1366450
1366450
عمان اليوم

بدء أعمال ملتقى مجموعة التجانس الآسيوية للأجهزة والمستلزمات الطبية

11 نوفمبر 2019
11 نوفمبر 2019

بمشاركة نحو 300 مختص من 31 دولة -

بدأت امس بفندق جراند ملينيوم بمسقط أعمال ملتقى مجموعة التجانس الآسيوية للأجهزة والمستلزمات الطبية الذي تستضيفه السلطنة ممثلة بالمديرية العامة للصيدلة والرقابة الدوائية بوزارة الصحة بحضور سعادة السيد الدكتور سلطان بن يعرب البوسعيدي مستشار وزارة الصحة للشؤون الصحية.

وألقى الدكتور محمد بن حمدان الربيعي مدير عام الصيدلة والرقابة الدوائية بوزارة الصحة كلمة قال فيها: «إن للمستلزمات الطبيــة أهميـة بالغــة في صحــة ورفاهية الشعوب بسبب الدور الذي تلعبه في الرعاية الصحية بصـــورة مباشــرة وغير مباشـــرة وعلى نطاق واســع، آخـــذين في الاعتبار التنوع الكبير في طبيعة ونوع هذه المستلزمات التي تتراوح ما بين البسيطة جداً مثل القطن والقفازات وبين المعقدة مثل أجهزة التصوير الإشعاعــي وتلك الأجهزة ذات الأهمية المتنوعة في التشخيص والعلاج». وأضاف انه «ونظراً للأهمية البالغة لهذه الأجهزة الطبية كونها جزءا حيويا ومهما في التشخيص والعلاج والوقاية من الأمراض، فقد قامت وزارة الصحة بالسلطنة باستحداث دائرة للرقابة على الأجهزة والمستلزمات الطبية بالمديرية العامة للصيدلة والرقابة الدوائية وذلك من باب أهمية وجود رقابة تعنى بسلامة الأجهزة والمستلزمات الطبية والتأكد من مطابقتها للمواصفات العالمية وأدائها الآمن بما يكفل سلامة المرضى ومشغلي الأجهزة والقائمين عليها في القطاع الصحي، بالإضافة إلى تلقي بلاغات مشاكل وحوادث الأجهزة الطبية».

وأوضح انه «وبسبب أهمية الأجهزة والمستلزمات الطبية في الرعاية الصحية، فقد أصبحت هناك ضرورة لوضــع اللوائح والنظم التي تحكم تداول هذه المستلزمات والرقابة عليها من خلال خلق نظام رقابي قائم على أسس راسخة لمتابعة ومراقبة جميع مراحل تواجد هذه المنتجات (مرحلة ما قبل التسويق، وأثناء التسويق، وبعد التسويق) كما يتطلب ذلك التنسيق المستمر في مجال التجانس والتعاون الدولي بين الهيئات والمنظمات الرقابية لما له من أثر في دعم عجلة البحث العلمي والابتكار وتسريع دخول التقنيات الطبية عالية الجودة والتصنيع إلى الأسواق العالمية».

وقال الربيعي: «وهنا يبرز الدور الفعال لمجموعة التجانس الآسيوي للأجهزة والمستلزمات الطبية التي انضمت لها السلطنة عام 2016م في تعزيز الحوار وتبادل المعلومات بين السلطات الرقابية والشركات المصنعة للأجهزة والمستلزمات الطبية، وإيجاد الأساليب الكفيلة بتحقيق التجانس الخاص بنظم الرقابة على الأجهزة والمستلزمات الطبية، وبالتالي ضمان جودة وكفاءة وسلامة هذه المنتجات، الذي سيعمل على تعزيز جودة خدمات الرعاية الصحية التي تقدمها الدول الأعضاء في المجموعة، وكذلك العمل على قطع الطريق على الجهات التي تعمل على تصنيع أجهزة ومستلزمات مزيفة أو مقلدة بغرض الربح المادي دون مراعاة لخطورة هذا الأمر وأثره السلبي على حياة البشر وتعريضهم للمخاطر التي قد تنجم جراء فشل تلك الأجهزة والمستلزمات من أداء المهام التي صُممت لأجلها سواء كان في تشخيص الأمراض أو معالجتها أو مكافحتها».

الملتقى الذي يستمر أربعة أيام يهدف إلى توحيد إجراءات الرقابة على الأجهزة والمستلزمات الطبية بما يتوافق مع النُظم والإجراءات العالمية المعمول بها لدى الدول والهيئات الرقابية الدولية، وذلك لضمان التأكيد على حصول دول المجموعة والدول المشاركة الأخرى من خارج المجموعة على أجهزة ومستلزمات طبية ذات كفاءة ومأمونية ومنع دخول أية منتجات متدنية الجودة أو مزيفة وذلك من منطلق الحرص على صحة وسلامة المرضى نظراً لما تمثله هذه المنتجات من أهمية ودورها الحيوي في سلسلة الرعاية الصحية، سواء تلك التي تستخدم في التشخيص أو العلاج. حيث تستغل بعض الشركات حاجة مؤسسات الرعاية الصحية لهذه الأجهزة والمستلزمات وتقوم بتصنيع منتجات متدنية الجودة أو مزيفة بتكلفة تصنيعية منخفضة، وتقوم ببيعها وتوزيعها بأسعار أقل، وهذا يؤدي إلى فشل هذه المنتجات في القيام بالمهام التي انتجت لأجلها أو إعطاء نتائج تحليلية خاطئة.

ويتضمن المؤتمر 3 جلسات علمية يوميا تصاحبها حلقات عمل لمناقشة المواضيع ذات الصلة بمشاركة نحو 300 مشارك من 31 دولة من الدول الأعضاء في مجموعة التجانس الآسيوية للأجهزة والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى مشاركين آخرين من دول من خارج المجموعة، وكذلك هيئات ومنظمات صحية ورقابية عالمية مثل منظمة الصحة العالمية، وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية، وعدد من ممثلي الشركات العاملة في مجال تصنيع وتوزيع الأجهزة والمستلزمات الطبية.

وتشارك السلطنة في هذا الملتقى بعدد من المختصين من وزارة الصحة (مهندسين، فنيين، أطباء، صيادلة، ممرضين) وكذلك الوحدات الصحية الأخرى خارج وزارة الصحة مثل مستشفى جامعة السلطان قابوس والخدمات الطبية بالقوات المسلحة والخدمات الطبية بديوان البلاط السلطاني والخدمات الطبية بمستشفى شرطة عمان السلطانية، حيث يمثل الملتقى فرصة جيدة للمشاركين من السلطنة للوقوف على آخر المستجدات المتعلقة بالشأن الرقابي والأنظمة المتبعة لدى الدول والمنظمات والهيئات المشاركة. وحضر المؤتمر المهندس علي بن محسن الضلعان رئيس مجموعة التجانس الآسيوية للأجهزة والمستلزمات الطبية، بالإضافة لممثلين من الهيئات والمنظمات الصحية العالمية، وعدد من المسؤولين بالوزارة والجهات الحكومية الأخرى .

جدير بالذكر بأن منظمة الصحة العالمية أصدرت في اجتماع جمعيتها العمومية الـ67 للدول الأعضاء الذي أقيم عام 2014 قرارا يدعو الدول الأعضاء إلى بناء أنظمة رقابية على الأجهزة والمنتجات الطبية لضمان سلامة ومأمونية هذه المنتجات التي تدخل الأسواق. وأشارت الجمعية العمومية في قرارها إلى ضرورة قيام الدول ببناء أنظمة رقابية على الأجهزة والمنتجات الطبية بهدف الوقايـة مـن المنتجـات المتدنية النوعية والمزورة والمغشوشة ومكافحتها. كما حث القرار الدول الأعضاء على وضع أنظمة للتصنيع الجيد وأنظمة لرقابة السوق، واستقبال بلاغات حوادث الأجهزة. ومنذ ذلك الحين فقد ارتفع مستوى الوعي لدى دول العالم تجاه ضرورة بناء أنظمة رقابية تدار من قبل متخصصين لرقابة الأجهزة والمنتجات الطبية التي تدخل عبر الحدود من جهة أو التي يتم ابتكارها من قبل المبدعين وتحتاج لمن يتأكد من جودة تصنيعها وسلامتها ومأمونيتها قبل استخدامها على البشر، فمن غير المعقول أن تدخل ابتكارات الأجهزة والمنتجات للسوق لتستخدم على البشر قبل أن يكون هناك من يتأكد من سلامتها ومأمونيتها للاستخدام.