1344403
1344403
عمان اليوم

100 ورقة علمية وبحثية يطرحها المؤتمر الطبي الأول للرابطة العمانية لطب الأسرة

18 أكتوبر 2019
18 أكتوبر 2019

بمشاركة 350 باحثا وطبيبا من 22 دولة -

فيصل آل سعيد: منصة لمناقشة المستجدات ونواة لتعزيز صحة الأسرة في السلطنة -

%15.7 نسبة المصابين بالسكري في السلطنة، و33.3% ارتفاع ضغط الدم و35.5% ارتفاع الكولسترول -

كتب - خليفة بن علي الرواحي -

افتتح أمس برعاية صاحب السمو السيد فيصل بن تركي بن محمود آل سعيد المؤتمر الطبي الأول للرابطة العمانية لطب الأسرة والذي تنظمه الرابطة بالتعاون مع مستشفى جامعة السلطان قابوس والمنظمة العالمية لأطباء الأسرة (الونكا العالمية) خلال الفترة من 18 إلى 19 أكتوبر، في فندق شيراتون مسقط، بمشاركة 350 مشاركا ومشاركة من 22 دولة من مختلف أقاليم العالم، وسيقدم خلال المؤتمر 100 ورقة علمية وبحثية، وذلك في فندق شيراتون مسقط.

وفي بداية الحفل قدم فيلم وثائقي عرض جهود السلطنة في مجال طب الأسرة والإنجازات التي حققها القطاع الصحي في هذا الجانب على المستوى الدولي، كما استعرض الجهود التي تبذلها الرابطة العمانية منذ تأسيسها لدعم صحة الأسرة، ضمن شراكة حقيقية مع وزارة الصحة وكافة المؤسسات الصحية الأخرى التي تعنى بطب الأسرة .

وألقى الدكتور عبدالعزيز بن محمود بن ناصر المحرزي رئيس الرابطة العمانية لطب الأسرة كلمة الافتتاح قال فيها: المؤتمر المنعقد في السلطنة هو أول مؤتمر سنوي تنظمه الرابطة بالتعاون مع مستشفى جامعة السلطان قابوس والمنظمة العالمية لأطباء الأسرة بهدف تبادل الخبرات والتعرف على أحدث المستجدات في مجال طب الأسرة، بما يسهم في رفع مستوى الرعاية الطبية للفرد والمجتمع ودعم الأبحاث والتدريب في مجال طب الأسرة، موضحا أن المؤتمر تمكن من استقطاب عدد كبير من المشاركين زاد على 350 مشاركا ومشاركة وقد قارب عدد المُشاركات العلمية 100 مشاركة من 22 دولة.

دعم جلالته للقطاع

وأضاف الدكتور عبدالعزيز المحرزي: لقد حبا الله بلدنا الحبيب بقائد عظيم وفذ، شهدت له جميع دول العالم من أقصاها إلى أقصاها بالحكمة والحنكة وسداد الرأي، وكان من أولويات حضرةِ صاحب الجلالة -حفظه الله ورعاه- منذ بزوغ فجر النهضةِ المباركة الاهتمام الكبير بالقطاعِ الصحي فكان الشعار الأول لوزارة الصحة هو «الصحة لكل مواطن» ترجمة لتوجيهات جلالتِه واستمر هذا الاهتمام الكبير في كلِ فترة من فترات النهضة المباركة لما للصحةِ البدنيةِ من أهميةٍ بالغةٍ في التنمية والتطور، حيث قال جلالتُه في خطابِه السامي في نوفمبر من عام 1975: «إن التأثر المتزايد لحضارة ومدنيةِ القرنِ العشرين على جوانبِ الحياةِ في بلدِنا يجبُ أن يبدو جليا واضحا لكلِ واحدٍ منّا، فالكثير من هذه المؤثراتِ قد جلب نعمة الصحة والحياةِ الأفضل لشعبِنا، وإنه من الأهمية بمكان، بالإضافة إلى المحافظة على القيمِ الدينيةِ والخلقيةِ العناية أيضاً بالصحةِ الجسديةِ ووقايتها».

وأردف قائلا: في إطارِ التطورِ الكبيرِ الذي شهِدَتهُ السلطنة في مجالِ الخدماتِ الصحية، جاء الميلاد الأول لتخصصِ طبِّ الأسرةِ في عام 1998 مع تخرجِ الدفعة الأولى من الأطباء العمانيين في البرنامجِ التخصصيِّ لطبِّ الأسرةِ تحت إشراف المجلسِ العماني للاختصاصاتِ الطبية، وقد استمر هذا البرنامجُ التدريبي ليتخرج منه حتى يومِنا هذا ما يقاربُ ثلاثمائةِ طبيبٍ وطبيبة يعملونَ الآن في جميعِ بقاعِ وطنِنا الحبيب.

رعاية صحية شاملة

وأوضح أن طب الأسرة هو التخصص الذي يقدم الرعاية الصحية الشمولية للفرد وللأسرة والمجتمع، ويشمل الصغير والكبير والذكر والأنثى، وهو يعتبر من أقدم التخصصات الطبية التي عرفتها البشرية، ومن ضمنِ مفاهيمِه ومبادئِه الأساسيةِ الأهمية القصوى للعلاقةِ بين المريضِ والطبيب والحرص الشديد على استمراريتِها على مدارِ الزمن، كما تجدرُ الإشارة إلى أنَّه من جلِّ اهتماماتِ هذا التخصصِ التوعيةَ الصحيةَ للفردِ والمجتمع عن كافة الأمور الصحيةِ والتركيز على تطبيقِ وسائلِ الوقايةِ المختلفةِ من خلالِ حملات التوعية وبرامج الوقاية المتعددة.

وأضاف: ولله الحمد وبالرغم من فترة الإعداد الوجيزة لهذا المؤتمر، إلا أن عدد المشاركين فيه بلغ أكثر من ثلاثمائة وخمسين مشاركا ومشاركة من 22 دولة مختلفة وقد قارب عددُ طلباتِ المشاركاتِ التي تلقتها اللجنة العلمية للمؤتمرِ ما يقارب المائة مشاركة، وقد تعددتِ المشاركاتُ بين المحاضراتِ الشفويةِ والملصقاتِ العلمية وورش العمل.

تكريم

بعدها قام صاحب السمو السيد فيصل بن تركي بن محمود آل سعيد بتكريم البروفسور محمد الشافي على إنجازاته البحثية في مجال صحة الأسرة والمجتمع الوطنية والإقليمية، بعدها قام والحضور بقص شريط المعرض المصاحب للمؤتمر والذي جسد النهضة الصحية العمانية وجهود الرابطة العمانية لطب الأسرة للتعاون مع كافة المؤسسات الصحية والبحثية في السلطنة والعالم.

محاور المؤتمر

بعدها انطلقت أعمال المؤتمر بعدد من الجلسات التي ناقشت عددا من المحاور وحول ذلك أوضحت الدكتورة نجاة بنت محمد بن عيسى الزدجالية أخصائية أولى في طب الأسرة ورئيسة اللجنة المنظمة للمؤتمر: المؤتمر يعتبر حدثًا علميا مهما لأطباء الأسرة في السلطنة، ويستمر على مدار يومين من المحاضرات وورش العمل وعرض ومناقشة أحدث الدراسات الطبية في مجال طب الأسرة.

وعن أهم محاور المؤتمر قالت: هناك محاور كثيرة سيناقشها المؤتمر، منها مكانة ودور طبيب الأسرة في الأنظمة الصحية والتحديات التي تواجهه، وكذلك آخر المستجدات الطبية في مجال علاج الأمراض غير المعدية وآخر المستجدات في مجال الصحة النفسية وغيرها. وأضافت: في المجال البحثي سيكون هناك عروض لبحوث طبية مختلفة من داخل السلطنة وخارجها، بالإضافة إلى تقييم ونقاش لهذه البحوث الطبية، وورش عمل متعددة مصاحبة للمؤتمر، وعن «الأمراض غير المعدية» التي تعد أحد محاور المؤتمر الأول للرابطة العمانية لطب الأسرة خصصت له جلستان علميتان لنقاش أحدث المستجدات في التعامل وعلاج الأمراض غير المعدية .

الأمراض غير المعدية

وعن الأمراض وما تمثله من تحد للمجتمعات والأنظمة الصحية، يقول الدكتور زاهر بن أحمد العنقودي طبيب استشاري أول طب الأسرة وعضو اللجنة العلمية للمؤتمر: تعد الأمراض غير المعدية وعوامل الخطورة المختلفة أهم أسباب المرض والوفاة في العالم وفي السلطنة، حيث تمثل بين 60 إلى 80% من أسباب الوفيات، وتبلغ نسبة المصابين بمرض السكري في عمان 15.7 % من البالغين، ونسبة ارتفاع ضغط الدم 33.3%، وارتفاع الكولسترول 35.5% مع ارتفاع في نسبة استخدام التبغ 15%، واستهلاك الملح مع عدم كفاية النشاط البدني لدى 38.6 % من البالغين . وأضاف: الرعاية الصحية الأولية تعد هي أهم مرحلة من مراحل التدخل في علاج هذه الأمراض، من حيث الاكتشاف المبكر والعلاج وكذلك تعزيز صحة المجتمع من حيث الحث على اتخاذ قرارات صحية فيما يخص تبني أنماط الحياة الصحية.

طبيب الأسرة

وعن محور دور طبيب الأسرة في الأنظمة الصحية والتحديات التي تواجه تطبيق مبادئ طب الأسرة قال الدكتور حسن بن عبدالله البلوشي اختصاصي أول طب الأسرة وعضو اللجنة المنظمة للمؤتمر الطبي الأول للرابطة العمانية لطب الأسرة : طبيب الأسرة يقوم بالتعامل مع مختلف الحالات التي يعاينها في مراكز الرعاية الصحية الأولية بشكل احترافي ومهني مع الإلمام بالطرق الوقائية والمقدرة على التشخيص والمعالجة بأفضل وأحدث الطرق العلمية. وأضاف: يقوم طبيب الأسرة أيضا بتوثيق الصلة مع المريض في نطاق الأسرة من جميع النواحي بما فيها الاجتماعية والنفسية كذلك له دور فعال في متابعة جميع الحالات المرضية، والتحويل للمختصين في التخصصات الأخرى إذا اقتضت الحاجة بما يخدم مرضاه والأفراد الذين يعتني بهم بشكل خاص، وهو محور العلاج الرئيسي في هذه المنظومة.

رابطة طب الأسرة

وحول الرابطة العمانية لطب الأسرة ودورها في تنظيم المؤتمر قالت الدكتورة فتحية بنت سليمان القصابي ‎استشارية أولى في طب الأسرة نائبة رئيس الرابطة العمانية لطب الأسرة ورئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر: تأسست الرابطة في عام 2004 تحت مظلة الجمعية الطبية العمانية وهي من أوائل الروابط الطبية التي تأسست في السلطنة وقد أعيد انتخاب مجلس إدارتها في مايو 2018 .‪

وأضافت: تهدف الرابطة إلى تطوير خدمات طب الأسرة والرعاية الصحية الأولية ‏المقدمة في السلطنة بالتعاون مع القطاعات الصحية الأخرى حيث تسهم الرابطة في تدريب العاملين في مجال الطب الأسرة وتعمل على تيسير تبادل الإنتاج العلمي في مجال الطب الأسرة بين الهيئات والمؤسسات داخل السلطنة وخارجها وأيضا عقد المؤتمرات العلمية بصفة دورية وتنظيم البرامج التوعوية لجميع أفراد الأسرة والمجتمع.

جهود داعمة

وعقب حفل الافتتاح أكد صاحب السمو السيد فيصل بن تركي بن محمود آل سعيد على أهمية المؤتمر الطبي الأول للرابطة العمانية لطب الأسرة وقال في تصريح خاص لجريدة عمان : إن مثل هذه الجهود التي تقام على أرض السلطنة وتنظمها رابطة طب الأسرة هي جهود داعمة ومعززة للعمل الصحي وتعد الروابط الطبية والجمعيات التخصصية روافد مكملة لجهود الوزارات والمؤسسات بشكل عام، ولا سيما في القطاع الصحي، وطب الأسرة طبعا يعتبر كمدخل أساسي داعم يبنى عليه لدعم صحة الأسرة.

وأضاف: وجود مثل هذه الفعاليات التي تركز على كل ما هو جديد وحديث في المجال الصحي سواء في المفاهيم أو في التقنيات، وطرح أكثر من 100 ورقة بحثية وعلمية في هذا المؤتمر الذي يشارك فيه أكثر من 350 مشاركا من 22 دولة، هي جهود مقدرة وجهود تعظم في الفائدة التي سيجنيها المشاركون فيه، وهي نواة حقيقية تسهم في تعزيز منظومة صحة الأسرة في السلطنة والدول المشاركة، كما تعد المؤتمرات منصات لتجمع المختصين والمهتمين ومناقشة كافة المستجدات العلمية والبحثية والتجارب الرائدة في مجال صحة الأسرة، ومن خلال الأوراق المعروضة يمكن للسلطنة أن تبني كوادر وطنية قادرة على التكيف مع هذه المتطلبات، كون المرحلة القادمة تتطلب الكثير من الجهود سواء على مستوى التقنيات أو على مستوى الأبحاث التخصصية .