oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

إشادة الكونجرس والسلام العماني

10 ديسمبر 2019
10 ديسمبر 2019

لا يحتاج المراقب أن يدلل كثيراً على مدى سعي السلطنة إلى نسج عالم من التسامح والسلام والإخاء، وهو ما يتأكد دائما عبر السياسات والممارسات، وقد كان أبلغ مشهد لذلك الإعلان، مؤخراً عن مشروع ⁧‫السلطان قابوس‬⁩ للمؤتلف الإنساني، وذلك خلال الاحتفال باليوم العالمي للتسامح في ⁧‫العاصمة الأندونيسية جاكرتا.

إشارة إلى هذا الإطار بشكل عام فقد جاء التقرير الأخير الصادر عن الكونجرس الأمريكي، ليشيد بتجربة السلطنة في مجال الحريات الدينية ويؤكد على أن «السلطنة ما زالت تحافظ على مكانتها الرفيعة في الحريات الدينية من خلال التعايش والتسامح الديني والحوار في المجتمع العماني».

هذه الإشادة التي تؤكد بوضوح على الدور العماني بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - في نشر السلام والتسامح الديني وغيرها من المعاني في العالم، تصبّ في مجمل مشروع النهضة العمانية التي بدأت منذ السبعينيات بقيادة جلالته، وفي الوقت نفسه تعكس الإرث التاريخي العميق للتجربة العمانية في التسامح والإخاء منذ أقدم العصور، فتاريخ عمان متصل من حيث المعاني والمفردات الأصيلة التي عملت على تشكيل قوام اللحظة المعاصرة في الدولة الحديثة.

إن التركيز على قيم التفاهم والتعايش المشترك والتقريب بين الأديان وغيرها من هذا المعاني، لم يأت وليد صدفة إنما هو عمل حقيقي له مقومات في المجتمع العماني والتاريخ المتوارث بالإضافة إلى الدعم الحديث من خلال ما عملت على صياغته الدولة من الاستفادة من مجمل الإرث في توليد الزمن الحاضر، بحيث أصبحت عمان واجهة للسلام والمحبة والإخاء وحيث حققت مؤخراً معدل «صفر» في الإرهاب على المستوى العالمي بخلوها من العمليات الإرهابية، وهذا كله يشعر بالفخر ولكنه في الوقت نفسه يحملنا المسؤولية بالعمل على المضي في هذا المسار المميز والنموذج الذي أصبح مثالاً للعالم أجمع.

لقد جاء مشروع السلطان قابوس للمؤتلف الإنساني الذي أطلق مؤخراً من أجل السعي إلى تعزيز قيم التفاهم والتعايش بين الشعوب والأديان، في إطار الاستفادة من هذه التجربة الخاصة ونقلها إلى الآفاق الإنسانية عامة لتكون تجربة حضارية يتعلم منها الجميع، فثمة مشاكل في العديد من بلدان العالم بسبب التفاوت في الثقافات والأعراق والأديان واختلاف القيم.

وفي حين يجب أن تكون هذه الاختلافات مدعاة للتوافق الإيجابي، فإنها للأسف تعمل في بعض الأحيان على التشرذم، وهو ما يسعى مشروع المؤتلف الإنساني إلى إيجاد الحلول له من خلال التجربة العمانية التي وجدت صداها ولها قاعدتها وأسسها والدلالات الكبيرة التي تحملها لتكون محل نظر واعتبار في إطار تبادل المعرفة الإنسانية والخبرات والتجارب بين بني الإنسانية.

أخيرا يجب التأكيد على أن عالم السلام والمودة والإخاء ينعكس على تقدم البشرية والحضارة الإنسانية ونهاية النزاعات سواء الداخلية في بعض الدول أو الخارجية، بما يحمل بني الإنسان إلى التعايش والتكامل الاقتصادي والمعرفي والثقافي الذي يقود للخير والمنفعة العامة والرفاهية والازدهار.