salim
salim
أعمدة

نوافذ .. مؤشرات من الانتخابات

27 أكتوبر 2019
27 أكتوبر 2019

سالم بن حمد الجهوري  -

[email protected] -

نبارك مبدئيا للفائزين في انتخابات مجلس الشورى للفترة التاسعة التي جرت يوم أمس في جميع أنحاء السلطنة ، الذين استطاعوا العبور من بين (637) مرشحا ومرشحة لهذه الدورة ، نبارك للذين تمكنوا بجدهم واجتهادهم ومثابرتهم الدائمة والمركزة خلال الأشهر الستة الماضية من تحقيق هذا الحلم الذي يتطلع له الكثير، ومن خلال برامجهم المقنعة التي استطاعت أن تشكل حالة جذب لناخبي ولاياتهم . هذه الدورة حملت الكثير من المشاهد اللافتة التي تحتاج الى التوقف عندها خلال المرحلة المقبلة . أولها كثافة أعداد الناخبين الذين توجهوا لمراكز التصويت ، وهذه شكلت ظاهرة مهمة تعني أن سقف الوعي بأهمية الانتخابات قد حقق نسبة قناعة عالية لدى الناخبين والناخبات، وأن الحرص على ذلك رفع من أرقام الإقبال من الجنسين .

أيضا ارتفاع عدد الناخبات اللواتي حق لهن الإدلاء بأصواتهن، حيث قلصن الفارق بينهن وبين الرجال في مجموع الناخبين العام الى 35099 من المجموع الكلي 713335 ناخبا وناخبة حيث الذكور 375717 ناخبا و337618 ناخبة .

كما أن بعض المحافظات تقاربت في أعداد الذكور والإناث ، تتصدرها محافظة ظفار حيث جاء الفارق بتفوق الرجال بعدد 114 ناخبا «فقط « فقد بلغوا 40386 ناخبا والإناث 40272، وحلت بعدها محافظة الوسطى بفارق 461 ناخبا حيث الرجال 6351 من الذكور و5890 من الإناث، ثم جنوب الباطنة بفارق الرجال وصل الى 725 حيث بلغ مجموعهم في هذه المحافظة 45728 والإناث 45003.

أيضا هناك كان رصد في المؤهلات العلمية حيث شكّل مجموع المرشحين من حملة الدكتوراة 28 متقدما، بنسبة 4.40% والماجستير 75 متقدما ، بنسبة 11.77% ، والبكالوريوس 195 متقدما ، بنسبة 30.61% والدبلوم العالي 65 متقدما ، بنسبة 10.30%ودبلوم التعليم العالي 274 متقدما ، بنسبة 43.01% ، وهذا يعني أن حملة الشهادات العليا اقتربوا من 55% من إجمالي المتقدمين ، وهذا الى حد كبير يبعث على التفاؤل .

الأمر أيضا اللافت الحضور الإعلامي الخارجي الكبير حيث بلغ اكثر من 60 صحفيا مثلوا قرابة 50 مؤسسة إعلامية ، لتغطية الانتخابات والذين تواجدوا لهذه التغطية منذ عدة أيام لمختلف وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والذي بلا شك سيقدمون صورة حية عن سير الانتخابات في السلطنة للمجتمعات العربية وغيرها من القارات .

هذه التجربة تحتاج منا إلى تحليل العديد من الأرقام وقراءة المؤشرات التي حملتها ورصد الظواهر التي برزت ، أكانت إيجابية أو سلبية ، بهدف قراءة المشهد بصورة عامة ، لمعرفة أين تقدمنا وأين أخفقنا ، ونحدد نقاط القوة والضعف ، للعمل عليها خلال الدورات المقبلة ، لدفع التجربة الى نجاحات اكبر من خلال تقليل الأخطاء . الأهم أن المجموعة التي احتفلت بفوزها الليلة الماضية عليها دور كبير بحجم ذلك الفرح الذي حققته ، يتمثل في أن يصنعوا فارقا واضحا عن الدورات الماضية في السنوات الأربع المقبلة باستغلال الأدوات المتاحة لهم في المجلس ، ومعرفة احتياج عمان لمستقبلها القريب ، خاصة وأنهم يدشنون مهمتهم وعمان على أعتاب البدء في تطبيق رؤية عمان بدءا من مطلع 2020 .