيب.

وقد اشتملت الندوة على تقديم ورقتي عمل دينية واجتماعية الأولى حملت عنوان «الزواج الناجح.. في ميزان الشريعة الإسلامية» ألقاها جمعة بن خلفان البطراني موجه كوادر دينية أول بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، أما الورقة الثانية فقد قدمها خلفان بن سالم البوسعيدي رئيس قسم التنمية الأسرية بدائرة التنمية الاجتماعية بولاية بركاء التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية، وأدار جلسة حوار الندوة الواعظ الديني أمجد بن حمد العمري.

وقد تمت خلال الندوة مناقشة مجموعة من المحاور تخص عنوان المحاضرة، وهي ما أهمية الزواج في الميزان الشرعي فالزواج نعمة من أجل نعم الله على خلقه، بل هو آية من آيات الله التي تدل على كمال عظمته وحكمته قال تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» ومدح الله تعالى أولياءه بسؤال ذلك في الدعاء «والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا» وجاء في الحديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.

والإسلام جعل العلاقة الزوجية علاقة متميزة، وبوأها المكانة العالية، فقال: ومن هنا كان الحفاظ على هذه الرابطة، والتعامل بانضباط متقن بين الزوجين، وإشاعة أجواء الحب والجسد الواحد، من علامات الزواج الناجح. وتحدث محور آخر عن مقومات الزواج الناجح في شرع الله تعالى، حيث يقوم النكاح في الإسلام على مجموعة من المقوّمات التي لا بد للمسلم من مراعاتها عند إقباله على النكاح، وهذه المقوّمات تكون في حسن الاختيار: حسن اختيار كل من الرجل والمرأة للآخر من أهم مقوّمات الزواج؛ لأنه على أساس هذا الاختيار تنشأ نواة جديدة في المجتمع المسلم، ألا وهي الأسرة، وقد اعتنى الإسلام بمعايير اختيار كل من الزوجين، فلكل من الرجل والمرأة معايير يُنظر إليها عند النكاح، وهي معيار اختيار الزوج وأجمع أهل العلم من الفقهاء أن أهمّ معيارٍ من معايير اختيار الزوج هو الدين، وفي عدم إعمال هذا المعيار فساد كبير، وفتنة عظيمة وكذلك معيار اختيار الزوجة وجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- أهم معيار في اختيار الزوجة دينها وخلقها، فالمرأة الصالحة تحفظ زوجها في بيته، وأولاده، وتقوم بتنشئتهم على الدين والتقوى، ومن معايير اختيار الزوجة أن تكون المرأة ولودًا، فقد حثّت الشريعة الإسلامية على تكثير النسل، وزيادة أعداد المسلمين؛ لما في ذلك من إعمار الأرض بالخير، ودوام الجنس البشري، ومن هذه المعايير أن تكون الزوجة ودودًا تحيط زوجها بالحب، والرعاية، والمودة؛ حتى تكون سَكَنًا لزوجها، وأن يختار البكر الجميلة من النساء؛ لما تمتلكه البكر من شدة الحياء، والألفة، والمودة، والملاطفة لزوجها، وفي جمال المرأة عفةٌ لزوجها، وصيانة له عمَّا حرّم الله، ومن أهم معايير اختيار الزوجة العفّة والاحتشام.

وتمت مناقشة معايير أخرى باستفاضة صحة عقد النكاح وشروط عقد النكاح حيث الشروط الواجب توفّرها في عقد النكاح، ثم تم الحديث عن مهارات الزواج الناجح التي ينبغي على الزوجين اكتسابها مثل: الكلام العاطفي الصريح والدعابة والابتسامة الحانية والغزل والعلاقة الحميمة واحترام الأفكار والتوجهات والمشاعر وتقديم الهدايا المناسبة واكتساب فن التغافل وغض الطرف عن بعض الهفوات لشريك الحياة وهو مطلب أساس في استقرار الأسرة، فالحياة الزوجية مبنية على التلقائية وعدم التكلف، والمرء يعترضه من هموم الحياة ما يجعله يتصرف في بيته ببعض التصرفات غير المناسبة أحيانًا، الأمر الذي يتطلب احتواء الطرف الآخر له، بل ومنحه شيء من الحميمية التي تعينه على تجاوز تلك الضغوط أو التصرفات.