العرب والعالم

الاحتلال يطلق النار على شاب بتهمة محاولة دهس جنود قرب رام الله

17 أكتوبر 2019
17 أكتوبر 2019

عشرات الإصابات في مواجهات مع الاحتلال عند «قبر يوسف» شرقي نابلس -

رام الله (عمان) نظير فالح:-

أصيب شاب فلسطيني من القدس بجروح خطيرة فجر أمس؛ جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار عليه، في مخيم الأمعري، قرب رام الله، بادعاء أنه حاول تنفيذ عملية دهس لجنود الاحتلال.

وادعى جيش الاحتلال أن الشاب اصطدم بسيارته بمركبة عسكرية وألحق ضررا بها، لكن لم يصب أحد من الجنود.

وجاء اصطدام سيارة الشاب المقدسي بالمركبة العسكرية أثناء اقتحام قوات الاحتلال لمخيم الأمعري، حيث اعتقلوا فلسطينيين بزعم الاشتباه بانتمائهما لفصيل فلسطيني والقيام بأنشطة مناهضة للاحتلال .

وحسب بيان صادر عن وحدة حرس الحدود، فإن اصطدام سيارة الشاب المقدسي بالمركبة العسكرية وقع في نهاية العملية العسكرية الإسرائيلية، كما ادعى البيان أن الشاب أراد تنفيذ عملية دهس، وأنه كان يحمل سكينا.

وتم نقل الشاب الفلسطيني إلى مستشفى «شعاريه تسيدك» في القدس، وفي أعقاب إطلاق النار على الشاب اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال والشبان في مخيم الأمعري، أطلقت قوات الاحتلال النار خلالها فيما ألقى الشبان الحجارة.

في سياق متصل اندلعت مواجهات الليلة الماضية بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال، بالتزامن مع اقتحام المئات من المستوطنين الإسرائيليين لما يعرف بـ «مقام قبر يوسف»، في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية ما أسفر عن إصابة 51 فلسطينيا.

وحسب مصادر الهلال الأحمر فقد سجلت 51 إصابة في محيط «قبر يوسف» بمدينة نابلس، ثلاثٌ منها بالرصاص الحيْ، و14 بالرصاص المطّاطي، و34 بالاختناق من بينها 4 أطفالٍ رُضّع، بعد اقتحام مئات المستوطنين للمنطقة تحت حراسة عسكرية.

وأشارت المصادر الفلسطينية إلى أن من بين المصابين الصحفي سامر حبش ومسعفٍ.

وشهد محيط المقام، مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال وعشرات الشبان الفلسطينيين الذي أغلقوا الشوارع بالإطارات المشتعلة ورشقوا قوات الاحتلال بالحجارة فيما أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية في كل ناحية لإبعاد الشبان الفلسطينيين عن المنطقة وجعلها آمنة لدخول المستوطنين.

وذكرت مصادر أن المواجهات اندلعت عقب اقتحام قوة من الجنود المشاة المنطقة الشرقية، من جبل الطور عبر حي الضاحية.

وترافق هذا مع اقتحام عدة آليات عسكرية المدينة عبر حاجز «بيت فوريك» العسكري، حيث انتشر جنود ودوريات الاحتلال في محيط مقام يوسف الذي يقع وسط حي مكتظ بالسكان، ودارت مواجهات تركزت في شارع عمان، حيث رشق الشبان دوريات وجنود الاحتلال بالحجارة، فيما أطلق الجنود الرصاص الحي وقنابل الغاز بكثافة ما أسفر عن إصابة عدة مواطنين.

وكانت حركات استيطانية قد أعلنت مسبقا عن عملية الاقتحام هذه لمقام يوسف محددة التاريخ والوقت والمسار، ووجهت الدعوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي للمستوطنين للمشاركة في عملية الاقتحام. من جهته، ذكر موقع «0404» العبري، أن القوات الإسرائيلية أمّنت الحماية لنحو 1350 مستوطنا وصلوا «قبر يوسف» في نابلس، لأداء طقوس دينية بالتنسيق المسبق مع أجهزة السلطة هناك. وأوضح الموقع العبري، أن عملية اقتحام المقام رافقتها عمليات إلقاء حجارة وزجاجات حارقة من قبل الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن قوات الجيش فجرت جسما مشبوها في المكان.

ويقع «قبر يوسف» المتاخم لمخيم «بلاطة» للاجئين الفلسطينيين، شرقي نابلس في منطقة خاضعة للسلطة الفلسطينية. ويشكل «مقام يوسف» بؤرة توتر بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين منذ الاحتلال الإسرائيلي لنابلس في 1967.

ويؤكد الفلسطينيون أن الموقع هو أثر إسلامي مسجل لدى دائرة الأوقاف الإسلامية، وكان مسجدًا قبل الاحتلال الإسرائيلي، ويضم قبر شيخ صالح من بلدة «بلاطة البلد» ويدعى يوسف دويكات، لكن اليهود يعتبرونه مقاما مقدسا لهم، ويزعمون أن جثمان النبي يوسف بن يعقوب أحضرت من مصر ودفن في هذا المكان. ويرى الفلسطينيون في ذلك تزييفًا للحقائق، هدفه سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة بذرائع دينية.