oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

تعزيز التنمية الشاملة

15 نوفمبر 2019
15 نوفمبر 2019

مع بشائر نوفمبر وأفراح العيد الوطني التاسع والأربعين المجيد لمسيرة النهضة والتطوير والتحديث في السلطنة، جاء اجتماع مجلس الوزراء ببيت البركة العامر برئاسة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - ليؤكد على المنجزات ويرسم التطلعات في درب المستقبل المشرق بإذن الله، والبلاد تعيش هذه الأيام الطيبة التي يتجدد فيها الفرح وتتضاعف العزائم إيماناً بمزيد من العمل والاجتهاد لأجل صياغة الحياة الأفضل للوطن والمواطن والحفاظ على نعمة الاستقرار والسلام والنماء المستدام في العصر الزاهر لجلالة السلطان المعظم.

إن مسيرة التنمية الشاملة في السلطنة ومنذ بواكير النهضة الحديثة سارت وفق مسار واضح النهج أسس له المقام السامي في إطار بناء الدولة العصرية، التي تقوم على أركان واضحة عمادها الإنسان باعتباره جوهر البناء وغاية التنمية وصانعها، وهو ذلك الطريق المتصل الذي يسير إلى المستقبل بكل ثقة وعزم متسلحاً بالإرادة الوطنية للجميع مع تعزيز الاندماج مع مفردات العصر ومتطلباته باتجاه عُمان المستقبل، التي تعمل على تحقيق الآمال البعيدة اعتمادا على الإرث والمتحقق في قرابة خمسة عقود من التحديث المستمر.

لقد أشار جلالة السلطان المفدى - أعزه الله - إلى مجمل الأوضاع على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، في إطار مترابط يقوم على ما هو معهود ومدرك من سياسة السلطنة المتوازنة التي تأتي فيها السياسة الداخلية انعكاساً للخارج والعكس صحيح، بما يلقي بظلاله على مناخات الإنتاج والاستثمار والمنجز الاقتصادي بشكل عام، وفي الوقت نفسه يحقق معادلة السلام والأمان، وحيث أن صورة العصر الحديث تقوم على التسامح والإخاء الذي يحمل عبارة جلية تؤكد معاني الحضارة والبناء المستدام والتكامل الإنساني.

إن المضي في صناعة الاقتصاد في الوقت الراهن وتحقيق النماء المستدام كان عنوانا لافتاً في التوجيهات السامية من خلال تأكيد جلالته على تنويع مصادر الدخل وتشجيع كافة القطاعات ودعمها بالإضافة لتهيئة كل الظروف الملائمة للارتقاء بمستوى الأداء على كافة الأصعدة، حيث يتكامل ذلك مع حرص السلطنة وتأكيدها المستمر على تعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي مع دول العالم، بما يخدم المصالح المشتركة.

يجب التوقف كذلك مع الحاجة إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي والتأكيد على التفاؤل الذي أبداه جلالة السلطان بالجهود المبذولة لإحلال الاستقرار في المنطقة، ولاشك أن ذلك سوف ينعكس على الشعوب من حيث الاستمرار في مسارات التنمية في أجواء آمنة، وهو التطلع الذي تنشده السلطنة وترى أن سبيله هو الحرص المستمر على تعزيز التفاهم والحوار البنّاء والتعاون بين الدول من أجل حلّ كافة القضايا بالطرق السلمية. أخيراً فإن آفاق النماء المستدام والتنويع الاقتصادي والتوازن المالي مع وضع الجوانب الاجتماعية للمواطنين على رأس الاعتبار، كل ذلك يصب في جملة أهداف المرحلة الراهنة في الإطار التنموي والسلطنة تستعد لتنفيذ الخطة الخمسية العاشرة والرؤية المستقبلية «عُمان 2040» بالتركيز على الاقتصاديات الجديدة والابتكار والتقنيات الحديثة. في الختام نسأل الله أن تتجدد هذه الذكرى السعيدة بدوام النماء والسعادة، وأن يحفظ الله جلالة السلطان المعظم ووطننا العزيز وأبناءه، وكل عام والجميع بخير.