عمان اليوم

د. الهنائية: صحة المرأة أحد أهم أولویات النظام الصحي والنتائج المحققة تؤكد نجاح البرامج المنفذة

28 أكتوبر 2019
28 أكتوبر 2019

انخفاض معدلات الوفيات بين الأمهات بنسبة 44% وارتفاع توقع الحياة عند الولادة للإناث -

كتبت - عهود الجيلانية -

أكدت الدكتورة فاطمة الهنائية مديرة دائرة صحة المرأة والطفل بوزارة الصحة أن المرأة العمانية نالت النصيب الوافر من الرعاية الصحية خلال العقود الماضية من مسيرة النهضة المباركة، من خلال ما تقدمه الوزارة من خدمات متنوعة وبرامج صحية هادفة مما كان له مردود إيجابي واضح على تحقيق نتائج طيبة في انخفاض معدلات الوفيات بين الأمهات وارتفاع توقع الحياة عند الولادة للإناث، مشيرة إلى أن هناك بعض المشاكل الصحیة التي قد تهدد حیاة المرأة ومن بينها الإصابة بسرطان الثدي ویمثل 24.5 ٪ من السرطانات التي تصیب النساء مع تزاید مستمر في معدل الإصابة لذا تعمل الوزارة على بذل المزيد من الجهود بالتعاون مع الجمعیة العمانیة للسرطان لرفع الوعي عن أهمیة الكشف المبكر والحد من الوفیات الناتجة عن سرطان الثدي.

وقالت الهنائية في حوار خاص مع «عمان»: تعد صحة المرأة أحد أهم أولویات النظام الصحي منذ بدایة عصر النهضة ویتجلى هذا الاهتمام في عدد البرامج الكمیة على رأسها برنامج رعاية الأمومة والطفولة وبرنامج المباعدة بين الولادات والذي انعكس إیجابا وبصورة جلیة على النتائج التي تحققت على مدى الأربعين عامًا الماضیة حین ركزت على ضرورة الأخذ بعین الاعتبار الاحتیاجات الصحیة المتنوعة في مختلف مراحل الحیاة للمرأة بدءا بمرحلة الطفولة ثم المراهقة، فمرحلة الإنجاب، ومن ثم ما بعد مرحلة الإنجاب التي حددت في مرتكزات «السیاسة الصحیة للمرأة في عمان» بهدف استطلاع دقيق للوضع الصحي للمرأة العمانية والقضايا المرتبطة به في السلطنة حيث تم وضع الأهداف العامة لصحة المرأة وهذا الجانب تطلب العمل الكثير من الجهد والوقت والتنسيق بين الجهات لدعم الكثير من النشاطات التي تخص صحة المرأة وأبرز ما تحقق في رعاية المرأة خفض مراضة ووفیات النساء وايجاد بیئة صحیة تدعم صحة المرأة، ویعد ارتفاع توقع الحیاة عند الولادة للإناث من 60 الى 79 أحد الإنجازات في الحالة الصحیة.

وأضافت مديرة دائرة صحة المرأة والطفل: صحة المرأة لها أهمیة حاسمة لیس فقط لأنفسهم وأطفالهم وعائلاتهم ومجتمعاتهم، ولكن أیضًا لمجتمعهم الأوسع، إنهم حماة مستقبل بلادهم من خلال تحمل وتربیة جیل جدید صحي ومتعلم، كما تقدم النساء الأصحاء فوائد لا تُحصى للتنمیة الاقتصادیة لأي بلد من خلال العمل التطوعي أوالعمل بأجر وبدون أجر، تمثل النساء العمانیات في سن 15-49 أكثر من ربع المجتمع العماني بنسبة 25.8% وهن يمثلن 52% من مجموع الإناث، ولضمان الوصول لجمیع النساء یتم توفیر خدمات صحیة شاملة ومتكاملة ضمن شبكة الرعایة الصحیة الأولیة وذلك من قبل كوادر طبیة مدربة وفقا للأدلة الوطنیة والمستجدات في مجال رعایة المرأة.

وأكدت الهنائية أن خدمات رعایة المرأة أثناء الحمل وبعد الولادة تمثل جزءا كبیرا من الخدمات التي تقدم في مؤسسات الرعایة الأولیة والتي تشمل التشخیص المبكر للحمل حتى یتم تزوید الأم بحبوب الفولیك الذي له الأثر الكبیر في خفض معدل حدوث بعض التشوهات الخلقیة في الجهاز العصبي للجنین، اكتشاف الأمهات ذوات الحمل الخطر وتوفیر الرعایة المتخصصة لهن، الكشف عن فیروس نقص المناعة المكتسبة (الإیدز) لدى النساء الحوامل، الرعایة المنتظمة للحامل وفق النظم المتبعة وتوفیر العلاج المنتظم لها عند إصابتها بأحد مضاعفات الحمل كمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم لما لهما من علاقة وطیدة في حصول وفیات الأجنة والتشوهات الخلقیة، ویعد سجل صحة الحامل الذي تحمله المرأة معها والذي یتم تسجیل بیانات الحمل ونتیجة الحمل والولادة فیه، ذو أهمیة بالغة، حیث یتیح ربط الرعایة على جمیع المستویات الأولیة والثانویة والثالثیة.

وعن الإحصائيات، قالت: تشیر الأرقام إلى وصول التغطیة الشاملة بنسبة 99 ٪ للنساء اللائي تلقین خدمات رعایة الحامل وأكثر من 99 ٪ نسبة الولادات تحت إشراف طبي، كما أن هناك ارتفاع مستمر في نسبة النساء اللاتي سجلن في الثلث الاول من الحمل، وبلغت نسبة الحاجة الملباة لوسائل المباعدة بین الولادة إلى 80 ٪ حیث تتوفر جمیع وسائل المباعدة بین الولادات -القائمة الأساسیة لمنظمة الصحة العالمیة- في مؤسسات الرعایة الصحیة الأولیة ما عدا وسیلة الغرسة التي تقدم في عدد من المؤسسات نظرا لضرورة وجود طبیب مدرب لتقدیمها.

ومن النتائج الإیجابیة الواضحة التي تحققت في مجال رعاية وصحة المرأة العمانية، انخفاض معدل وفیات الأمهات من 27 لكل 100000 مولود حي في عام 1994 إلى 15 لكل 100000 مولود حي في عام 2018م بنسبة 44%.

وذكر الهنائية: یعد ارتفاع ضغط الدم (تسمم الحمل) والنزیف بعد الولادة أهم أسباب الوفیات التي رصدها نظام رصد ودراسة وفیات الأمهات والذي تم تطبیقه في عام 1992م، ولتعزیز النظام تم إجراء دراسة للحالات الحرجة للأمهات وتحلیل العوامل التي تصاحب هذه الحالات 2016-2017م، وأن من المشاكل الصحیة التي قد تهدد حیاة المرأة هي الإصابة بسرطان الثدي الذي یأتي في مقدمة السرطانات التي تصیب النساء في السلطنة و یمثل 24.5 ٪ من السرطانات التي تصیب النساء مع تزاید مستمر في معدل الاصابة، ونظرا لتشخیص نسبة كبیرة من الحالات في مراحل متقدمة من المرض فكان لا بد من تظافر الجهود بالتعاون مع الجمعیة العمانیة للسرطان لرفع الوعي عن أهمیة الكشف المبكر والحد من الوفیات الناتجة عن سرطان الثدي.

مؤكدة الهنائية على الدور المهم الذي تلعبه المثقفات الصحیات وجماعات دعم صحة المجتمع في تنفیذ العدید من البرامج التوعویة للرعایة الصحیة أثناء فترة الحمل وما بعدها والتخطیط الاسري والبرامج الأخرى التي تعنى بصحة المرأة، والتي یتم تنفیذها في داخل المؤسسات الصحیة والمجتمع.