العرب والعالم

عون : الوضع الراهن في لبنان لا يحتمل شروطا

28 نوفمبر 2019
28 نوفمبر 2019

نعيم قاسم: حزب الله سيبقى حاضرا لمواجهة أي فتنة -

بيروت - عمان - حسين عبدالله - ( د ب أ):-

أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أمس أن الوضع الراهن في لبنان لا يحتمل شروطا وشروطا مضادة، مطالبا الجميع بالعمل من أجل الخروج من الأزمة الراهنة على نحو يحقق مصلحة اللبنانيين ويساهم في حل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها لبنان.

وقال عون، خلال استقباله في بيروت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، إنه «يواصل جهوده لتحقيق تفاهم حول الحكومة الجديدة».

وأشار إلى أنه «يؤيد غالبية المطالب التي رفعها الحراك الشعبي لأنه سبق أن قدم اقتراحات قوانين لتحقيقها ولاسيما ما يتصل منها بمكافحة الفساد وتفعيل الاصلاحات ومنع الهدر ورفع الحصانة عن المرتكبين وغيرها»، لافتا إلى أنه دعا المتظاهرين أكثر من مرة للحوار معهم وسوف يواصل مساعيه لإيجاد الحلول المناسبة للأزمة.

ولفت الرئيس عون إلى أن «الدعم العربي للبنان يجب أن يترجم في خطوات عملية لاسيما بالنسبة إلى المساعدات لمعالجة الوضع الاقتصادي المتردي والذي نتج في جانب منه بسبب تدفق النازحين السوريين إلى لبنان والذين بلغ عددهم مليونا و900 ألف نازح، مشيرا إلى «عودة نحو 400 ألف نازح وبقي مليون و500 ألف نازح».

وقال «إن المساعدات التي ترد للنازحين غير كافية ما ترك انعكاسات سلبية على الواقع الاقتصادي اللبناني بحيث تكبد لبنان حتى الآن خسائر فاقت قيمتها 25 مليار دولار نتيجة تضرر البنى التحتية ناهيك عن كلفة الرعاية الصحية والتربوية والاجتماعية، فضلا عن الخسائر التي مني بها الاقتصاد اللبناني والبطالة التي أصابت العمال اللبنانيين».

من جهته، قال السفير زكي إن «الهدف من زيارته والوفد المرافق الاعراب عن دعم الجامعة العربية للبنان والاطلاع على حقيقة الأوضاع الراهنة فيه وتأكيد التضامن معه والرغبة في المساعدة في المجالات كافة».

وأضاف زكي، في تصريح له بعد اللقاء، أن «لبنان بلد مهم ومؤسس في المنظومة العربية، والتطورات فيه تهمّنا جميعاً، وتهم العرب وهي دائماً لها تبعات وارتدادات ومنها إقليمية، وبالتالي، فإن النظر إلى هذه التطورات يكون دائماً محلّ اهتمام واعتبار».

وأضاف «إن الوضع في لبنان ليس سهلاً، فهناك تأزم سياسي ومخاطر اقتصادية ووضع غير مستقر في الشارع، ولا بد من أن يكون هناك موفد عربي لمتابعة هذا الوضع مع القيادة اللبنانية كي ننقل لهم جميعاً، اهتمام الجامعة ودعمها واستعدادها للعمل لمساعدة اللبنانيين للخروج من هذه الأزمة، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية».

ورأى أن «العبء الأكبر يكون على اللبنانيين أنفسهم لأن هذا هو بلدهم وهذه الأوضاع تخصّهم في المقام الأول، وما الخارج إلا داعم لما يحصل في الداخل من محاولات لإيجاد حل ولتسوية أي أزمات».

ورداً على سؤال حول مبادرة ما تعمل عليها الجامعة العربية، أشار السفير زكي إلى أن هذا هو تحرك الجامعة في الوقت الحالي، وأي تحرك آخر يأتي في أعقاب الاستماع إلى جميع الأطراف لمعرفة مدى إمكانية أن تقوم الجامعة العربية بدور ما في هذا المجال. كما التقى زكي، خلال زيارته كلا من رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، وبعض القيادات اللبنانية.

من جهته، أكد نائب الأمين العام لـ «حزب الله» اللبناني الشيخ نعيم قاسم أمس أن حزب الله واجه الفتنة المذهبية والطائفية والمناطقية وعمل على وأدها في محطاتٍ كثيرة من عمله السياسي، وسيبقى حاضراً لمواجهتها ومنعها.

وقال قاسم، في كلمة له خلال ندوة حوارية مع أعضاء المفوضية العامة في كشافة الإمام المهدي بحسب ما نقلت عنه العلاقات الإعلامية لـ «حزب الله» أمس، «نؤكد أنَّنا نستنكر كلَّ أشكال الشتم والإهانات والضرب ورمي الحجارة وغيرها من أيِّ جهةٍ كانت»، مضيفا: «الكلُّ يعلم أن لا علاقة لنا بكلِّ الأحداث التي جرت فيها الفوضى والاعتداءات وما شابه».

وتابع قاسم «قد أشكل بعضهم علينا لعدم استنكارنا بعض الأحداث، وهذا مُستغرب، فموقفنا معروف، نحن مع حقِّ التعبير السلمي الحضاري ومع حقِّ الاختلاف السياسي، نعلن مواقفنا التي نتبناها بكلِّ جرأة ووضوح، ولكن لا يمكننا التعليق على كلِّ حدث لكثرة الأحداث وتشابهها يومياً، فما دام موقفنا واضحاً فهذا يكفي مع تكرار الأحداث وتشابهها».

ودعا إلى «كشف ومعاقبة الذين يتحركون في الخفاء لإثارة الفتنة والتحريض وتضييع الأهداف والحقوق».

ورأى قاسم أن الأزمة أصبحت «محيطةً بحياة النَّاس من الجوانب المعيشيّة والمالية والاجتماعية والاقتصادية بشكلٍ مؤلمٍ ومؤذِ، وكلُّ يوم من الفراغ يزيد الألمَ والمخاطر»، معتبراً أنه «لم يعد مقبولا المراهنة على لعبة الوقت والضغط لتشكيل الحكومة، فخيارات الحلِّ المتاحة معروفة ومحدودة وليست مفتوحة».

وقال: «لا بدَّ من المبادرة إلى حسم خيار تسمية رئيس الحكومة وتشكيلها، وعدم إضاعة الوقت الذي يراكم أضرارا كبيرة على النَّاس، وعلى الوضع الاقتصادي المالي العام».

يذكر أن مجموعات من مناصري حزب الله وحركة أمل كانت قد افتعلت إشكالات مع محتجين تظاهروا في بيروت، وكذلك فعلوا في صور جنوب لبنان، وبعلبك شرق لبنان.

وتستمر الاحتجاجات الشعبية في لبنان لليوم الـ 43 على التوالي، للمطالبة بتشكيل حكومة إنقاذ ومعالجة الأوضاع الاقتصادية واسترداد الأموال المنهوبة.