1357627
1357627
العرب والعالم

انطلاق الدوريات الروسية ـ التركية المشتركة بشمال شرق سوريا

01 نوفمبر 2019
01 نوفمبر 2019

الأسد يصف الاتفاق بين موسكو وأنقرة بـ«الخطوة الإيجابية» -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

قامت القوات التركية والروسية أمس بأولى دورياتها المشتركة قرب الحدود السورية الشمالية، بموجب اتفاق تمّ التوصل إليه بعد هجوم شنّته أنقرة ضد المقاتلين الأكراد في المنطقة غيّر المعادلات على الأرض.

ومنذ هجوم أنقرة في التاسع من أكتوبر الذي سبقه انسحاب أمريكي من نقاط حدودية عدة، اختلطت الأوراق في مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا، ودخلت قوات الحكومة وحليفتها روسيا إلى المعادلة.

ويبدو أن الأمريكيين والروس تقاسموا الخارطة الحدودية. ففي وقت تجري روسيا دورياتها غرب مدينة القامشلي الحدودية، سيرت القوات الأمريكية دورياتها أمس الأول شرق المدينة، التي تعد عاصمة الإدارة الذاتية التي أعلنها الأكراد عام 2014.

وبدأت الدوريات الروسية التركية المشتركة حوالي منتصف النهار (09:00 ت غ) قرب بلدة الدرباسية، غرب القامشلي، وفق ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس. وانتهت عند الساعة الثالثة والربع بالتوقيت المحلي (13:15 ت غ).

وتألفت الدورية من تسع آليات مدرعة روسية وتركية، وسارت في شريط يمتد بطول 110 كيلومترات، قبل أن تغادر الآليات التركية من النقطة التي دخلت منها قرب الدرباسية.

وقال مراسل لوكالة فرانس برس في الدرباسية إن المدرعات لم تحمل أي أعلام روسية أو تركية بطلب من موسكو.

من جهته، وصف الرئيس بشار الأسد، الاتفاق الروسي التركي حول الوضع شمال شرق سوريا، بالـ «مؤقت» لكنه «جيد بالمدى المنظور»، لافتا إلى أن دور روسيا في الأزمة دائما يخدم بلاده.

وقال الرئيس الأسد، في مقابلة مع قناتي «السورية» و«الإخبارية» السورية، نشرت مساء أمس الأول، إن «المبادئ الروسية واضحة خلال هذه الحرب، قبل أن تكون هناك قاعدة روسية تدعم الجيش السوري في عام 2015»، موضحا أنها «تستند إلى القانون الدولي، إلى سيادة سوريا، إلى وحدة الأراضي السورية، وهذا الموضوع لم يتغير لا قبل ولا بعد ولا بتغير الظروف، ولكن السياسة الروسية تعتمد على التعامل مع الأمر الواقع».

وأشار إلى أن الاتفاق الروسي التركي حول الوضع شمال شرق سوريا «مؤقت»، مبينا: «لنأخذ مثالا مناطق خفض التصعيد في مرحلة من المراحل. اعتقد البعض أنها دائمة وأنها ستبقي الحق للإرهابيين بالوجود في مناطقهم إلى مالا نهاية.. لا.. الحقيقة كانت فرصة تحمي المدنيين من جانب، وتوجد فرصة للتحاور مع الإرهابيين من أجل إخراجهم لاحقا، فعلينا أن نفرّق بين الأهداف النهائية أو الاستراتيجية، وبين التكتيك».

ولفت إلى أن الاتفاق الروسي التركي «بالمدى المنظور جيد»، وتابع: «الروسي بهذا الاتفاق لجم التركي. وقطع الطريق على الأمريكي، وعلى دعوة التدويل التي طرحها الألماني. لذلك نحن نقول إن هذا الاتفاق هو خطوة إيجابية لا تحقق كل شيء، بمعنى أنه دخل التركي وفجأة خرج التركي، ولكنها تخفف الأضرار وتهيئ الطريق لتحرير هذه المنطقة في القريب الذي نتمنى أن يكون قريبا، عاجلا».

وأردف بالقول: «الاتفاقات الروسية دائما معلنة، الاتفاق بينه وبين تركيا أعلن مباشرة بالإعلام بكل بنوده، والاتفاق بيننا وبين الأكراد بوساطة روسية وبدعم روسي، كان أيضا معلنا منذ اللحظة الأولى. لا توجد أشياء مخفية في السياسة الروسية، وهذا شيء مريح جدا بالنسبة لنا».

وبين: «نعتقد أن الدخول الروسي في أي مكان يخدمنا لأن المبادئ واحدة والمعركة واحدة. فدخول الروسي بكل تأكيد ستكون له نتائج إيجابية بدأنا نرى جزءا منها، بالعكس تماما نحن كنا سعداء بهذه القمة (بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في سوتشي يوم 22 أكتوبر)». وحول مقتل البغدادي، أكد الأسد بأن سوريا لم تكن لها أي علاقة بالموضوع وأن الأهم من ذلك هو أنه لا يعرف «إذا كانت العملية حصلت أم لا».

وأكد الرئيس السوري أن «السيناريو الذي نشرته الولايات المتحدة لعملية مقتل الإرهابي أبو بكر البغدادي متزعم تنظيم داعش جزء من الخدع الأمريكية وعلينا ألا نصدق كل ما يقولونه إلا إذا أتوا بالدليل».

وأفاد بأن «البغدادي كان في السجون الأمريكية في العراق وأخرجوه ليلعب هذا الدور»، مضيفا أن زعيم «داعش» هو «مجرد شخص يبدل بأي لحظة وبأي وقت». وبخصوص تشكيل لجنة مناقشة الدستور، صرح الرئيس بأن سوريا لم تقدم أي تنازلات وأن ما يهمها أن أي شيء ينتج عن لقاءاتها ويتوافق مع المصلحة الوطنية حتى لو كان دستورا جديدا، ستوافق عليه دمشق، مشددا على أنه إذا كان أي تعديل للدستور ولو طال «بندا واحدا وتعارض مع مصلحة الوطن، فستقف دمشق ضده ولن تسير به».