صحافة

فلسطين: الانتخابات والتدخل الخارجي

01 نوفمبر 2019
01 نوفمبر 2019

في زاوية آراء كتب الدكتور عصام شاور مقالاً بعنوان: الانتخابات والتدخل الخارجي، جاء فيه:

قبل أيام قال النائب في المجلس التشريعي السيد حسن خريشه: إن حديث الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة عن نيته إجراء انتخابات كان نتيجة ضغوط خارجية مورست عليه على اعتبار أنه لا يوجد مؤسسة فلسطينية منتخبة.

الاهتمام الملحوظ من جانب قيادات في منظمة التحرير بضرورة إجراء انتخابات بشكل عاجل، وإصرار عريقات على إزالة العقبات أمام الانتخابات في القدس وتحذيره بأنه قد يلجأ إلى أطراف خارجية للضغط على حماس لإجراء الانتخابات في قطاع غزة «رغم عدم وجود حاجة لذلك»، كلها إشارات تدل على تغير مفاجئ على الطريقة التي تفكر بها تلك القيادات ، وهذا يدعم فرضية وجود ضغوط خارجية على الرئيس لإجراء الانتخابات ، ولكن أن يكون ذلك لعدم وجود مؤسسة فلسطينية منتخبه فهو افتراض خاطئ لان المجتمع الدولي غير معني إلا بأمرين؛ الأول هو أمن المحتل الإسرائيلي ولا يكون ذلك إلا بضرب أو إسكات المقاومة، وثانيا ضمان توسع الكيان الإسرائيلي على حساب المناطق المحتلة عام 67.

لو كان إجراء الانتخابات الفلسطينية مرتبطا فقط بالقرار الداخلي الفلسطيني فلا أتوقع أن تتم لا بعد 3 أشهر ولا 3 سنوات، ولكنني اعتقد أن الانتخابات مرتبطة بإعادة ترتيب الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسبق أن قلت أن المصالحة لن تتم إلا إذا أصبح الحصار على غزة على وشك الانتهاء. دولة الاحتلال إسرائيل لا تستوعب سيطرة حماس وباقي فصائل المقاومة على غزة وهي حرة وغير محاصرة دون وجود للسلطة الفلسطينية ، وهي كذلك لم تعد قادرة على الإبقاء على الحصار لأن تكاليفه أصبحت باهظة ، ولأن فصائل المقاومة خلال سنوات الحصار ضاعفت من قدراتها بشكل لا يمكن تصوره ، ولهذا لا يمكن لإسرائيل أن تقبل أن يظل الوضع على ما هو عليه لأنها ستكون أمام خيارين ، إما خوض المزيد من الحروب الفاشلة ضد المقاومة أو تخفيف الحصار دون رفعه وإعطاء المجال للمقاومة أن تضاعف قدراتها وإمكانياتها في غزة، والخياران سيئان بالنسبة للمحتل الإسرائيلي.

إذن يكون الاحتمال الأقوى أن تكون الانتخابات جزءا من رزمة إجراءات مستقبليه تم الاتفاق عليها مع أطراف خارجية مثل رفع الحصار عن قطاع غزة وإنجاز صفقة أسرى وعودة السلطة الوطنية الفلسطينية إلى غزة والسماح لحركة حماس بالمشاركة بالحكم بشكل مباشر أو غير مباشر، ولا استبعد أن يكون هناك ضمانات دولية لإنجاح هذا المخطط لان فيه تخفيفا عن المحتل الإسرائيلي وان لم يكن بشكل ابدي ، ولكن كل الأطراف مضطرة إلى ذلك لان الحل العسكري لم يأت بنتيجة ، والحصار تحول إلى كابوس للمستوطنين حول قطاع غزة وما بعد غلاف غزة.

الكلام الذي أقوله اليوم قلته قبل سنوات، وتوقعت إلا يستمر الحصار حتى لا تستفرد حماس وباقي فصائل المقاومة في غزة فيتعاظم شأنها، ولكن الحصار استمر فتعاظمت المقاومة وخسرت دولة الاحتلال لأنها لم تفكر بطريقة سليمة ، والآن أقول إذا ما استمر الحصار أكثر ستدفع دولة الاحتلال الثمن غاليا وستضطر إلى تقديم تنازلات للمقاومة أكبر مما هو ممكن الآن.