صحافة

ستاره صبح : الانتخابات البرلمانية ومتطلبات المرحلة

08 ديسمبر 2019
08 ديسمبر 2019

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة (ستاره صبح) مقالا قالت فيه:

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في إيران وتقديم التيارات السياسية لمرشحيها لخوض هذه الانتخابات يحتدم الحديث هذه الأيام عن الظروف التي تمر بها إيران على الصعيدين الداخلي والخارجي وتأثيراتها المحتملة على نتائج الانتخابات المقررة في 21 فبراير المقبل، خصوصًا في ظلّ التحديات التي تواجهها إيران نتيجة الحظر المفروض عليها على خلفية الأزمة النووية مع الغرب والتوتر القائم بين طهران وواشنطن في الكثير من المجالات.

وأشارت الصحيفة إلى أن الشعب الإيراني يولي أهميةً كبيرةً للانتخابات البرلمانية القادمة لاعتقاده بأنها ستفرز وجوهًا جديدةً تأخذ على عاتقها مسؤولية إقرار قوانين تتناسب مع متطلبات المرحلة المقبلة وهي مرحلة تتميز بصعوباتها بسبب الوضع الاقتصادي الذي تأثر سلبًا باستمرار الحظر على إيران وأدى إلى ارتفاع أسعار البضائع وتردي قيمة العملة الوطنية رغم التحسن الذي شهدته في بعض الأوقات، وما تركه ذلك من تداعيات سلبية على ضعف القدرة الشرائية لدى شرائح متعددة في المجتمع الإيراني، بالإضافة إلى مشكلة البطالة التي تعاني منها نسبة غير قليلة من الشباب، ومن بينهم أصحاب الشهادات الأكاديمية.

وتابعت الصحيفة مقالها بالقول إن المرشحين الذين سيخوضون الانتخابات البرلمانية ينبغي أن يتحلوا بصفات تؤهلهم لكسب أصوات الناخبين وفي مقدمتها التخصص والتجربة والكفاءة والنزاهة والقدرة على تشخيص الأولويات التي تفرضها المرحلة القادمة خصوصًا فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، وما يرتبط به من جوانب خدمية وترفيهية واجتماعية.

وشددت الصحيفة أيضًا على ضرورة الابتعاد عن الشعارات التي لا يمكن ترجمتها على أرض الواقع، ودخول الانتخابات ببرامج عملية وخطط واقعية قادرة على تلبية طموحات وتطلعات الشعب الإيراني في مختلف الميادين، منوّهة كذلك على أهمية تحلي عضو البرلمان بالقدرة على قراءة الواقع تمهيدًا لإقرار قوانين يمكن تنفيذها من قبل الجهات ذات العلاقة وتحديدًا الوزراء المعنيين في الحكومة التي تسعى لتقليص آثار الحظر في مختلف المجالات من جانب، وتقوية القطاع الخاص من خلال تقديم التسهيلات المطلوبة والتي تمكن هذا القطاع من لعب دور في دفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام من جانب آخر.

واعتبرت الصحيفة المرحلة القادمة بأنها تختلف كثيرًا عن المراحل السابقة، ما يستدعي أن تكون الانتخابات البرلمانية القادمة مختلفة أيضا لا سيّما بعد أن أثبتت تجارب الماضي بأن عددًا من نوّاب البرلمان لم يكونوا بالمستوى المطلوب، داعية مختلف شرائح المجتمع إلى توخي الدقة في اختيار أعضاء البرلمان القادم من بين المرشحين الذين وصل عددهم إلى حدود 14 ألف شخص من مختلف التوجهات السياسية.

وأعربت الصحيفة عن تفاؤلها بأن تكون نتائج الانتخابات البرلمانية القادمة في إيران منسجمة مع متطلبات المرحلة المقبلة وملبية لطموحات الشعب الإيراني الذي واجه ويواجه تحديات متعددة أبرزها التحدي الاقتصادي والمتمثل بالتضخم وضعف القدرة الشرائية لدى فئات لها دور كبير في صياغة الحياة السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية في إيران.