صحافة

القدس :موقف أوروبي إيجابي وغير كاف تجاه المستوطنات

15 نوفمبر 2019
15 نوفمبر 2019

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالاً بعنوان: موقف أوروبي إيجابي وغير كاف تجاه المستوطنات، جاء فيه:

قررت المحكمة العليا الأوروبية ضرورة وسم منتجات المستوطنات الإسرائيلية في كل الأسواق في خطوة لكي يختار المتسوقون ما يريدون ولكي يمتنعوا عن شراء مثل هذه المنتجات أن كانوا يعارضون الاستيطان ومن المعروف أن الاتحاد الأوروبي يدين بناء المستوطنات ويعتبرها غير قانونية.

وقرار المحكمة والموقف الرسمي الأوروبي، رغم الإيجابية فيهما إلا أن المطلوب أكثر من ذلك ومجرد الإدانة أو اقتراح المقاطعة، لا يكفي لأن ذلك يظل مجرد مواقف نظرية، والسؤال لماذا يتم استيراد منتجات المستوطنات أصلا، وكيف يرفضون إقامة المستوطنات ويستوردون منتجاتها، وإذا كان الاتحاد الأوروبي يعارض الاستيطان فكيف يحافظ على العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع الاحتلال الذي يواصل بناء المستوطنات.

إن الاستيطان هو الكارثة الحقيقية التي تواجه الأرض الفلسطينية وهو العائق الأساسي أمام أية حلول سياسية، وهناك اليوم نحو نصف مليون مستوطن بالضفة الغربية عدا عن القدس التي فيها عشرات آلاف المستوطنين أيضا، وهم لا يتوقفون عن البناء الاستيطاني والتضييق على شعبنا في أية مشاريع بناء وصعوبة الحصول على الرخص المطلوبة بالإضافة إلى التكلفة العالية جدا لذلك.

إن الرأي العام الدولي يقف معنا ويؤيد مطالبنا وحقوقنا ولقد تحدثت منظمة العفو الدولية عن جرائم الاحتلال المستمرة، وفي أكثر من مؤسسة دولية تم اتخاذ قرارات ضد إسرائيل وغطرستها وسياستها التوسعية... ولكن ذلك كله لم يوقف الاحتلال عن الاستمرار في إجراءاته المرفوضة والمدانة، ولا يعير القرارات الدولية أي اهتمام وقد سبق أن منعت إسرائيل أكثر من مسؤول دولي من دخولها كما طالبت أكثر من مسؤول دولي بالمغادرة وعدم تجديد فترة إقامته، كما فعلت قبل نحو أسبوع مع عمر شاكر ممثل منظمة مراقبة حقوق الإنسان وهو يحمل الجنسية الأمريكية. أن المطلوب إجراءات عملية مؤثرة لوقف الممارسات الإسرائيلية المدمرة هذه وعدم الاكتفاء بالبيانات أو مواقف الإدانة، إلا أن هذا كله لن يؤثر أبدا في صمود شعبنا وقدرته على البقاء والتمسك بالأرض والحقوق مهما تغطرس الاحتلال ومهما تقاعس المجتمع الدولي.