صحافة

الألمانية: مكافحة مهرّبي البشر

26 أكتوبر 2019
26 أكتوبر 2019

يوم الأربعاء الماضي، في منطقة صناعية تقع شمال شرق لندن، داخل حاوية مبرَّدة محمَّلة على شاحنة، اكتشفت الشرطة البريطانية تسعًا وثلاثين جثَّة يُعتَقَد أنها تعود للاجئين.

كيف حدث ذلك؟ هذا هو السؤال الَّذي طرحته صحفٌ أوروبية وألمانية عديدة. هذه المأساة تدلُّ إلى أن تهريب البشر هو السبب الرئيسي في هذه المآسي المتكررة. المهرّبون يستخدمون كل وسائل الترغيب واللاجئون مستعدّون لمواجهة كل أنواع المخاطر من أجل الوصول إلى أوروبا الغربية. هذا يعني أنَّه لا يوجد أي تدبير مادي يمكنه أن يمنع كلّيا توافد اللاجئين المتشبّثين بإرادة الوصول إلى أوروبا.

لكن ما هي الخطوات العملية والقاسية التي يمكن أن تردع مهربي البشر؟ يومية فرانكفورتر الألمانية كتبت أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي كانوا طوال سنوات عديدة يعربون عن إرادة بمكافحة مهربي البشر ويستنكرون عمليات تهريب البشر إلى أوروبا بواسطة مهربين يستفيدون ماليا من سوق تدرُّ عليهم المليارات من الدولارات.

تأسف الجريدة الألمانية لأن سياسة الهجرة المُتَّبعة في الاتحاد الأوروبي وطريقة إدارة مشاكل اللجوء وعدم التوافق لدى بلدان أوروبا بالنسبة لطرق معالجة أزمة اللجوء، كلها أمور كانت نتائجها عكسية. لقد ارتفعت العوائق والحواجز الحدودية على حدود أوروبا، وتم التشدد بالنسبة لنظام اتفاقية دبلن. هذه الوقائع سهَّلت أمورَ مهرّبي البشر فازدهرت أعمالهم وتجارتهم بفعل خضوعها لمبدأ العرض والطلب.

إنَّ حل أزمة توافد اللاجئين وإقناع المخاطرين بحياتهم من أجل اللجوء، يبدأ بالسيطرة على الحدود والتفاوض على سياسة لجوء صارمة لكن عصرية.