تكثيف الجهود لمواجهة شحنات بطاريات الليثيوم المخالِفة للقوانين

(جنيف) - أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» بالتعاون مع المنتدى العالمي للشحن. والاتحاد الدولي لوسطاء الشحن والمنظمة الدولية للشحن الجوي عن تكثيف جهودهم الرامية إلى ضمان النقل الجوّي الآمن لبطاريات الليثيوم. وتعمل هذه المنظمات على تجديد مطالبتها للحكومات بتضييق الخناق على مصنّعي البطاريات المزيّفة وعلى شحنات البطاريات المدرجة تحت أسماء مضلّلة وتلك غير المطابقة للمواصفات، والتي غزت سلسلة الإمداد، وذلك عبر إقرار وتنفيذ العقوبات الجنائية بحقّ أولئك المسؤولين عن هذه التجاوزات.

هذا ويشهد طلب المستهلكين على بطاريات الليثيوم ارتفاعاً بمعدّل 17% سنوياً، ليزداد بالنتيجة عدد الحوادث المتعلّقة ببطاريات الليثيوم التي أُسيء أو أُغفل الإعلان عنها.

قال نيك كارين النائب الأول لرئيس شؤون المطارات والركاب والشحن والأمن في الاتحاد الدولي للنقل الجوي: من الممكن شحن السلع الخطيرة كبطاريات الليثيوم بشكلٍ آمن إن تمّ التعامل معها وفق المعايير والأنظمة الدولية، لكننا نشهد ارتفاع عدد الحالات التي لا تنصاع بها شركات الشحن لهذه المعايير. وأضاف: «يتطلب الحد من شحن البطاريات المخالفة للمواصفات من خلال تضافر جهود جميع المعنيين في القطاع للارتقاء بمستوى الوعي حيال الحاجة الملحة لاتباعها، ويتضمن ذلك إطلاق أداة إبلاغٍ عن الحوادث يمكن من خلالها مشاركة المعلومات المتعلّقة بجهات الشحن المخالِفة للقوانين، كما نرجو من الحكومات أن تشدّد الغرامات والعقوبات الجزائية المفروضة على تلك الجهات».

وتتضمّن الحملة ثلاث مبادراتٍ أساسية: نظام جديد للإنذار والإبلاغ عن الحوادث خاص بشركات الطيران: جرى إطلاق منصة جديدة لمشاركة المعلومات المتعلّقة بقطاع الشحن الجوي للتعرّف إلى شحنات بطاريات الليثيوم التي أُسيء الإعلان عنها. وسيسمح النظام الجديد بالإبلاغ الآني للمعلومات المتعلقة بحوادث السلع الخطيرة بغرض التعرّف إلى أنشطة الإخفاء وإساءة الإعلان، عمداً أو سهواً، والحد منها. حملة للنهوض بمستوى وعي القطاع حيال مخاطر شحن بطاريات الليثيوم التي أُسيء أو أُغفل الإعلان عنها: تُعقَد سلسلة من الندوات الهادفة للنهوض بمستوى الوعي حيال السلع الخطيرة في جميع أرجاء العالم مركِّزة بشكلٍ أساسي على الدول والمناطق التي لا يتمّ فيها الالتزام بالمعايير العالمية بشكلٍ كامل. كما أُطلق في السياق ذاته برنامج تثقيفي وتوعوي للسلطات الجمركية بالتعاون مع المنظمة العالمية للجمارك (WCO).

إرساء نهج مشترك وتعاوني للقطاع: أعلنت عدة جهات مختلفة في القطاع عن دعمها مبادرة تقدّمت بها كلّ من المملكة المتحدة ونيوزلندا وفرنسا وهولندا في الاجتماع الأخير لمنظمة الطيران المدني الدولي التابعة للأمم المتحدة، والتي تدعو إلى اتباع نهج متعدد المجالات يشمل أمن الطيران ومعايير التصنيع وهيئات الجمارك ووكالات حماية المستهلك. إذ يتم فحص الشحنات الجوية حالياً بحثاً عن العناصر التي قد تهدّد الأمن كالمتفجرات، لكنّها لا تُفحص بحثاً عن تلك التي تهدّد السلامة العامة كبطاريات الليثيوم. كما يجب على الحكومات أيضاً أن تؤدّي دورها عبر تعزيز التطبيق الصارم للقوانين والأنظمة الدولية لضمان النقل الآمن لهذه الشحنات الأساسية. وتحثّ المنظمات التجارية الأربع الهيئات التنظيمية على متابعة فرض الغرامات والعقوبات الجزائية الشديدة بحقّ أولئك الذين يتحايلون على القوانين والأنظمة الدولية الخاصة بنقل بطاريات الليثيوم.

من جانبه، قال جلين هيوز الرئيس العالمي للشحن في الاتحاد الدولي للنقل الجوي: يضع قطاع الطيران السلامة على رأس أولوياته، إذ عملت شركات الطيران والشحن والمصنّعين بجدّ لوضع قوانين تضمن الشحن الآمن لبطاريات الليثيوم. لكنّ هذه القوانين لن تكون فعّالة ما لم يتم فرضها وتدعيمها بغرامات جزائية شديدة. لذا يجب على الحكومات مضاعفة جهودها وتحمّل مسؤولياتها تجاه إيقاف المنتجين والمصدّرين الفاسدين، وتجريم انتهاك قوانين شحن السلع الخطيرة والذي يضع سلامة الطائرات والمسافرين في خطر مُحدق.

وفي معرض تعليقه على هذا الموضوع، قال فلاديمير زبكوف الأمين العام للمنظمة الدولية للشحن الجوي (TIACA): «لمسنا منذ وقتٍ ليس ببعيد اهتماماً بارزاً من قِبَل الهيئات التنظيمية بقضية بطاريات الليثيوم الأمر الذي ساهم بتحسين الوضع. ونطلب اليوم من الحكومات أن يضعوا هذه القضية على رأس اهتماماتهم مجدداً».

كما قال جيمس هوكام الأمين العام للمنتدى العالمي للشحن: تعتمد شركات الشحن التي تتحلّى بالمسؤولية على إنفاذ الحكومة للمعايير الدولية بغرض حماية استثماراتها في إجراءات التدريب والتشغيل الآمن. ويبقى الشحن الجوي حلقة وصل فاعلة في سلاسل الإمداد الدولية، لذا يعدّ فهم وتطبيق القوانين التي تضمن النقل الآمن لجميع أنواع السلع والبضائع من قبل جميع الأطراف المعنيّة أمراً غايةً في الأهمية».

من جانبه، أكد كيشاف تانر رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشحن الجوي التابعة للاتحاد الدولي لوسطاء الشحن (FIATA)، أن سلسلة إمداد الشحن الجوي تواجه خطراً متنامياً تفرضه السلع التي أُغفل أو أُسيء الإعلان عنها، خاصةً في ظل الاستخدام المتزايد لبطاريات الليثيوم، إلى جانب ارتفاع مستويات العرض والطلب على التجارة الإلكترونية. ونؤكد هنا دعمنا للهيئات التنظيمية في سعيها لفرض التزامات صارمة بمعايير الامتثال الموضوعة. وتبقى بطاريات الليثيوم المنقولة من قبل المسافرين موضع تركيز فيما يتعلق بأمان شركات الطيران. ويتوفّر دليل الأجهزة الإلكترونية المحمولة للمسافرين باللغة العربية ويتناول الأجهزة التي يجب أن توضع داخل الأمتعة التي ترافق الركاب في مقصورة الطائرة.