1342185
1342185
العرب والعالم

الأمم المتحدة: العملية التركية تسببت في نزوح 190 ألف شخص

15 أكتوبر 2019
15 أكتوبر 2019

الجيش السوري يدخل بلدة صرين ويسيطر على منبج -

أردوغان يعلن عن منطقة آمنة بطول 444 كم وعمق 32 كم -

لندن تعلق تراخيص الأسلحة لأنقرة وبكين تدعو الى الحل السياسي -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا في شمال سوريا الأسبوع الماضي تسببت حتى الآن في نزوح 190 ألف شخص. وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن من بين النازحين 70 ألف طفل.

وفي مؤتمر صحفي عقدته وكالات الأمم المتحدة في جنيف، أفاد متحدث باسم برنامج الأغذية العالمي بأن وكالته مستعدة لإمداد 450 ألف شخص في شمال شرق سوريا بحصص غذائية لخمسة أيام. وحتى الآن، حصل 83 ألف شخص على هذه الحصص.

وأعلنت مصادر دبلوماسية أمس أن أعضاء مجلس الأمن الدولي طلبوا عقد اجتماع جديد مغلق اليوم الأربعاء حول الهجوم العسكري التركي في سوريا.

وقالت الأمم المتحدة إنه ربما يجري تحميل تركيا المسؤولية عن عمليات إعدام تعسفية نفذتها جماعة مسلحة مرتبطة بها بحق عدد من المقاتلين الأكراد الأسرى وسياسية كردية، وهي أعمال قد تصل إلى حد جرائم الحرب.

وذكر مكتب حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية أنه وثق سقوط ضحايا مدنيين في ضربات جوية وهجمات برية ونيران قناصة يوميا منذ بدء الهجوم التركي في شمال شرق سوريا قبل نحو أسبوع.

وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان إن لقطات مصورة أظهرت عمليات إعدام لثلاثة أكراد محتجزين نفذها فيما يبدو مقاتلو جماعة أحرار الشرقية المرتبطة بتركيا على الطريق السريع بين الحسكة ومنبج يوم 12 أكتوبر.

وقال إن الأمم المتحدة تلقت تقارير عن إعدام السياسية الكردية هفرين خلف على الطريق السريع نفسه على يد هذه الجماعة وفي اليوم ذاته وأضاف أن الإعدامات التعسفية قد تصل إلى حد جرائم الحرب.

وقال كولفيل في إفادة صحفية في جنيف: «تركيا قد تعتبر دولة مسؤولة عن انتهاكات جماعات تابعة لها طالما تمارس سيطرة فعالة على هذه الجماعات أو العمليات التي حدثت خلالها تلك الانتهاكات».

وقال كولفيل إن أربعة مدنيين على الأقل منهم صحفيان قتلوا وأصيب العشرات عندما أصيبت قافلة في ضربة جوية تركية على مدينة رأس العين السورية يوم الأحد.

ومضى يقول إن مكتب حقوق الإنسان تلقى تقارير عن ضربات جوية وبرية مزعومة على خمس منشآت صحية نفذتها القوات التركية وجماعات مرتبطة بها ولديه تقارير عن هجمات على بنية أساسية مدنية منها خطوط كهرباء وإمدادات مياه ومخابز.

وقال كولفيل إن السلطات التركية ذكرت أن 18 مدنيا قتلوا في تركيا بينهم رضيع يبلغ من العمر تسعة أشهر بسبب قذائف مورتر ونيران قناصة أطلقها مقاتلون أكراد عبر الحدود.

من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: تسببت عملية «نبع السلام» العسكرية التركية، حتى ساعة إعداد التقرير بمقتل نحو 70 مدنيا و135 مقاتلا من قوات سوريا الديمقراطية كما قتل أكثر من 120 عنصرا من الفصائل الموالية لأنقرة.

وأحصت أنقرة من جهتها مقتل أربعة جنود أتراك و18 مدنيا جراء قذائف اتهمت الأكراد بإطلاقها على مناطق حدودية.

ميدانيا: وسع الجيش الحكومي السوري سيطرته في مناطق شرق الفرات أمس ودخل الى بلدة صرين في إطار انتشاره في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شرق الفرات وأعلنت روسيا أمس أن الجيش الحكومي السوري سيطر «بشكل كامل» على مدينة منبج ومحيطها في أعقاب نشر دمشق قوات في شمال البلاد بهدف صد الهجوم التركي.

وقال المصدر، أمس، إن الجيش السوري أصبح على بعد 10 كم من الجيش التركي ما بين بلدتي تل تمر ورأس العين، وقد يحدث اشتباك بين الجيشين في أي لحظة.

وأكد التحالف الدولي بقيادة واشنطن أمس مغادرة قواته منطقة منبج غداة دخول القوات السورية إليها بموجب اتفاق مع المقاتلين الأكراد وتنفيذا لقرار واشنطن بانسحاب الجنود الأمريكيين من شمال وشمال شرق سوريا. وكتب المتحدث باسم التحالف الدولي مايلز كاينغنز على حسابه على موقع تويتر «تقوم قوات التحالف بتنفيذ انسحاب مدروس من شمال شرق سوريا. لقد غادرنا منبج» في شمال سوريا. وكانت قوات التحالف تتواجد في قاعدة أساسية قرب مدينة منبج.

وذكر المرصد السوري المعارض أن القوات الحكومية لم تتمكن حتى اللحظة من دخول مدينة عين العرب، حيث أن القوات الأمريكية المتواجدة على جسر - قره قوزاق - لا تزال تمنع رتل القوات الحكومية من المرور نحو المدينة،، فيما جرت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات التركية وذلك على أحد المحاور الغربية في ريف المدينة بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، في هجوم لقسد على نقطة تركية، دون معلومات عن خسائر بشرية.

فيما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، عن منطقة آمنة داخل الأراضي السورية بطول 444 كم وعمق 32 كم.

وقال على هامش اجتماع القمة السابعة لـ«المجلس التركي»، للدول الناطقة بالتركية بالعاصمة الأذرية باكو: «الدعم المقدم حتى اليوم لقرابة 4 ملايين من طالبي الحماية في بلدنا معروف، ونفقاتنا تجاوزت 40 مليار دولار، وقلت لجميع القادة تقريبا، هلمّوا لنعلن شمالي سوريا منطقة آمنة، الكل قال جميل، ولكن عند تقديم الدعم لم يخرج ولا قرش من جيوبهم».

وأضاف: «إننا الآن نعلن إنشاء منطقة آمنة بطول 444 كم من الغرب إلى الشرق وبعمق 32 كم من الشمال إلى الجنوب، سيعود إليها اللاجئون الذين في بلدنا».

ووصف الرئيس التركي بيان الجامعة العربية السبت الماضي بخصوص عملية «نبع السلام» في شمال شرقي سوريا، بأنه متخبط ومتناقض ولن يقدم أو يؤخر.

وشدد أردوغان، على أن بلاده مصممة على إنهاء عملية «نبع السلام» وقال: «اتخذت تركيا عبر هذه العملية خطوة لا تقل أهمية عن عملية السلام بقبرص عام 1974». وفي السياق، عبّر نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عن أمل موسكو في عدم وقوع اشتباكات بين الجيشين التركي والسوري بسبب العملية العسكرية التركية، مشيرا إلى استمرار الاتصالات لتفادي ذلك.

وقال بوغدانوف للصحفيين أمس: «نأمل في ألا تحدث هناك أي اشتباكات.. على العكس، تجري اتصالات من أجل وضع طرق (لمعالجة القضية) وفقا لأحكام ومبادئ القانون الدولي وأخذا في الاعتبار المصالح المشروعة لكافة الأطراف المعنية».

ورفض بوغدانوف التعليق على تقارير تتحدث عن وساطة روسية بين الأكراد ودمشق، مكتفيا بالقول: «طبعا، نأمل في أن يتوصلوا إلى توافقات. يجب أن يتوافق الجميع بمن فيهم السوريون والأكراد، والسوريون والأتراك».

وفي السياق، أفاد مصدر حكومي سوري لقناة روسيا بأن القوت الأمريكية أخلت أمس الثلاثاء، مخيم الهول للنازحين، من نساء مقاتلي «داعش»، ونقلتهم إلى قاعدة عسكرية في منطقة الشدادي.

يأتي ذلك، بعد أيام على إقدام عدد من نساء مقاتلي «داعش»، في مخيم الهول بريف الحسكة، على مهاجمة حراس المخيم وإضرام النيران في بعض الخيم، تزامنا مع بدء العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا.

وفي ردود الفعل الدولية، طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تركيا مجددا بإنهاء العملية العسكرية في شمال سوريا. وقالت ميركل أمس عقب لقائها رئيسة الوزراء النرويجية، إرنا سولبرج، في برلين إن هذه العملية تجلب معها «على نحو واضح الكثير من المعاناة الإنسانية».

ومن جانبها، طالبت سولبرج مثل ميركل بإنهاء العملية العسكرية التركية، رافضة في المقابل مطالب بإقصاء تركيا من الناتو، وقالت: «من الأفضل أن تظل لدينا في العائلة ونجري معها محادثات داخل إطار العائلة».

فيما قال وزير الخارجية البريطاني دومنيك راب أمس إن الحكومة البريطانية سوف تعلق تراخيص صادرات الأسلحة التي يمكن أن تستخدمها تركيا في عملياتها العسكرية في شمال سوريا، في الوقت الذي تتم فيه مراجعة صادرات الأسلحة لأنقرة.

وأضاف أمام البرلمان البريطاني «منذ البداية، حذرت حكومة المملكة المتحدة تركيا من القيام بهذا العمل العسكري، حيث أننا نخشى أن يقوض بصورة خطيرة استقرار وأمن المنطقة».

وأوضح «العمل العسكري يخاطر بجعل الأزمة الإنسانية أكثر سوءا، ويزيد من معاناة الملايين من اللاجئين، كما أنه يقوض الجهود الدولية التي يجب أن تركز على هزيمة داعش».

وقال رئيس الوزراء الفرنسي: تنظيم داعش سيعود لا محالة في شمال شرق سوريا وشمال غرب العراق بعد القرارات الأمريكية والتركية.

بدورها ، دعت الصين أمس تركيا إلى وقف عمليتها العسكرية في شمال سوريا و«العودة إلى الطريق الصحيح المتمثل بالحل السياسي».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينج شوانج لصحفيين «يجب احترام سيادة واستقلال ووحدة وسلامة الأراضي السورية والمحافظة عليها».