1345221
1345221
عمان اليوم

مؤتمر «طب الأسرة» يدعو للاستفادة من التقنية الحديثة والاستثمار في البحوث العلمية

19 أكتوبر 2019
19 أكتوبر 2019

بمشاركة إقليمية وعالمية واسعة -

كتب- خليفة بن علي الرواحي -

أكد المؤتمر الطبي الأول للرابطة العمانية لطب الأسرة على أهمية الاستفادة من التقنية الحديثة وإدخالها في الرعاية الصحية الأولية لخدمة المرضى وتسهيل عمل أطباء الأسرة وتقليل الكلفة العلاجية، وزيادة الاستثمار في البحوث العلمية وتوفير البيئة المناسبة لذلك، ووضع الاستراتيجيات اللازمة لتطوير الخدمات المقدمة من أطباء الأسرة من خلال التطبيق الفعلي لنظام العلاج في أقرب مؤسسة صحية للموقع الجغرافي للمريض و تمكين طبيب الأسرة من تقديم الرعاية المستدامة و الشمولية، جاء ذلك في اختتام أعمال المؤتمر الذي نظمته الرابطة بالتعاون مع مستشفى جامعة السلطان قابوس والمنظمة العالمية لأطباء الأسرة (الونكا العالمية) خلال الفترة من ١٨ إلى ١٩ من أكتوبر الجاري، بمشاركة ٣٥٠ طبيبا وطبيبة من ٢٠ دولة من مختلف دول العالم، وقدمت خلال المؤتمر ١٠٠ ورقة علمية وبحثية، وذلك في فندق شيراتون مسقط. وقد شكل المؤتمر منصة حقيقية للنقاش وعرض التجارب العالمية ومستجدات البحوث الطبية في علم طب الأسرة وأكدت إحدى الدراسات العالمية التي طرحت في المؤتمر على قدرة مريض السكري التخلص من المرض مع إنقاص الوزن 15 كيلو جراما، والاستمرار في الرياضة والأكل الصحي المنتظم.

مخرجات المؤتمر

وخرج مؤتمر طب الأسرة الأول بمسقط ٢٠١٩ بعدد من التوصيات أهمها: التأكيد على أهمية الاستفادة من التقنية الحديثة وإدخالها في الرعاية الصحية الأولية لخدمة المرضى وتسهيل عمل أطباء الأسرة وتقليل الكلفة العلاجية، ووضع الاستراتيجيات اللازمة لتطوير الخدمات المقدمة من أطباء الأسرة من خلال التطبيق الفعلي لنظام العلاج في اقرب مؤسسة صحية للموقع الجغرافي للمريض وتمكين طبيب الأسرة من تقديم الرعاية المستدامة والشمولية وتنسيق الرعاية الصحية للمريض مع المستويات الرعاية الصحية الثانوية والثالثية متى استدعت الحاجة، كما أكد المؤتمر على أهمية التركيز على توضيح مفاهيم ومبادئ طب الأسرة كجزء أساسي من منظومة الرعاية الصحية الأولية لجميع المستفيدين من الخدمة، والعمل على توفير جميع الوسائل التشخيصية والعلاجية لجميع الأمراض الشائعة وبالأخص الأمراض غير المعدية في جميع مراكز الصحية الأولية، كما اكد المؤتمر على أهمية وضع خطة استراتيجية لتحقيق التوازن المطلوب بزيادة عدد الملتحقين ببرنامج طب الأسرة وتحفيز الأطباء الجدد والطلبة للالتحاق بالبرنامج التدريبي لطب الأسرة للوصول إلى الهدف المنشود بتوفير طبيب أسرة لكل فرد في المجتمع للارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة والاستثمار في البحوث العلمية ذات العلاقة بطب الأسرة وتوفير بيئة مناسبة للعمل البحثي في كافة المحافظات إلى جانب التأكيد على أهمية إشراك الرابطة العمانية لطب الأسرة في التخطيط الاستراتيجي للرعاية الصحية الأولية بالوزارة، والعمل على توسيع التعاون بين رابطة أطباء الأسرة وجميع القطاعات الحكومية وغير الحكومية في جميع المجالات لتعزير دور طبيب الأسرة.

أوراق العمل والنقاشات

وتواصلت أمس الجلسات ومناقشة التجارب وأوراق العمل حيث قدمت الدكتورة بدرية المحروقية إحدى الأوراق العلمية عن دراسة تقييم مبررات لطلب فحص وظيفة الغدة الدرقية في الربع الأول من ٢٠١٨ في مركز الخوير الشمالي أوضحت فيها أن الدراسة المرجعية شملت ١٠٠ فحص لوظائف الغدة الدرقية والتي اختيرت بشكل عشوائي واحتوت على سبب طلب الفحص ونتائجه والفترة الزمنية بين الفحص السابق والفحص الحالي، وبالمقارنة مع التوصيات العالمية وجد أن ٤٦ ٪ فقط من الفحوصات التي عملت خلال الربع الأول من ٢٠١٨ كانت ذات مبرر قوي للفحص، وأوصت الدراسة بزيادة الوعي لدى أطباء الرعاية الأولية عن مبررات فحص الغده الدرقية والفترة الزمنية اللازمة بين كل فحص فحص والآخر.

ومن الحلقات العلمية التي تم تقديمها تمت مناقشة أهمية المباعدة بين الولادات والتي قدمتها الدكتورة فايزة الفاضل طبيبة استشارية أولى طب الأسرة وأوضحت فيها أن وزارة الصحة في السلطنة وضمن حملتها للمباعدة بين الولادات دشنت وسيلة حديثة وهي الغرسة وذلك لتنويع وسائل المباعدة لتناسب احتياجات المجتمع العماني بكافة أطيافه والذي يعتبر جزءا هاما من خدمات صحة المرأة الإنجابية في السلطنة، وأوضحت أن تقديم الوسيلة في مختلف مراكز محافظة مسقط بدأ منذ يناير ٢٠١٧ وقد أظهرت النتائج مدى كفاءة الوسيلة وإقبال المراجعات لها، موضحة أن هذه الوسيلة هي الأحدث والأكثر فاعلية وتدوم لفترة طويلة تقارب ال٣ سنوات، وتخللت الحلقة التدريب العملي للمشاركات وشرح طريقة عملها بعد تقديم المشورة الصحيحة لها.

حقيقة علمية عن السكري

وتحدث دكتور محمد فرغلي الأمين العام للونكا العربية في المؤتمر خلال إحدى الجلسات عن دراسة ناجحة لمكافحة مرض السكري والقضاء عليه، فقال: توجد دراسة باسم (دايركت في جلاسكو) أثبتت فعليا أن مريض السكري قادر على التخلص من مرض السكري تماما إذا تمكن من إنقاص وزنه إلى 15 كيلو جراما بشرط أن تكون مدة إصابته بالسكري أقل من ستة سنوات وأن لا يكون قد استخدم الأنسولين كعلاج للسكري، مؤكدا أن هذه الدراسة تشجع الكثير من مصابي مرض السكري على بذل الجهد في تبني متطلبات الحياة الصحية بتبني الرياضة والاستمرار فيها بانتظام واختيار الأطعمة الصحية التي لا تسبب زيادة الوزن.

وتحدثت د نجاح زاهر النوبي عن مبادرة عيادة صحة المسافر في مركز الخوير الشمالية الصحي في العام ٢٠١٨، والتي تبناها المركز نظرا لتزايد معدلات المسافرين دوليا وظهور العديد من المشاكل الصحية المرتبطة بالسفر ولكي يحصل المسافر على رحلة موفقة وآمنة صحيا، حيث تناولت خطوات إعداد العيادة والمعوقات التي واجهتها وكيفية التغلب عليها، كما أكدت على أهمية نشر الوعي في المجتمع عن ثقافة صحة السفر والتأمين الصحي للسفر، وأهمية الدور الذي يلعبه طبيب الأسرة في النهوض بالرعاية الصحية الأولية والمنظومة الصحية بشكل عام.

نجاح كبير

وحول المؤتمر وما حققه من نجاحات قالت الدكتورة نسرين بنت محمد الزدجالية طبيبة أخصائية أولى وعضوة في اللجنة المنظمة واللجنة الإعلامية: نبارك للرابطة العمانية لطب الأسرة النجاح الكبير في تنظيم هذا المؤتمر الدولي الذي تمكن من استقطاب عدد كبير من المشاركين من أطباء الرعاية الصحية الأولية في السلطنة ودول الخليج الأخرى حيث شارك فيه اكثر من 350 طبيبا وطبيبة، كما تم خلاله تقديم أوراق عمل علمية عديدة قُدمت من قبل متحدثين ذوي خبرة في مجال طب الأسرة من 22 دولة، تم خلالها تبادل الخبرات ومناقشة التحديات وإيجاد الحلول لها ومن ثم الخروج بتوصيات ترفع من جودة الخدمات التي يقدمها الأطباء في الرعاية الصحية الأولية، كما تم تقييم حلقات العمل والأوراق العلمية .

وأضافت: تنظيم هذا المؤتمر الذي يعتبر الأول للرابطة بعد إعادة انتخاب مجلس إدارتها والنجاح الكبير الذي حققه وانطباعات الشكر والإعجاب من قبل المشاركين يعتبر إنجازا نفخر به كلجنة منظمة وبإذن الله سوف يكون انطلاقة للمزيد من المؤتمرات الدولية والمحلية.

ترجمة الأهداف

وقال الدكتور يعقوب السعيدي أمين سر الرابطة وعضو في اللجنة المنظمة: إن نجاح إقامة مثل هذا المؤتمر كانت نتاج إصرار وعزيمة من مجلس إدارة وأعضاء الرابطة العمانية لطب الأسرة وذلك لتعزيز دور طبيب الأسرة والقطاع الصحي، موضحا أن المؤتمر الأول للرابطة يعد ترجمة للأهداف التي وضعت عند إعادة تفعيلها في مايو ٢٠١٨، وبجهود الأعضاء ونشاط أطباء الأسرة ستستمر الفعاليات العلمية التي تنظمها الرابطة. إن إقامة مثل هذه المناشط العلمية وتبادل الخبرات على المستوى المحلي والعالمي له دور في تقديم رعاية صحية ذات جودة والخروج بتوصيات لتحسين القطاع الصحي.

وقالت الدكتورة مريم علي عبدالملك طبيبة أسرة واستشاري أول ومدير عام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بدولة قطر: كان المؤتمر منظماً، من حيث عملية التسجيل والضيافة، والمواد العلمية، وهو بحق مؤتمر ناجح اشتمل على أوراق عمل متنوعة ومن عدة دول ، وتميز بوجود متحدثين محليين من سلطنة عمان، وهذا مما يثلج الصدر، أن يكون متحدثون من السلطنة في أول مؤتمر تنظمه الجمعية العمانية لطب الأسرة، وفي ختام حديثها تمنت التوفيق والنجاح المستمر للإخوة الزملاء والزميلات في مجال طب الأسرة وباقي التخصصات في السلطنة

وقالت الدكتورة سارة الحموري طبيبة أسرة من الكويت: لقد كان مؤتمرا حافلا بالأوراق وحلقات العمل العلمية، كما تميز بروعة التنظيم وبسلاسة وحسن تنظيم الجلسات العلمية التي تميزت بثرائها العلمي، استفاد منها جميع الحضور، ومن هنا نوجه الشكر والعرفان للرابطة العمانية لطب الأسرة على حسن التنظيم وروعته، والبيئة الجيدة التي وفرت لنا في هذا المؤتمر، متنية للجميع التوفيق .

خطط متوازنة

وعن التوصيات التي خرج بها المؤتمر قالت الدكتورة عائشة بنت سليمان الشحية استشارية أولى في طب الأسرة عضو الرابطة العمانية لأطباء الأسرة: الحمد لله لقد خرج المؤتمر بعدد من التوصيات المهمة ، كما كانت الاستفادة من الخبرات والتجارب والبحوث العلمية كبيرة جدا وستسهم في تطوير طب الأسرة.

وأضافت: خرج المؤتمر بعدد من التوصيات المهمة ومنها : التأكيد على وضع خطة استراتيجية لتحقيق التوازن المطلوب بزيادة عدد الملتحقين في برنامج طب الأسرة وتشجيع الطلبة والأطباء للانخراط في هذا البرنامج الحيوي والاستثمار في البحوث العلمية ذات العلاقة بطب الأسرة وتوفير بيئة مناسبة للعمل البحثي في كافة المحافظات. من جانبه قال الدكتور إبراهيم الشبلي طبيب اختصاصي طب الأسرة عضو في اللجنة المنظمة: من المهم إشراك الرابطة العمانية لطب الأسرة في التخطيط الاستراتيجي للرعاية الصحية الأولية، وتوسيع التعاون بين رابطة أطباء الأسرة وجميع القطاعات الحكومية وغير الحكومية في جميع المجالات لتعزير دور طبيب الأسرة.