yesra
yesra
أعمدة

ربمـــا: عايش حزين

16 أكتوبر 2019
16 أكتوبر 2019

د. يسرية آل جميل -

مدخل:

دائماً هُناك محاولة أخيرة قبل أن تتخلى عن كل شيء.

غاب يوماً عني من أحب

فعلمتُ أنه لم يكُن يحبني أصلاً

الذي يُحب لا يغيب

وتبقى الذكريات

بقايا الذكريات دائما شيء مؤلم

شيءٌ فوق الإرادة

فوق المشاعر.. فوق القلب

فوق السيطرة

شيء يفوق كل شيء

تغزوك دون سابق إنذار

لأناسٍ ما كنت تعتقد يوماً

أنك ستعيش بدونهم في هذه الحياة

أشخاص منحتهم كل شيء

كنتَ شديد التعلّق بهم

أعجبهم انتظارك رغم التجاهل

عفوك.. رغم الخطأ

ثم ألقوا بك في غيابة الجُب

لم تلتقطك السيّارة بعد.

أصعب ما في هذه الحياة أن تشتاق لهم

لأيام الهوى في جنابهم

أصعب ما في هذا الكون

أن يضيق صدرك يوماً

ثم تمسك بهاتفك

تبحث في قائمة اتصالاتك الألف

فلا تجد من تبثّه شكواك وأنت حزين

لي مُدة طويلة لم أسند رأسي على كتف أحد

لم أضع همّي في صدر أحد

لي مُدة طويلة أبحث عن صديق

(أسولف) له عن حزني

وآخذ معه قسطاً من الراحة

قلبي عجوز

ما عاد يتحمل كل هذا العناء المخبأ بداخلي.

نعم قررت أن أتركك بإرادتي

أرحل.. رغم رغبتي بالبقاء

رغم أني كنت دائماً

أبحث عن كل أسباب الاستقرار معك

انتهت جميع محاولاتي للاحتفاظ بك

دائماً كنت أنا من يضحّي أكثر

من يهتم أكثر

من يتنازل أكثر

من يمنح

من يسامح

من يغفر أكثر

حتى أفسدك دلالي

وقررت أن أبتعد

ليس عبثاً

لكنك آذيتني

آذيتني جداً وبكامل قواك القلبية.

حتى حين كنت أُغمض عيني

ألقاك (ألقاي ناديتك)

كنتَ تسكن أدق تفاصيلي

مسامات جلدي كانت تتنفسك

كان وجودك مهماً جداً في حياتي

كنت أبحث كثيراً فيك عن شخصٍ يشبهني

قلبه يشبه قلبي

لا يُحب الخصام مثلي

ولا يفكر أن يغيب عني

أو يتركني بمنتهى السهولة

تمنيتُ أن ألتقي برجل

لا يستكثر نفسه علي

يبذل كل ما لديه لإسعادي

يبحث عن أي شيء يُدخل السرور إلى قلبي

ويفعله لي

ما زلتُ أنام كل ليلة على أمل

ارتواء هذه الأمنية

فاللهم ما بقلبي.

سأغيب عنك كأي نعمة كانت بين يديك

استهنت بها.. اعتدت عليها

ولم تُدرك قيمتها

فأخذها الله منك

ستعرف يوماً كم كان اهتمامي بك جميلاً

ووجودي حولك أجمل

كُنت أشتاقك بين الثانية ونصفها

أبسط إليك قلبي قبل يدي

كنتُ أوّل حبك.. وأول حياتك

ثم ماذا؟

يوما ما سيسألك الله عنّي

ولن تُجيب

لأنك لم تمد يدك إليّ يوماً

أو تخطو نحًوي خطوة

لأخطو نحوك بعدها آلاف الأميال

أعلم أن الله يُحبني جداً

وأنه سيُعينني على انتزاعك مني

وأنه سيساعدني كي أنساك

لأنك لم تستحق يوماً مكاناً في قلبي

أعلمُ أني أحتاج أن أصلّي كثيراً

وأن أبكي كثيراً جداً

وأن أبتعد عنهم جميعاً

حتى ترحل مني بهدوء

وأبحث عن مرفأ آخر

أرسو فوق شاطئه بأمان.

  • إليه حيثما كان:

    والحين.. ساعدني أنساك.