1394971
1394971
العرب والعالم

الجيش اليمني يستعيد مدينة بـ«أبين» بعد معارك مع قوات «الانتقالي»

13 ديسمبر 2019
13 ديسمبر 2019

قلق أممي من تأخّر تنفيذ «اتفاق الرياض» -

صنعاء-«عمان»- جمال مجاهد:-

أعلن الجيش الوطني (الموالي للشرعية) أن قواته استعادت السيطرة على مديرية المحفد في محافظة أبين (جنوب اليمن)، من قبضة قوات «المجلس الانتقالي الجنوبي، التي «لاذت بالفرار».

وذكر موقع «26 سبتمبر نت» (الناطق باسم الجيش) أمس أن قوات الجيش داهمت عدداً من المواقع التي كانت تتحصّن بها عناصر تابعة للمجلس الانتقالي، «عقب تنفيذها أعمالا تخريبية واعتداءات على قوات الجيش في مديرية المحفد، كما ضبطت قوات الجيش خلال المداهمة عدداً من تلك العناصر التخريبية في المديرية».

وقال موقع الجيش: «يأتي هذا عقب تعرّض قوات الجيش الوطني، خلال الأيام الماضية، لأكثر من محاولة اعتداء واستفزازات متكرّرة من قبل قوات تابعة للمجلس الانتقالي بهدف عرقلة وصول اللواء الأوّل حماية رئاسية الى العاصمة المؤقتة عدن بحسب ما نصّ عليه اتفاق الرياض».

وكانت قوات الجيش الوطني تعرّضت لكمين مسلّح نصبته عناصر تابعة للمجلس الانتقالي في منطقة «طاليل» الجبلية غرب المديرية ذاتها، أدّى إلى مقتل وجرح عدد من أفراد الجيش.

كما اعترضت قوات المجلس الانتقالي سرية تابعة للواء الأوّل حماية رئاسية، قبل أن تقوم بتحشيد قواتها من عدد من المحافظات إلى محافظة أبين لعرقلة دخول القوات المتفق عليها، في «خرق سافر لاتفاق الرياض»، بحسب ما ذكره موقع الجيش.

في غضون ذلك التقى مساعد الأمين العام لهيئة رئاسة «المجلس الانتقالي الجنوبي» فضل الجعدي، في مكتبه كلا من مستشار الشؤون السياسية للمبعوث الأممي إلى اليمن مروان العلي، ومسؤول القسم السياسي بمكتب المبعوث الأممي فادي المعوشي.

وبحث عضو هيئة رئاسة المجلس مع العلي والمعوشي «التطورات السياسية على المشهد الداخلي، وكذا سير تنفيذ بنود اتفاق الرياض الذي رعته المملكة العربية السعودية بين المجلس الانتقالي والحكومة مطلع شهر نوفمبر الماضي».

وأكد مروان العلي على موقف الأمم المتحدة الواضح والصريح من «اتفاق الرياض»، مشيراً إلى أن الاتفاق «يمثّل انفراجة للمشهد السياسي، وعاملاً محفّزاً ومساهماً في التمهيد لإنجاح وإنضاج الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والمبعوث الخاص مارتن جريفيث في سبيل التوصّل للتسوية السياسية الشاملة في اليمن».

وعبّر العلي عن قلق الأمم المتحدة من حالة التأخير في تنفيذ البنود التي نصّ عليها «اتفاق الرياض»، وكذلك من بعض الأحداث التي حدثت مؤخّراً في محافظة أبين والعمليات الإرهابية التي استهدفت عدداً من رجال الأمن والشرطة في العاصمة المؤقتة عدن، مبيّناً أن سير عملية تنفيذ الاتفاق بحسب الفترة المزمّنة له وتطبيقه بسلاسة من قبل الأطراف الموقّعة عليه، سيساعد الأمم المتحدة في التسريع من جهودها نحو الحل السياسي الشامل الذي ينهي حالة الحرب ويؤسّس لسلام شامل ودائم.

وطالب الجعدي، مروان العلي «بنقل صورة المشهد كاملة وكما هي لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، وإحاطته بمدى المسؤولية والجدية التي يتعامل بها المجلس الانتقالي لإنجاح اتفاق الرياض، الذي يعبّد ويمهّد الطريق أمام جهود الأمم المتحدة الرامية لجمع الأطراف السياسية لمباحثات السلام التي تبحث الحل النهائي والشامل للأزمة في اليمن».

من جهة ثانية، قالت منظّمة «هيومن رايتس ووتش» إن «اتفاق الرياض» الذي يدمج قوات الحكومة اليمنية وقوات «المجلس الانتقالي الجنوبي»، «لم يعالج قضايا حقوق الإنسان الخطيرة».

وكشفت في تقرير حديث لها أنه «في الأشهر السابقة لتوقيع الاتفاق في الرياض يوم 5 نوفمبر 2019، اعتقلت القوات التابعة للمجلس، وأخفت، ما لا يقل عن 40 شخصاً بشكل تعسّفي، من ضمنهم طفل، في محافظة عدن الجنوبية. أطلق سراح 15 منهم على الأقل في سبتمبر بعد احتجازهم لأسبوعين أو أكثر».

وقالت إنه «يتعيّن على قوات الأمن التابعة للحكومة اليمنية، وقوات الأمن التابعة للمجلس الانتقالي، والتي ستدمج بحسب اتفاق الرياض، الإفراج فوراً عن الأشخاص المحتجزين تعسّفاً أو المختفين قسراً. يتعيّن عليها أيضاً تعويض الضحايا ومعاقبة المسؤولين الذين ارتكبوا هذه الانتهاكات أو أشرفوا عليها، حسب الاقتضاء».

وقال نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في «هيومن رايتس ووتش»، مايكل بيج: «لم يتطرّق اتفاق الرياض إلى المشكلة المزمنة لدى قوات الأمن اليمنية المتمثّلة في إساءة معاملة السكان المحليين دون عقاب. يتعيّن على أطراف الاتفاق الشروع في إعادة بناء الثقة التي صارت منعدمة بسبب الانتهاكات التي ترتكبها هذه الأجهزة الأمنية».

ووثّقت «هيومن رايتس ووتش» حالات اعتقال تعسّفي لـ 40 شخصاً، منهم طفل، منذ اشتباكات قوات الحكومة مع قوات المجلس الانتقالي في أغسطس وسبتمبر. وأمكن التحقّق من أسماء 25 منهم، الطفل ليس بينهم، من قوائم قدّمها محامون وجماعات حقوقية محلية.

من جهة أخرى، أعلن المتحدّث الرسمي للقوات المسلّحة (الموالي لأنصار الله) العميد يحيى سريع أن «أفراد الجيش واللجان الشعبية تصدّوا لزحف واسع للقوات الموالية للشرعية في محافظة الجوف الشمالية».

وأوضح سريع أن «زحف القوات بمحافظة الجوف والذي استمر 16 ساعة، بغطاء جوي مكثّف بأكثر من 30 غارة، لم يحقّق أي تقدّم، فيما سقط عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم».

وأشار إلى أن «القوة الصاروخية ساندت أفراد الجيش واللجان الشعبية باستهداف تعزيزات القوات بصاروخ باليستي من طراز (قاصم)، وكانت الاصابة دقيقة، مخلّفاً عشرات القتلى والجرحى وحالة من الإرباك في صفوف القوات».

ولفت العميد سريع إلى أنه «تم التصدّي لأكثر من خمسة زحوفات وتسلّلات في جبهات الحدود والداخل، مسنودة بغطاء جوي بأكثر من ست غارات في الحدود دون أي تقدّم يذكر».

من جهته، أعلن الجيش الوطني «الموالي للشرعية» مقتل قيادي ميداني في «أنصار الله» مع عدد من مرافقيه، بنيران أفراد الجيش جنوب غرب محافظة الجوف.

وقال مصدر عسكري إن مدفعية الجيش استهدفت عربة تابعة لـ «أنصار الله» غرب جبهة «السلان».

وأسفر الاستهداف عن مصرع القيادي الميداني «عزّان يحيى عزّان الشريف» مع أربعة من مرافقيه، وجرح اثنين آخرين هما «علي أحمد الكبير» و«طه فايز قعشم».