1374561
1374561
الرياضية

السلطنة تحت أضواء العالم.. في تحدي الجري الجبلي

19 نوفمبر 2019
19 نوفمبر 2019

170 و130 كيلومترا .. في رحلة صعبة من نيابة بركة الموز مرورا بالجبل الأخضر -

مــفــاجــآت وســبـاقــات جــديــدة لــخـوض المنافــســة وســط جــبـــال الحــجــر -

كــــــتب: راشد بن شنون السيابي -

تشارك 60 دولة في سباق تحدي الجري الجبلي التي تنظمه عمان للإبحار في الفترة من الثامن والعشرين حتى الثلاثين من الشهر الحالي وتقرر أن تكون بركة الموز (حصن الرديدة في الساعة الواحدة ظهرًا لمسافة 170 كيلومترًا، وفي الساعة السابعة مساء ينطلق سباق 130 كيلومترًا لمسافة 50 كيلومترًا وتنطلق المنافسة من ولاية الحمراء الجمعة 29 الحالي في الساعة السابعة صباحًا وتنطلق المسافة الأقصر السبت من ولاية الحمراء السبت أمام مدرسة عائشة بنت محمد، وسوف يرعى معالي محمد بن سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية نهائي السباق بحصن بيت الرديدة ببركة الموز، فيما يرعى الختام تحت رعاية الشيخ الدكتور خليفة بن حمد السعدي محافظ الداخلية في ولاية الحمراء.

وقد استعدت السلطنة لاستضافة النسخة الثانية من تحدّي الجري الجبلي العالمي «ألترا تريل مون بلان» والذي سينطلق على عدة مسافات خلال الفترة من 28-30 نوفمبر الجاري بمشاركة حوالي 2000 عداء من 60 دولة من مختلف دول العالم. وقد تمكن الحدث منذ فتح التسجيل فيه من استقطاب نخبة من أمهر العدائين الدوليين ومجموعة كبيرة من العدائين والمغامرين الشغوفين بهذه الرياضية من السلطنة المحليين لخوض غمار المنافسة والتحدّي وسط جبال الحجر نهاية الشهر الجاري.

وستحمل النسخة الثانية العديد من المفاجآت الجديدة لعشّاق الجري الجبلي من المحترفين والهواة من داخل السلطنة وخارجها خاصّة مع تضمين مسافات جديدة تضاف لمسار العام الماضي، وهي 170 كيلومترًا و130 كيلومترًا التي تنطلق من نيابة بركة الموز مرورًا بالجبل الأخضر وجبل شمس، ومسافة 50 كم وسباقات الأطفال بولاية الحمراء في محافظة الداخلية.

وسيقدم الحدث مغامرة استثنائية للمشاركين وفرصة لاستكشاف أعالي القمم الجبلية مع الاستمتاع بجمال طوبوغرافية التضاريس، حيث سيكون المسار مليئًا بالإثارة والتحدّي بمرورها عبر مجموعة من القرى والأودية العميقة، ومزارع النخيل بارتفاعات تصل إلى أكثر من 2200 مترًا في الجبل الأخضر.

استعدادات مكثّفة

تشهد السباقات ذات المسافات الأطوال مشاركة عُمانية واسعة تبلغ حتى الآن 180 عداءً وعداءةً يقومون حاليًا باختبار قدراتهم في المسارات المعدّة من خلال التمارين الأسبوعية الجماعية والفردية وذلك لتعزيز إمكاناتهم وتطوير كفاءتهم بما يضمن نتائج مشرّفة باسم السلطنة وكذلك بما يمكنّهم أيضًا من قطع مشوار أفضل في التنافس على هذه الرياضة التي تشهد رواجًا متزايدًا في أوساط المغامرين ومحبي الاستكشاف محليًا خاصة مع تواجد المقومات الطوبوغرافية المناسبة التي تؤهلهم للمنافسة بجدية.

ومن هؤلاء العدائين العداء حمدان الخاطري الذي نجح في نسخة 2018 من قطع السباق في زمن قدره 29 ساعة بالمركز التاسع عشر في الترتيب العام، كما شارك مؤخرًا في تحدّي فرنسا بمدينة شامونيه في مسافة 101 كيلومتر ليحقق المركز 202 من أصل 1900 متسابق، والمركز 130 بحسب الفئة التي شارك بها. ويشارك أيضًا العداء خصيف الزكواني الذي تمكن من الوصول للمركز 56 العام الماضي في مسافة 137 كيلومترًا عام 2018م، كما شارك أيضًا في سباق الجري الجبلي بتايلند (Chaing Mai Race) لمسافة 150 كيلومترًا.

مشاركة المحترفين

وفي المسافات الأطول سيشهد سباق الجبل الأخضر البالغ طوله مسافة 130 كيلومترًا منافسات قوية بين العدائين المحترفين، حيث يواصل حاليًا العداء الفرنسي سيباستيان تشاينيو تدريباته بالجري أسبوعيًا لمسافة 150 إلى 200 كيلومتر استعدادًا لخوض التحدّي، كما يشارك في السباق نظيره الفرنسي جوليان شورييه، والعداء ماساشي شيروتيك من اليابان، ومايك فوتي الذي استهل مشواره في سباقات الجري منذ عام 2011 عندما أنهى الترا تريل دو مون بلان العالمي كأول عداء أمريكي ليحل في مشاركته الثانية في المركز الثالث، حيث سجل فوتي أيضًا الرقم القياسي العالمي صعودًا بمسافة بلغت 61 ألف قدم خلال 24 ساعة في عام 2018.

أما سباق جبل شمس لمسافة 170 كيلومترًا والتي شهدت إقبالًا كبيرًا من قبل العدائين، حيث نفذت جميع أماكن التسجيل قبل نهاية الفترة المحددة لها، والتي سيخوض خلالها العدائين السباق على طول مسار سباق الجبل الأخضر لمسافة 130 كيلومترًا ليكملوا بعدها السباق باتجاه جبل شمس صعودًا نحو القمة التي يصل ارتفاعها إلى نحو 3000 متر.

وأعرب ميشيل بوليتي، مؤسس سباقات ألترا تريل مون بلان العالمية والمشرف على تصميم مسارات النسخة الثانية من تحدّي الجري الجبلي-في السلطنة وقال: «ستحمل مسارات السباق مغامرات مليئة بالتحدّي والإثارة لجميع العدائين تمر عبر العديد من المناظر الطبيعية الخلابة، إذ ستقدم لهم تجربة مميزة لا تنسى وسط سحر وجمال الطبيعة المذهلة والتي تتميز بها جبال حجر عُمان».

وأضاف: أقيمت الفعالية لأول مرة في السلطنة بمسمى تحدّي الجري الجبلي العالمي-سلطنة عُمان، لتصبح بعدها أحد أبرز سباقات الجري الجبلي لـ«ألترا تريل مون بلان». حيث قدم طاقم فريق عُمان للإبحار عملًا مميزًا في إنشاء وتهيئة مسارات الجري في نسخة العام الفائت، بالإضافة إلى مسارات نسخة هذا العالم. وفي حقيقة الأمر لدي شغف كبير لتجربة المسارات».

مشاركة نسائية

وسيشهد السباق أيضًا مشاركة نسائية واسعة تتمثل في مشاركة نظيرة الحارثية أول مغامرة عُمانية تصل إلى قمة جبل إيفرست، حيث نجحت في تحقيق حلمها والوصول للقمة التي يبلغ ارتفاعها إلى نحو 8800 متر، في سباق الجبل الأخضر لمسافة 130 كيلومترًا، كما ستشاركنا أيضًا المغامرة منى شهاب من المملكة العربية السعودية ونيلي التار من لبنان، في منافسات سباق الحمراء لمسافة 50 كيلومترًا. وفي سباقات الـ50 كيلومترًا تتصدر العداءة البرازيلية فرناندا ماسيل سباقات 50 كيلومترًا للنساء، التي تسعى إلى الحفاظ على رقمها القياسي، حيث سبق لها الوصول لمنصة التتويج في أربعة أحداث سابقة لسباقات ألترا تريل مون بلان، وتمكنت من تحقيق الرقم القياسي العالمي كأسرع امرأة في الصعود والهبوط في جبل كليمنجارو. فيما ستكون العداءة هولي بيج التي مثلت بريطانيا العظمى في بطولة العالم للجري عام 2018، من بين عدائي النخبة المشاركين في النسخة الثانية من تحدّي الجري الجبلي-سلطنة عُمان، إضافة إلى مشاركة الثنائي النيبالي العداءة سونمايا بودها وزميلتها ميرا راي. وأما في سباق 130 كيلومترًا فستشارك مجددًا العداءة الأمريكية ميرديث إدواردز التي تعتبر واحدة من العداءات الرائدات والأكثر شعبية في سباقات تحدّي الجري، حيث تمكنت من تحقيق المركز الثالث في النسخة الأولى من سباق الجري الجبلي-سلطنة عُمان في سباق 137 كيلومترا؛ فيما ستواجه ميرديث تحدّيًا صعبًا للغاية ضد العداءة فرانشيسكا كانيبا صاحبة المركز الأول في عام 2018.

نقاط مؤهلة

وكباقي الأحداث الرياضية التي تندرج تحت مظلة الجمعية الدولية للعدائين فإن المشاركة في تحدّي الجري الجبلي العالمي «ألترا تريل مون بلان- سلطنة عُمان» سيمنح المتسابقين فرصة كسب النقاط التي تؤهلهم لحدث «ألترا تريل» الرئيسي في مدينة شامونيه الفرنسية. ففي سباق 130 كيلومترًا

سيتمكن العداؤون من كسب خمس نقاط معتمدة عند الوصول إلى خط نهاية السباق وأما في سباق 170 كيلومترًا سيحصد من خلاله العداؤون ست نقاط وثلاث نقاط في السباق الذي يمتد لمسافة 50 كيلومترًا.

فرصة المشاركة في حدث شامونيه بفرنسا ومن خلال نظام النقاط المؤهلة والتي تم الإعلان عنها مؤخرًا من قبل منظمو ألترا تريل العالمي فإن العدائيين الذين يتمكنون من الوصول إلى خط نهاية السباق في أحد السباقين لمسافة 130 كيلومترًا أو لمسافة 170 كيلومترًا سيتمكنون من الدخول مباشرة في سباق شامونيه بفرنسا 2020. ويعتبر حدث «ألترا تريل مون بلان-سلطنة عُمان» الفرصة الأولى للعدائين للاستفادة من نظام التصنيفات الجديد والذي تم استحداثه مؤخرًا من أجل المشاركة في تحدّي الجري الجبلي الرئيسي.

سباقات للأطفال والمبتدئين

من أجل إشراك وتمكين مختلف الفئات العمرية في المجتمع للمشاركة في النسخة الثانية من تحدّي الجري الجبلي العالمي «ألترا تريل مون بلان» 2019، أطلق منظمو السباق مؤخرًا فئات مخصصة للعدائين الصغار من طلبة المدارس والمبتدئين في رياضة الجري، والتي شملت سباق 2 و5 كيلومترات وسباق 10 كيلومترات، حيث سيقطع المشاركون تلك المسافات انطلاقًا وانتهاءً بولاية الحمراء مرورًا عبر العديد من المناظر الساحرة لسلسلة جبال الحجر، والقرى القديمة، ومزارع النخيل الظليلة.

تضافر جهود المؤسسات

الحكومية والخاصة

وتشهد النسخة الثانية من الفعالية تضافر عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة من أجل إنجاح هذا الحدث الرياضي العالمي وإخراجه بالصورة التي تعمل على استقطاب ودعم السياحة المحلية والرياضية والاقتصاد الوطني، منها قوات السلطان المسلحة بكافة تشكيلاتها، وإدارة وزارة السياحة فرع الداخلية، وشرطة عمان السلطانية، والهيئة العامة للدفاع المدني ومديرية وزارة الشؤون الرياضية بمحافظة الداخلية، ومنتجع أليلا الجبل الأخضر، وشركة جارمن العالمية لتقنيات الملاحة، وبهوان للمشروعات والاتصالات وشركة بيئة وشركة Europcar لتأجير المركبات والشركة العُمانية للخدمات التعليمية، وواحة عُمان للمرطبات.

الجدير بالذكر إلى أن سباق تحدّي الجري الجبلي العالمي يعتبر أحد السباقات المنبثقة من استراتيجية السياحة الرياضية والتي يتولّى تنفيذها مشروع عُمان للإبحار بإشراف وزارة السياحة ووحدة التنفيذ والمتابعة. وقد حظيت النسخة الافتتاحية من تحدّي الجري الجبلي التي أقيمت شهر نوفمبر من العام الفائت باهتمام دولي كبير مكنها من استقطاب نخبة من العدائين العالميين والدوليين، حيث حظي المشاركون في المنافسات بفرصة الاستمتاع بما تزخر به السلطنة من مقومات ومناظر طبيعية وجغرافية خلابة من خلال سفوح الجبال والتلال والقرى القديمة المتفردة وسط الجبال والمنتشرة على مسار السباق، حيث وصف كل من العداء الأمريكي جيسون شيلارب والسويسري ديجيو «زبيدي» اللذين تمكنا من الوصول إلى خط نهاية السباق في المركز الأولى بنفس التوقيت بأن «تحدّي الجري الجبلي-سلطنة عُمان كان صعبًا للغاية ومليئًا بالتحدّي والإثارة والمتعة ولكنه في نفس الوقت يحتاج لمهارات وتقنيات عالية».

وتعدّ عُمان للإبحار مؤسسة غير ربحية ومبادرة وطنية تهدف للإسهام في تنمية الكوادر البشرية من خلال الرياضة، وتسعى لإحياء الموروث البحري الذي اشتهرت به السلطنة منذ القدم، إضافة إلى الترويج للبلاد إقليميًا وعالميًا كأحد أهم الوجهات السياحية والاستثمارية من خلال المشاركة في السباقات الدولية وإقامة الفعاليات المحلية. وقد انطلق المشروع في عام 2008م، ومن حينها وهو يعمل على تدريب الشباب العُماني وتأهيل كادر قادر على ممارسة هذه الرياضة بمفهومها المعاصر. ويتيح المشروع برنامجًا متساوي الفرص للرجال والنساء لتعلّم رياضة الإبحار الشراعي. استطاع المشروع أن يؤسس فريقًا وطنيًا من البحارة العُمانيين القادرين على المنافسة محليًا ودوليًا في السباقات القريبة من الشاطئ أو السباقات المحيطية، ويعمل هذا الفريق بالإضافة إلى الفرق الناشئة وفق مخطّط لصقل أدائهم.