1345462
1345462
العرب والعالم

تبادل الاتهامات بين تركيا والأكراد بخرق وقف إطلاق النار في سوريا

19 أكتوبر 2019
19 أكتوبر 2019

برلين تنتقد واشنطن وأنقرة بسبب العملية العسكرية -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

تبادلت القوات التركية والقوات الكردية السورية التي تقاتل بعضها البعض في شمال سوريا، الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار المبرم بوساطة الولايات المتحدة. قالت وزارة الدفاع التركية أمس، إن إرهابيي «وحدات حماية الشعب الكردية/‏‏حزب العمال الكردستاني» قاموا بـ14 خرقا خلال آخر 36 ساعة، وسط التزام كامل للقوات المسلحة التركية باتفاق المنطقة الآمنة.

وذكرت الوزارة في بيان، أن «القوات المسلحة التركية تلتزم بشكل كامل باتفاق المنطقة الآمنة، الذي توصلت تركيا والولايات المتحدة إليه في 17 أكتوبر الجاري».

وأضاف البيان « بالرغم من ذلك، قامت عناصر وحدات حماية الشعب (واي بي جي) وحزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه )، بـ 12 هجوم/‏‏تحرش في رأس العين، واثنين في منطقة تل تمر، خلال آخر 36 ساعة». وتابع: «تم التحقق من استخدام أسلحة خفيفة وثقيلة (صواريخ، أسلحة مضادة للطائرات والدبابات) في تلك الهجمات/‏‏ التحرشات».

من جهته حذّر الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان من أنّ بلاده «ستسحق رؤوس» المسلّحين الأكراد في شمال شرق سوريا إذا لم ينسحبوا إلى خارج المنطقة العازلة. وقال أردوغان في خطاب «إذا لم يتمّ الانسحاب بحلول مساء الثلاثاء، فسنستأنف (القتال) من حيث توقّفنا وسنواصل سحق رؤوس الإرهابيين».

وكانت أنقرة وواشنطن قد توصلتا إلى اتفاق لتعليق العملية العسكرية، يقضي بأن تكون المنطقة الآمنة في الشمال السوري تحت سيطرة الجيش التركي، ورفع العقوبات عن أنقرة، وانسحاب العناصر الكردية من المنطقة.

وفي سياق متصل، دعت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) أمس الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على الحكومة التركية للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.

وقالت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، في بيان: «ندعو نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو اللذين أبرما الاتفاق مع الجانب التركي، إلى إلزام أنقرة بتنفيذ عملية وقف إطلاق النار وفتح الممر لإخراج الجرحى والمدنيين المحاصرين وفق التفاهمات على ذلك مع الجانب الأمريكي».

وأضافت :»رغم التواصل المستمر مع الجانب الأمريكي والوعود التي قدمت من قبلهم لحل هذه المشكلة إلا أنه لغاية الساعة لم يحدث أي تقدم ملموس».

واتهم مظلوم عبدي قائد (قسد) أمس، تركيا بمنع انسحاب مقاتليه من مدينة رأس العين، وقال إن «الأتراك يمنعون انسحاب قواتنا والجرحى والمدنيين من سري كانيه» التسمية الكردية لرأس العين، محذراً من أنه «إذا لم يتم الالتزام، سنعتبر ما حصل لعبة بين الأمريكيين وتركيا، إذ من جهة يمنعون انسحاب قواتنا، ومن جهة أخرى يدّعون أنها لم تنسحب، سنعتبرها مؤامرة ضد قواتنا».

في السياق أعلن مظلوم استئناف العمليات ضد خلايا تنظيم (داعش) في شرق سوريا، بالتعاون مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بعد تجميدها جراء الهجوم التركي.وقال عبدي «عملنا ضد داعش مستمر، ودخل حيز التنفيذ مجدداً»، مضيفاً «قمنا بتفعيل العمل العسكري ضد خلايا (داعش) في دير الزور، وقواتنا تعمل هناك مع قوات التحالف».

وأفاد المرصد السوري المعارض أن عشرات العناصر من الفصائل الموالية لتركيا دخلت عبر الأراضي التركية برفقة 5 دبابات إلى قرية الشكرية الواقعة على الحدود مباشرة بريف مدينة رأس العين الشرقي، وسيطروا على قرى الشكرية وحجي حسو وجان تمر، وسط تحليق لطائرات في سماء المنطقة، وأشار المرصد إلى استمرار الاشتباكات العنيفة، بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة، والفصائل الموالية لتركيا من جهة أخرى، على محاور في ريف مدينة رأس العين الشرقي، وريف بلدة الدرباسية، في هجوم متواصل من قبل الأخير منذ ساعات الصباح الأولى، وذلك بعد إزالة تركيا للجدار الفاصل مقابل قرية الشكرية شرق رأس العين ودخول المجموعات عبرها. في السياق، تصدت وحدة من الجيش السوري أمس لمحاولة مجموعة من العناصر المسلحة الموالية لتركيا التسلل باتجاه نقاطها في قرية الأهراس شمال غرب تل تمر بريف الحسكة. وأفاد ت (سانا) بأن وحدة من الجيش اشتبكت مع المهاجمين وصدتهم.

من جهة أخرى، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن العمل في المرحلة الحالية والمقبلة يجب أن يتركز على وقف العدوان وانسحاب كل القوات التركية والأمريكية وغيرها من القوات غير الشرعية من الأراضي السورية كافة باعتبار أنها قوات احتلال وفق القانون والمواثيق الدولية ويحق للشعب السوري مقاومتها بكل الوسائل المتاحة.جاء ذلك خلال استقبال الأسد المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين والوفد المرافق.

من جهتها قالت الخارجية الروسية إن مسؤولين روس التقوا بالأسد في سوريا وناقشوا الحاجة لخفض التصعيد في شمال شرق سوريا.

في غضون ذلك ، انتقدت وزيرة الدفاع الألمانية انيجريت كرامب-كارنباور، بشدة تركيا والولايات المتحدة بسبب العملية التي تشنها القوات التركية شمالي سوريا.

وقالت الوزيرة خلال مؤتمر للحزب المسيحي الاجتماعي البافاري بمدينة ميونخ أمس :«من وجهة نظري، هناك إشاراتان كان لهما مدلول خطير على المدى البعيد»، واحدة منهما أن الأمريكيين، أعطوا ظهورهم لهؤلاء الذين كانوا يقاتلون تنظيم داعش على الأرض من أجلهم « وهذا يثير سؤالا حقيقيا حول موثوقية حليفنا داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأقوى دولة على مستوى العالم».

وعن تركيا، قالت كرامب-كارنباور:» شريك في الناتو أم لا؟»، وتابعت:«إذا أصبح معيارا، أن تقوم كل جهة تشعر بالتهديد من منطقة مجاورة، بمخالفة القوانين واستخدام قوة السلاح، فإننا بذلك نهدد أساس النظام الذي أقيم بعد الحرب العالمية» وهو النظام القائم على حل الصراعات بالدبلوماسية وليس بقوة الطرف الأقوى.

من ناحية أخرى، حضت لجنتان تابعتان للأمم المتحدة، لجأت إليهما عائلات زوجات وأبناء متطرفين محتجزين لدى الأكراد في سوريا، فرنسا على اتخاذ إجراءات لحماية حقوقهم ومنع نقل أطفالهم إلى العراق.

وعرض المحاميان، جيرار تشولاكيان، وماري دوزيه، بشكل عاجل القضية على اللجنة الدولية لحقوق الأطفال ولجنة الأمم المتحدة لمكافحة التعذيب في جنيف، لمطالبة فرنسا باستعادة عشرات الأطفال والأمهات المحتجزين في مخيمات لدى الأكراد في سوريا.

ودعت اللجنتان السلطات الفرنسية إلى «اتخاذ الإجراءات الدبلوماسية اللازمة لضمان حماية حق (هذه العائلات) في الحياة والسلامة»، وخصوصا الحصول على العناية الطبية. كما طلبتا من فرنسا «إبلاغهما بالخطوات المتخذة» في هذا الاتجاه.

ويرى المحاميان أن «فرنسا لم يعد لديها سوى خيار انتهاز فرصة وقف إطلاق النار (بين القوات التركية والكردية في سوريا) لتنظيم استعادة هؤلاء الأطفال وأمهاتهم في أسرع وقت ممكن».

وتحتجز القوات الكردية نحو 300 امرأة وطفل في مخيمات بشمال شرقي سوريا حيث تشن تركيا منذ التاسع من أكتوبر هجوما يثير قلق فرنسا من «خطر توزعهم».