المنوعات

سـرطانات البحـر في «جـزيرة كريسمـاس» تبدأ مسـيرتها السنـوية للتكاثر

16 ديسمبر 2019
16 ديسمبر 2019

من سوبيل بانداري كانبرا «د.ب.أ»:- بدأت سرطانات البحر الحمراء الرائعة والفريدة في «جزيرة كريسماس» النائية الصخرية التي تقع في قلب المحيط الهندي، مسيرتها السنوية الطويلة للتزاوج من جديد، حيث تسير من الغابة إلى الساحل للعثور على أقران للتزاوج ولكي تضع بيضها.

ويتم ذلك الحدث في كل موسم أمطار، خلال الفترة بين نوفمبر وإبريل، وهي الفترة التي تتميز بالطقس الحار الرطب، وبالأمطار والعواصف.

ولكن نظرا لعدم سقوط أمطار على الجزيرة الواقعة على بعد 350 كيلومترا جنوب جزيرة جاوة في إندونيسيا، لم تحدث هجرة تزاوج سرطان البحر (السلطعون) في شهر نوفمبر هذا العام.

وقالت جانا لوك، وهي مسؤولة في شركة «كريسماس آيلاند للسياحة» في حديث لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «لم تبدأ هجرة سرطانات البحر الحمراء إلا هذا الاسبوع فقط. لقد كانت بداية متأخرة هذا العام بسبب عدم هطول الأمطار المطلوبة لسرطانات البحر من أجل بدء رحلتهم».

وكان سقوط الأمطار بمنسوب يبلغ بضعة مليمترات في وقت سابق من الأسبوع الجاري، يعني أنه من الممكن أن تترك سرطانات البحر الراحة في منازلها في الأدغال وأن تبدأ السير إلى الساحل من أجل التزاوج ووضع البيض.

ولا توجد تلك السرطانات النادرة - التي يبلغ عرضها 116 ملليمترا - إلا في جزيرة كريسماس وجزيرة كوكوس القريبة. وهي تعيش في جحور وشقوق صخرية في الغابات المطيرة الكثيفة في الأراضي الخارجية الأسترالية، على بعد 1500 كيلومتر من البر الرئيسي.

ويقول العلماء إن الغابة والنظام البيئي للجزيرة هما «نتاج لما قامت به سرطانات البحر لملايين السنين».

وقال بيتر جرين، رئيس إدارة البيئة في «جامعة لا تروب» الأسترالية، الذي يجري دراسات على المخلوق ذي العشرة أرجل منذ أكثر من 30 عاما: «لا يوجد الكثير من الحيوانات التي أثرت بشكل كبير على النظام البيئي بمفردها».

وتقدر أعداد سرطانات البحر الحمراء بين 60 مليون و80 مليون، بحسب العلماء وحراس المحميات، في الجزيرة التي تبلغ مساحتها 135 كيلومترا مربعا، والتي يبلغ عدد سكانها 1300 نسمة فقط.

ولم يكتشف العلماء بالضبط كيف تتعرف السرطانات الحمراء على موعد بدء مسيرتها من أجل التزاوج، باستثناء أنه يجب أن يبدأ المطر في الهطول، ويجب أن تكون التربة رطبة بشكل كاف.

وأوضح جرين أن الهجرة المتزامنة ذات الغرض المشترك، تعتمد فقط على غريزة سرطانات البحر الحمراء. وعادة ما يقودها ذكر أكبر سنا وبالغا، على الرغم من أنها تعيش بمفردها، إلا أنها تسير معا في هذه الرحلة.

وبعد التزاوج، تعود الذكور إلى الغابة، بينما تبقى الإناث في الجحور لمدة أسبوعين. وعند شروق الشمس في أحد أيام المد المرتفع - وهو ما يحدث على الأرجح في 23 أو 24 من ديسمبر هذا العام - تقوم الاناث بإسقاط البويضات في البحر.

وتضع كل أنثى عشرات الآلاف من البويضات، وتختار فترات المد الأعلى لضمان بقاء البويضات. ثم تعود الإناث إلى الغابة.

وتفقس البويضات بمجرد أن تنزل في الماء المالح، وتقضي ما يصل إلى أربعة أسابيع في البحر، وتمر بمراحل مختلفة. ويبدو أن أسماك القرش والحيتان تتغذى عليها بانتظام.

وتعود صغار سرطانات البحر بعد ثلاثة أسابيع من وضع البيض، من المحيط إلى جزيرة كريسماس، ثم تعود إلى الغابة. ومن المتوقع أن تعود هذا العام في منتصف يناير.