1346747
1346747
مرايا

اختيار التخصص الجامعي بين مـــــا يريده الأهل ويرغبه الأبناء

23 أكتوبر 2019
23 أكتوبر 2019

تدخل الوالدين له تأثير على مستقبلهم -

استطلاع- سارة الجراح -

معاناة كبيرة يعاني منها بعض الأبناء وهي تدخل الوالدين في اختيارهم للتخصص الجامعي؛ وذلك من حيث إنهم أدرى بمتطلبات سوق العمل، وهم أكثر حرصا على مصلحتهم، وأخبر منهم في أمور الحياة المستقبلية، وطبعا هناك أبناء يكبتون ميولهم إرضاء لرغبات والديهم واحتراما لهم، ومنهم من يحاول أن يقنع والديه بأن هذا الاختيار لا يناسب ميوله، فإن تفهما وضعه سلم من استبداد الرأي، وإن كان العكس، يظل الطالب في حيرة من أمره إما أن يتقبل ويثابر وينجح، أو يتقبل وتجده يصارع ويقاوم ويفشل.. حول هذا الاستطلاع كان لنا اللقاءات التالية:

تقول ليلى بنت حسين اللواتية (أم آمنة): من الصعب أن نفرض اختيارنا على الأبناء، وعلينا أن نراعي قبل كل شيء ميولهم وقدراتهم، ونترك لهم حرية الاختيار ونتابعهم، وفي حال إذا رأينا الاختيار غير مناسب نقدم هنا لهم النصيحة ونوضح ما هو الأفضل بحكم الخبرة و التجربة، حيث إن هناك بعض الأهالي كانوا يرغبون لأنفسهم تخصص معين ولم تساعدهم الظروف في تحقيق ذلك، فيسعوا لتحقيقه عن طريق أبنائهم، وهذا أكبر خطأ يرتكب في حق الطالب.

وحول ذلك شاركتنا ابنتها آمنة بنت نبيل قائلة: أحاول إقناع والديّ بعدم رغبتي في حال اختاروا لي تخصصا معينا وأرى ميولي تتنافى مع هذا الاختيار، وأطلب منهم عرض تخصصات أخرى والتي أجد أنها ترضيني وترضيهم.

كما تقول فاطمة بنت حمد الشعيلية: بالنسبة للتخصص من الأفضل جدا أن يترك الاختيار للطالب نفسه لأنه أدرى بقدراته وبذاته وميوله وهواياته، لكن لا يمنع أن يكون ولي الأمر مساندا وموجها ومبصرا للطالب في اختيار التخصص من حيث توضيح التحديات والصعوبات والضغوطات المستقبلية التي سوف يواجهها مستقبلا سواء أكان بمقاعد الدراسة أم في التوظيف لاحقا، والعمل على مساعدته بالتوافق مع ما يرغبه من التخصص وسماته الشخصية مع ترك رغبة الاختيار النهائية للطالب.

وشاركنا الحديث ابنها غسان بن عثمان الشعيلي قائلاً: اختيار التخصص عادة يكون على حسب ميول الطالب وهو أدرى بالتخصص الذي يحبه، وحين يكون اختياره للمجال الذي يرغب به سوف يبدع ويتفوق بنفسية عالية أكثر، لكن لن يضر أن يستشير الطالب أهله ويشاركوه الاختيار مع مناقشة التخصصات المتوفرة في سوق العمل والتي يكون بها ضمان وظيفي أفضل، لكن الرغبة والميول هي الكلمة التي أقف عندها بالنسبة لي، لأنه في حال فرض علي والداي تخصصا معين اتكون ردة الفعل بالرفض، وإن كان فرض رأيهم بحسن نية فأنا أدرى بمصلحتي وما هو المناسب لي.

سوق العمل

كما تقول الطالبة مرام بنت زاهر الريامية: في حال قرر والداي اختيار تخصص لا يعجبني أحاول إقناعهم بعدم رغبتي في اختيارهم، وأشرح لهم أسباب رفضي، وأوضح لهم ما هو طموحي وهدفي بعد كل تلك السنين من الدراسة المدرسية.

وتقول الطالبة تقى بنت قاسم الذهلية: اختار تخصصي حسب ميولي وفي الوقت نفسه الوقت استشير والدي، لكن في الأول والأخير أنا اتخذ القرار حسب رغبتي وما أرى فيه مصلحتي، وفي حال فرضوا علي تخصص معين بالتأكيد لن أقبل وأحاول أن أغيره بأية طريقة، ويكون اختياري طبعاً لتخصص أعلم أنه يناسب سوق العمل، وأضمن من خلاله مستقبلي المهني، وأقنع والداي فيه لأنني أنا التي أتوظف وأكون على رأس العمل طول حياتي.

كما توضح الطالبة حور بنت محمد العامرية قائلة: غالباً استشارة الأهل تكون مفيدة إذا ما كان بها نوع من المعارضة لميول الطالب أو لما اختاره، وفي حال لو تم فرض رأيهم، أو تم رفض ما كنت أرغب به من تخصص والذي يناسب ميولي، أسألهم عن أسباب الرفض، وهل التخصص الذي اخترته في رأيهم لا يناسب سوق العمل فقط؟ أم هناك أسباب أخرى؟ هنا أحاول إقناعهم من ناحية أنه يجب مراعاة نفسيتي لأنني أنا التي سوف تدرس هذا التخصص، وحتى أبدع وأتفوق فيه يجب أن تكون لدي الرغبة في دراسته، وحتى أنجز بدون كلل أو ملل لو توظفت مستقبلاً.

أهداف وأفكار

أميمة بنت عبدالأمير العجمية تقول: بعد الحصول على شهادة الدبلوم العام ونتائجها التي تغمر الطلاب والطالبات بالفرح والسرور كل منهم على حسب اجتهاده، يبدأ الطالب بدخوله مرحلة أخرى وهي مرحلة الجامعة أو الكلية، في هذه المرحلة يبدأ الطالب العيش في قلق تام وتشتت أفكار في اختياره التخصص الجامعي، فيجد نفسه تائهاً بين اختيار الوالدين وبين ميوله ورغبته الشخصية، والواضح أن تدخل الآباء في تخصصات الأبناء يعد انتكاسة كبيرة قد تعرقل مسيرته التعليمية، خصوصاً إن كان الاختيار إجباريا من قبل الوالدين اللذين قد يخالف ميولهما، وللمجتمع دور كبير في التأثير على الطلبة في اختيار التخصص وضمان الوظيفة لهم، ويجب على الطلبة البحث عن التخصص المطلوب في سوق العمل.

كما توضح أميمة قائلة: في الماضي كان الوالدين يجبرون أبناءهم على اختيار تخصصات لا تتناسب مع ميولهم، وأهدافهم، وأفكارهم، أما في الوقت الحاضر أصبح الوضع مختلفا، حيث أصبح للطلاب والطالبات الأحقية في اختيار تخصصاتهم وحسب ميولهم، ورغباتهم، وأهدافهم، وأفكارهم، وقدراتهم ومهاراتهم فنحن الآن في تقدم وفكر جديد (معاً لمجتمعٍ واع).

الشغف والميول

‏ويشير الدكتور عادل بن محمد العجمي قائلاً: عنصر اختيار التخصص للطالب يتطلب الجمع بين أمرين: شغفه وميوله، ومتطلبات سوق العمل في نفس الوقت، لذلك وجب على الآباء التوجه نحو إرشاد أبنائهم إلى ما يناسب سوق العمل في دائرة متعلقة بشغفهم بأقرب ما يكون، بحيث يصل الإرشاد إلى الأفضلية في الاختيار، لتنسجم مع الميول الداخلية والعرض والطلب في السوق بأحسن ما هو ممكن، فالشغف في الطالب عنصر مهم ولا بد من التفكر فيه لجمعه بما هو اقرب ما يمكن أن يوفيه في سوق العمل ومتطلباته.

وشاركنا الحديث أبنه عمار بن عادل موضحاً: في مشوار اختياري للتخصص الذي سيمثل مستقبلي الدراسي، ومن ثم نوع عملي، كان الأساس في الاختيار هو إيجاد التخصص الأقرب لميولي واهتماماتي، وكان الهدف من هذه التفضيلات في الاختيار هو الحصول على مستقبل دراسي ومهني متعلق بشغفي واهتماماتي، وفي عملية الاختيار لم يكن هناك أي فرض من جهة الوالدين على تخصص معين أو جامعة معينة، بل كان الاختيار عائدا إليّ بشكل تام، ولكن نظرا إلى قلة خبرتي في مجال سوق العمل توجب علي استشارتهم والأخذ برأيهم لاتخاذ القرار النهائي الأنسب.

دور الأسرة

وأوضحت أ. دلال بنت أحمد (أم حسن ومرتضى ومصطفى) قائلة: في بداية أطروحة النقاش في مجال دور الأسرة في مساندة الأبناء لاختيار التخصص المناسب والمتوافق يتطلب مراعاة العديد من الجوانب، ألا وهي القدرة والتمكن من المجال المختار، حيث يبدأ من خلال اختيار احد المجالين أما الأدبي أو العلمي، والميول التي تستهويه؛ حيث إن الإنسان يبدع ويكمل مشوار الاختيار إذا كان لديه الميول والرغبة في ذلك، ومن ثم سوق العمل وما يترتب عليه في مستقبل الحياة العملية.

ويأتي دور الأسرة والمدرسة كذلك في توجيه وإرشاد الطالب أو الابن فيما يتناسب معه، ومن بعدها يتم ترك الابن للنظر إلى هذه النقاط وترك الفرصة له لاتخاذ القرار للتخصص الذي سينطلق منه إلى ساحة العمل في المستقبل؛ ذلك إن الطالب في هذه المرحلة يكون في حيرة ويحتاج إلى التوجيه الهادف.

وكان رأي أبنائها التوأم ( مرتضى ومصطفى) كالتالي، حيث قال يقول مرتضى احمد إبراهيم: حين قررت اختيار التخصص في المجال العلمي أو الأدبي، وجه لي والداي سؤالا وهو: ماذا ترغب أن تكون في المستقبل؟ وأنا كنت أرغب في الطيران وكنت أعتقد أن هذه الرغبة ستكون ثابته لدي، لكن بعدها وجدت نفسي في حيرة بين رغبات أخرى منها الحقوق أو الهندسة، وما زلت لم أتمكن من تحديد الاختيار المناسب للمستقبل العملي، حيث ثبت اختياري حاليا على المجال العلمي الذي بعده سيحدد لي الاختيار الجامعي إن شاء الله، وأتوصل إلى القرار المناسب بمناقشة الوالدين إن شاء الله، وناقشت أبي في الاختيار بين الحقوق والهندسة، ووضح لي أن اختار متطلبات سوق العمل، ولم يفرض عليّ رأيا معينا، إنما أوضح لي وترك لي حرية الاختيار والقرار.

ويقول أخوه مصطفى: أنا وأخي مرتضى توأم ولدينا نفس الميول وكنا طوال مراحل الدراسة مرتبطين جدا ببعضنا، وكنا دائما ما نتناقش في مجال الاختيار للتخصص معا، وفعلا توافقت ميولنا على نفس المواد في المجال العلمي الحمد لله.

كان الاختيار وفق ميولي وما اطمح ان اكون عليه في المستقبل فانا كنت أرغب أن أتوجه إلى الهندسة، ولم يكن أي ضغط من قبل والديّ إطلاقا، وكان دور الوالدين في توجيهنا إلى أن هذا الاختيار هو اختيار يترتب عليه المستقبل القادم في الحياة العملية.

فرض الرأي

‏وتقول الطالبة ثراء بنت أسعد بن محمد: إذا فرضوا أهلي علي تخصص لا أرغب به، أعطيهم أمثلة لطالبات أهلهم فرضوا عليهم تخصص لكنهم فشلوا به ولم يتمكنوا من إكماله، والبعض منهم غير التخصص وضاع من عمره ووقته، لأن الإنسان لا يقدر أن يتفوق أو ينجح أو يبدع في شيء لا يرغب به ويكون مجبورا عليه.

يقول الطالب حسن بن أحمد بن إبراهيم: في العام الماضي قمت باختيار التخصص العلمي والمواد التي تتناسب مع ميولي الشخصية، وتم اختياري لهذا المجال وفق ميولي أولا، ومن بعدها مناقشة المواد المختارة مع مرشد التوجيه المهني في المدرسة ومناقشة الوالدين، أما فيما يتعلق بأهدافي فانا طرحت مع والديّ ما يتناسب معي، ومن ثم قمت بتحديد مجموعة من الاختيارات كرغبات أولية للهدف، أما بالنسبة للاختيار فوالداي تركوا لي حرية الاختيار مع توضيحهم لي لبعض النقاط في اختياري، ‏ولو كان هناك أي ضغط منهم، علي أن أحترم رأيهم ومناقشتهم، وهنا إما أن أقتنع برأيهم أو أقنعهم باختياري.

تطلعات مستقبلية

كما تقول الطالبة زهرة بنت سعيد الحبسية: من الصعوبة فرض تخصص بعينه على الطالب في هذه المرحلة، نعم ممكن للوالدين أن يكون لهم مساهمة بناءة في توجيه الطالب بالواقع الحالي لسوق العمل، لكن ترك القرار النهائي بيده لأنه أدرى بمستقبله طالما لديه القناعة التامة بأن التخصص الذي اختاره يتوافق مع ميوله وتطلعاته المستقبلية.

‏ويقول الطالب راشد بن سعيد الحوسني: بالطبع اختار تخصصي بنفسي لأن هذا القرار في اختيار التخصص سوف يحدد مستقبلي وطموحي الذي رسمته طوال مشواري الدراسي، ودور والدي في هذه المرحلة يكون بالتشاور وللحوار الإيجابي الذي لا يتعدى التوجيه والإرشاد في عملية ترتيب الخيارات من البرامج الدراسية المطروحة، وفي حال فرض علي والدي تخصص معين لست مقتنعا به، أحاول أن أقنعهم بالتخصص الذي أرغب به، وأني إذا درست بتخصص لا يحقق طموحي سوف يؤثر ذلك سلبا على دراستي ونتائجي.