salim
salim
أعمدة

نوافذ .. مـلفات ســاخــنة

04 نوفمبر 2019
04 نوفمبر 2019

سالم بن حمد الجهوري  -

[email protected] -

عدد من الملفات نحتاج من الحكومة ومجلس الشورى وكذا «مجلس الدولة الذي ينتظر خلال الأيام المقبلة» ، التركيز عليها لإيجاد الحلول فيها، سوى أكان كلا بمفرده أو أن تلتقي معا عبر فرقها لوضع ترتيبات توجد من خلالها نتائج تساهم في استثمار الكوادر والإمكانيات المتوفرة، وهي الملفات الاقتصادية والاستثمارية والباحثين عن عمل ، وملف الصناعة والابتكار وكذا ملف التعليم التخصصي .

أولها الملف الاقتصادي الذي يهدف الى تعزيز الإيرادات غير النفطية في السنوات القريبة المقبلة ، وهذا الملف ظل يراوح مكانه في النسب التي وضعت قبل عقود وكان هناك بعض التقدم المرضي، إلا أن الاحتياجات الأخيرة لإكمال مشاريع التنمية من شبكة طرق ومطارات وموانئ، والتي أدت الى المزيد من ضخ الأموال فيها وتراجع تطوير الموارد الأخرى، فإنها اليوم تحتاج الى التركيز وعدم تفويت الفرصة والبحث عن الموارد المالية عبر شراكات أو استثمارات خارجية لتعزيز إيرادات القطاعات الاستثمارية والسياحية والثروة السمكية والزراعية والتعدينية والثروة الحيوانية، هذه القطاعات التي نعول عليها في رفع نسب مساهمتها في سلم الإيرادات خلال السنوات العشر المقبلة ، والذي أشارت له رؤية عمان 2040، لن يتحقق ما لم تكن هناك قناعة بأنه من الضروري تسهيل الإجراءات عبر التشريعات والنظم.

تأتي الاستثمارات كثاني أهم الملفات وهو عصب المرحلة المقبلة التي نحتاج فيها الى التنويع في أوجه اقتصادنا عبر المناطق الحرة الحالية وغيرها من الأماكن ونتطلع الى مناطق حرة تعم كل المحافظات لاسيما في البداية كمسندم والباطنة بشمالها وجنوبها ثم التدرج في التجربة في المحافظات الأخرى وإيجاد حالة تنافس بينها ، وهذا أيضا لإنجاحه كملف يحتاج الى المزيد من المرونة والامتيازات التي تساهم في عملية اختيار عمان ذات المقومات التجارية والجغرافية والأمنية والقانونية .

الملف الثالث الذي يعد من الملفات التي تحتاج الى علاج دائم ومستمر دون أن يبقى مقلقا خلال السنوات المقبلة ويثار بين الفترة والأخرى ، وقد تكون له انعكاسات واستغلال بشكل أو بآخر، هنا نحتاج الى الحلول الابتكارية من خلال 3 مسارات وهي استيعاب الباحثين عن عمل في القطاعين العام والخاص، وتوفير برامج تمويل لمشاريع شبابية يستطيعون تنميتها وتطويرها كمشاريع رفد وغيرها ، وتوفير حصص لهم اكبر لهم في المشاريع التي تنفدها الدولة، وتأهيل قدرات العديد منهم في التجارة الدولية عبر شبكة الإنترنت ، ومن خلال مختصين على استعداد لمساعدتهم في تقديم برامج نوعية تساهم في استيعاب العديد منهم وبناء قدراتهم الذاتية، وهذا الملف يحتاج إلى جهود مشتركة تعضد تلك الجهود التي تبذلها الحكومة من خلال البدء في خطواتها قريبا.

من الملفات المهمة أيضا والذي يمكن أن يحقق عوائد تطوير منظم الصناعة ودعم الابتكار ، هناك الآلاف من الأفكار التي تحتاج الى تنفيذ من خلال توفير الموارد وإقامة المصانع ، وهذا يمكن أن يمثل اليوم واحدا من الملفات التي يمكن أن تساهم في سلم الإيرادات ، فالعديد من الدول لا تملك الإمكانيات والموارد، لكنها استطاعت ان تحول أفكار شبابها الى قلاع صناعية ، تساهم في استيعاب الباحثين عن عمل في تلك الدولة ، فيكفي شركة تصنيع هواتف واحدة أن تضخ لبلدها عشرات المليارات كل عام ، فما بالك بالسيارات الكهربائية التي يتجه إليها العالم بقوة ونظم المعلومات والطيران والأسلحة والطاقة والسفن وغيرها من المجالات المتاحة .

وآخر الملفات هي التعليم الذي نحتاج الى تطويره ونقصد هنا التعليم التخصصي العالي الذي يمكن ان يوجد جيل من الشباب في غضون سنوات قليلة ، فكلما ارتفع عدد الحاصلين على تعليم عال ومتخصص كلما تنفس الوطن بشكل افضل وتخلص من عديد التبعات التي تسبب له الإرهاق في مجالات متعددة، واستطاع أن يعظم الإيرادات ويرفع المستوى التعليمي بين أبناء البلد الذي يمثل ثروة أكبر من ثروة النفط .