adil
adil
أعمدة

ثلاثة أخبار .. وحكاية

26 نوفمبر 2019
26 نوفمبر 2019

عادل محمود -

في الصفحة الواحدة ثلاثة أخبار:

الأول: نجح ، في انتخابات البرلمان الكندي الأخيرة ، ثلاثة نواب سوريين: د. غادة الأطرش ـ أستاذة في جامعة مونتريال بكندا، وعمر الغبرة - مستشار رئيس الوزراء. ود. رامز أيوب ـ عمدة سابق لمدينة يودين. والثلاثة لم يولدوا في كندا، بل هاجروا من سورية.

إلى جوار هذا الخبر كان هناك زاوية معلومات، جاء فيها:

كان لدينا في دمشق عام 1929 ـ 45 مسرحاً، وبقي 4 مسارح

عام 1964 كان لدينا 158 صالة سينما لأربعة ملايين من السكان، وبقي لدينا 36 لاثنين وعشرين مليوناً من السكان.

سوريا أول بلد عربي عرف المطبعة 1702 وكان لدينا عام 1948 خمس وأربعون جريدة لأربعة ملايين نسمة، والآن 4 جرائد لاثنين وعشرين مليوناً.

في نهاية لقاء بين وزير إعلام سوري، ومحمد حسنين هيكل، قال له هيكل: «الفرق بيننا أنك من صحافة الحزب، وأنا من حزب الصحافة».

الخبر الثاني: تحدثت أم سجين عادي عن ورطتها الجديدة مع غلاء الأسعار، نتيجة لزيادة الرواتب في سورية مبلغ عشرين ألف ليرة (25 دولارا) وهي لن تحصل على هذه الزيادة لأنها أرملة وغير موظفة .في حين تزداد أسعار المواد عشر مرات في السجن.

في السجن يدفع السجين من اللحظة الأولى أجرة الفراش والبطانية، والسرير. ويدفع ، بالأسعار المضاعفة مرات ، ثمن كل شيء بما فيها الطبابة والدواء لكي يبقى على قيد الحبس.

هذه الأم كان يكلفها ولدها 40 ألف ليرة شهرياً (50 دولارا) والآن تضاعف المبلغ وهي أمام خيارين: موتها ، أو موت ولدها.

ثمة ما لا يصدق... يتناوب أفراد الأسرة السورية على العشاء: ناس تأكل اليوم، وناس تنام بلا عشاء، انتظارا لليوم التالي، بجدول دورلا يمكن اختراقه.

تخيل ماذا يحدث لمن يأكل ولمن ينظر؟

أما الخبر الثالث: فقد وقع زلزال في مصر، في العهد المملوكي. مات خلق كثير، وتشرد خلق كثير، وتهدمت أحياء وعزب وبيوت كثيرة. ولم يكن مصطلح «منطقة منكوبة» دارجا تلك الأيام. ولكن قصر الحاكم تصدع قليلاً، ونفقت بعض الحيوانات المفترسة في زرائب الملك. فجاء إليه شاعر، يمدحه... فقال:

ما زُلزلت مصرُ من كيدٍ ألمّ بها لكنها رقصت من عدلكم طَربا

أما الحكاية ... فهي هذا السطر الأخير:

«سُئلتُ عن سرّ تكيفي مع الحياة» فقلتُ: إني أغيّر اليأس كما أغيّر القميص!