1354367
1354367
مرايا

شربل زيادة: العمل الدرامي هو عمل متكامل والممثــلون جميعهـــم أبطالـــه

06 نوفمبر 2019
06 نوفمبر 2019

يرى أن المسرح بلا جمهور كالحياة بلا شمس -

حاورته- ضحى عبدالرؤوف المل -

تحمل أدوار الفنان والممثل «شربل زيادة» الكثير من القيم الحقيقية والواقعية في الحياة، والتي تجسد التمسك بالعائلة أو خدمة الأصحاب والأحباب أو نشر ثقافة السلام عبر الدراما بتؤدة، وبقدرات تؤهله ليتميز دراميا من خلال ما قدمه حتى الآن من أدوار ما زالت عالقة في أذهان المشاهد، ومن ضمنها أيضا تقديمه للبرامج الفنية مع ملكة الجمال نسرين نصر وفي المسرح، وهو الذي يتصف بالهدوء العاصف دراميا والقادر من خلاله على زرع الكثير من الصفات الإنسانية التي حافظ عليها في جميع أدواره غالبا، ومع الفنان والممثل شربل زيادة أجرينا هذا الحوار ..

تستطيع توفير أداء فريد خاص بك، هل هذا نتيجة الخبرة أم الراحة في العمل مع المخرج المتوافق مع شخصيتك؟

بطبيعة الحال مع كل دور جديد تتم مقاربة جديدة للدور حسب الشخصية وتبعا لرؤية الممثل كيف يراها، اي كيف يفكر بها، طريقة حركتها ولباسها وكلامها، وطبعا بتنسيق مع المخرج في هذا الموضوع، والكاتب ان كان يقوم بتواصل مع الجهة المنتجة والمخرج، لان رؤية الكاتب ذات تأثير كبير ورؤية المخرج ورؤية الممثل التي تخدم المكتوب على الورق ليتجسد من خلال شخصية من لحم ودم وتتكلم. إجمالا قليل من المخرجين الذين يتدخلون في هذه الموضوعات، لأن البعض يمنح الممثل الحرية بما يريد القيام به، إنما أنا أفضل التحدث مع المخرج والكاتب لكي أجمع بين وجهات النظر كلها وأتقرب من الكل، بالنسبة لي شخصيا أحاول أن يكون الأداء طبيعياً بمعنى دون تكلف كي يشعر المشاهد أن هذه الشخصية طبيعية وموجودة في كل مكان خارج التمثيل، وأن أتقمص الشخصية من حيث الخلفية الخاصة به لتكوين الشخصية.

يشعر المتابع لك فنيا أنك تتمتع بهدوء وتلعب الدور بواقعية شديدة ما رأيك؟

نعم احاول ان اكون واقعيا قدر الإمكان، بالنهاية في الحياة كل شخص مهما كان غريبا أو تصرفه مميز هو واقعي دون استغراب لتصرفاته بغض النظر تم قبوله أم لا. أنا من مدرسة التمثيل التي تقول أقل شيء ممكن هو بزيادة، وهذا ما تعلمته أثناء دراستي التمثيل في أمريكا بعد مغادرتي لبنان. كلما اقتربت من الواقع كلما استطعت منح تصرفاتك طبيعة ذات مصداقية، بالنهاية التمثيل هو نقل شخصية من نص مكتوب ليكون شخصية حيوية تصدقها الناس وتتعاطف معها أو تكرهها تبعا للدور دون تصنع أو تكلف كي لا تنفصل عن المشاهد.

مشوار فني بدأ من عشرين سنة ألحقته بالتقديم مع ملكة جمال لبنان نسرين نصر، ماذا تقول عن تلك الفترة ؟

مشواري كممثل بدأ منذ أكثر من عشرين سنة، رغم أني انصرفت عن التمثيل فترة طويلة لأني انصرفت إلى الإنتاج من خلال شركة خاصة بي، وانتجت عدة برامج ناجحة (فكرة ومتابعة وكتابة نصوص للتقديم ) تجربتي مع نسرين نصر في برنامج «يا عمري» تجربة جميلة جدا أحببتها وأحببت تلك الفترة، لكن لم اشعر أني أريد أن أكون مقدما للبرامج، لأنه في النهاية كل مهنة لها أربابها والشخص المناسب في المكان المناسب، لكن كتجربة أمضيت فيها فترة ما واستضفنا من خلالها أكثر من ثمانين فنان من العالم العربي ومن شعراء وفنانين، رغم ذلك اعتبرها فترة جميلة مضت وتركت بصمة ما بي.

ألا تظن أنك من الفنانين الذين يلعبون أدورا مهمة والتي تشبه الجسر المتين في ربط الأدوار ببعضها؟

لحسن الحظ نعم، أظن أنني من القلائل الذين ثبتوا أنفسهم دون لعب الدور الدرامي الأول أو المطلق أو الثاني، وهذا جدا صعب، لأن الأنظار دائما تتجه للبطل أو البطلة والقصة التي تدور حولهم، والشخصيات الأخرى لا تستطيع التقدم كل حياتها. الحمد لله استطعت أن أتخطى هذه الصعوبات في تكوين اسمي من الأدوار الثانية، فغالبا الشخصية في الأدوار الثانية لا تُعطى حقها ولا يتم التركيز عليها. لهذا أحاول في كل دور أن أتميز من خلال الشخصية نفسها، ليتذكرها الناس وتصبح الشخصية مهمة، وهذا العمل كممثل مثل صحفي مهم لكن يكتب في الصفحة الثانية أو حتى مغني. ربما هذا يرتبط بشخصيتي، وليس دائما الأدوار الثانية هي ثانية، غالبا العمل الدرامي هو عمل متكامل وكل الأدوار تكاملية تنصهر من خلال عدة ممثلين والكل هم أبطال العمل.

هل شخصيتك موجودة في الشخصيات التمثيلية التي تقدمها؟

موجودة في كل الشخصيات، وأنا من الممثلين الذين رفضوا الكثير من الأدوار المهمة، فلم أشعر أنها ستقدم لي أي جديد، فأنا درست التمثيل لمحبتي لهذه المهنة وأحترمها. في شخصية مروان بعض مني كالأخلاق العالية والقيم، وفي بردانة أنا مثل شخصية رفيق وهي الاهتمام الذي يمنحه لمن حوله أو الأب لأولاده، وفي كل شخصية لعبتها أو تقمصتها أعتبر فيها جزء مني حتى قبلت بها، كل شخصية لعبتها أضافت لي الكثير.

المسرح والحركة التعبيرية على المسرح، هل كسرت خشبة المسرح؟ وما من عودة له؟

بدأت حياتي الفنية على المسرح وأثناء الدراسة في السنة الأولى عندما اختاروني في مسرحية «أخ يا بلدنا» لخضر علاء الدين، وعلاقتي مع المسرح مثل علاقة أي تلميذ يدرس المسرح. فالمسرح هو شغف، هو حب، هو علاقة بينك وبين الخشبة والممثلين والكواليس والجمهور، وقمت بالتمثيل في الكثير من المسرحيات كرمال المحروس، وفلتانة عالآخر، وأربع نسوان، ومن قطف زهرة الخريف بالفرنسية مع ريمون جبارة، ومن ثم مع جلال الخوري بعنوان فخامة الرئيس، ومسرح الأطفال أيضا، لكن المسرح يحتاج لأشهر كثيرة ليتم العرض خلال أسابيع فقط، وهذا يتعب الممثل لأنه يشعر بتوتر رغم أنه يرضى عن نفسه، لكن ما من نتيجة مادية، فالفنان بالنهاية بحاجة لمورد ليعيش، لكن أتمنى العودة إلى المسرح الذي يؤمن حضور، فالمسرح أيضا بلا جمهور كالحياة بلا شمس.