1368632
1368632
المنوعات

فهمي هويدي: الشعوب العربية لا ينقصها الوعي ولكن وعيها تم تشويهه

13 نوفمبر 2019
13 نوفمبر 2019

في محاضرته التي نظمها النادي الثقافي -

تغطية: ماجد الندابي -

استضاف النادي الثقافي مساء أمس الأول الكاتب والصحفي المعروف فهمي هويدي في محاضرة حملت عنوان «أزمة الوعي في العالم العربي» وذلك بمقر النادي في القرم.

في بداية المحاضرة التي أدارها الباحث بدر العبري تحدث فيها عن السيرة الذاتية والعملية لهويدي، وأشار إلى أن هويدي زار النادي الثقافي في عام 1990م وألقى محاضرة حملت عنوان «المسلمون والتحولات العالمية المعاصرة».

تحدث هويدي عن اللقاء الأول الذي حدث في التسعين، وذكر أن التغيرات التي حصلت في المنطقة تغيرات كبيرة ومتباينة، وأصبحت هذه التحركات متسارعة ومليئة بالأحداث ولك من خلال ما نشهده من مظاهرات حالية ومطالبات شعبية في مجموعة من الدول في العالم العربي، وقال صرنا في زمن نأمل فيه أن يبقى للعرب حياة.

وقال إن الخليج قبل 30 عاما كان مختلفا كثيرا عن الوضع الراهن الذي لا يحتاج إلى إيضاح، معرجا على كتاب «الخليج في زمن الكوليرا» للكاتب العماني زاهر المحروقي، ذاكرا أن القراءة التي قدمها هذا الكتاب حول الوضع الخليجي قراءة جادة وملفتة، وهي تصطدم مع آراء مغايرة لها في الخليج.

كما بين هويدي أن مشكلة الوعي ليست خليجية أو عربية ولكنها مسألة تشغل العالم جميعا، ففي الغرب يتم استخدام الوعي في التعليم والتصنيع والمشاركة في القرار السياسي على خلاف الشعوب العربية التي تمتلك الوعي ولكنه لا علاقة له بالقرار السياسي. كما أشار إلى أن الوعي ليس له علاقة بالضرورة بمسألة التعليم، ضاربا أمثلة على ذلك بشواهد تاريخية في دول كانت تصل فيها نسبة الأمية إلى 40 % ولكنها استطاعت من خلال المشاركة في القرار السياسي إلى إسقاط رئيس الوزراء، وذلك عندما وجدت هذه الشعوب بيئة استطاعت من خلالها أن تجسد الوعي في أشهر تمظهراته.

كما أن الوعي في الشعوب العربية تجسد في حادثة تاريخية عندما رفضت نيويورك تفريغ سفينة الشحن كليوبترا في موانئها فهدد عبدالناصر أنه إذا لم يتم تفريغ حمولة سفينته في موانئ نيويورك فإن الدول العربية لن تقوم باستقبال وتفريغ السفن الغربية في موانئها، وبالفعل فإن 21 ميناء عربيا امتنعوا من استقبال السفن الأمريكية مما اضطر بالأمريكان إلى تفريغ حمولة سفينة كليوبترا.

وضرب على الوعي العربي الحالي بالانتخابات التونسية التي أوصلت رجلا أكاديميا مجهولا رفع شعار «الشعب يريد» وأوصلته الانتخابات وصوت الشعب إلى سدة الحكم في البلاد.

وأكد هويدي على أن ليس من الحقيقة في شيء أن الشعوب العربية ينقصها الوعي، بل هي معبأة بالمشاعر الصحية التي لا يتاح لها أن تعبر عن أصواتها، وقال: «جماهيرنا محجوبة الصوت، وأقطارنا مخطوفة لفئات بذاتها». والمظاهرات الأخيرة هي ثورات استيقاظ من قبل الجماهير التي أرادت أن تستعيد صوتها المحبوس. ولكن وعينا العربي يتم تحريفه وتشويهه من خلال وسائل الإعلام التي تملكها السلطات السياسية. وعن دور الإعلام في تزييف الوعي العربي يقول هويدي: إن مشكلة الإعلام هم الساسة، فالإعلام ضحية، والسياسيون هم من يديرون الإعلام ووسائله.