1341593
1341593
المنوعات

الندوة الدولية «أعلام من حاضرة سناو» تبدأ فعالياتها بالمركز الثقافي الأهلي

15 أكتوبر 2019
15 أكتوبر 2019

تستقرئ 27 ورقة بحثية وتختتم فعالياتها غدا -

كتب - سالم بن حمدان الحسيني:-

بدأت صباح أمس بنيابة سناو بولاية المضيبي بمحافظة شمال الشرقية فعاليات الندوة الدولية «أعلام من حاضرة سناو» التي ينظمها المركز الثقافي الأهلي وذلك برعاية فضيلة الشيخ الدكتور إسحاق بن أحمد البوسعيدي رئيس المحكمة العليا - رئيس مجلس الشؤون الإدارية للقضاء، وتأتي هذه الندوة التي تستمر لثلاثة أيام وتختتم أعمالها غدا الخميس، احتفاء بعدد من المشائخ الذين لهم بصمة في التاريخ العماني، وهم: الشيخ سعيد بن حمد الراشدي، والشيخ سالم بن حمد البراشدي، والشيخ ناصر بن راشد المحروقي وذلك من خلال تقديم العديد من البحوث وأوراق العمل خلال جلساتها الصباحية والمسائية على مدى الأيام الثلاثة.

وألقى الشيخ الدكتور مبارك بن عبدالله الراشدي كلمة مركز سناو أوضح من خلالها أن هؤلاء العلماء الثلاثة الذين يحتفى بهم في هذه الأيام أخلصوا العمل لله وللمجتمع وبذلوا النفس والنفيس وواصلوا الليل بالنهار والراحة بالتعب في البحث عن العلم ومصادره وبذله لمن يستحقه والعمل به، وكتابته والسهر عليه تقربا إلى الله عز وجل فكان عملهم كله عبادة لله وطاعة لرسوله مع قلة ما في اليد وتعذر الوسائل المريحة سكنا ومعاشا وأدوات تحصيل للعلم، مؤكدا عزم المركز على مواصلة هذا الجهد والسير على هذا الدرب الشاق الطويل لدراسة مآثر هؤلاء العلماء.

بعدها ألقى الشيخ بكير بن محمد الشيخ بلحاج الميزابي كلمة الضيوف أكد من خلالها إلى انها لحظات نورانية يغمرنا سناها ومحطات تاريخية نعيشها في هذا اليوم المشهود في حاضرة الشرقية مدينة سناو مدينة العلم والإيمان والحكمة والرشاد، في هذه الندوة التي ننهل من معينها ونصيب من عبيرها شذى أعلام أكارم يتحفنا بها الباحثون في ومضات تعريفية تتناول سيرة ثلة من خيرة من أنجبت حاضرة سناو في أعصرها الزاهرة، وتجلى لنا ملامح فكرهم ونتاجهم العلمي رجال نشروا العلم وأقاموا العدل وسعوا بالإصلاح بين الناس فكانوا شامة في جبين الدهر ومنارة للسالكين وقدوة للأجيال.

مناهل العلم

تخلل الحفل كلمة متلفزة لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة تحدث من خلالها عن مآثر هؤلاء العلماء الثلاثة الذين تحتفي بهم الندوة قال فيها: ولا ريب أن اعتداد سناو وهي الآن حاضرة علم بعمان يفد إليها الوافدون من أصقاع الأرض من داخل عمان ومن خارجها لأجل الارتواء من مناهل العلم، فما أجدر سناو الآن أن تحرص كل الحرص على أن تستمد من هؤلاء الذين درجوا على الاستقامة في الدين من أبنائها ما تستمده من الخير وأن تعتز بسيرتهم وأن تبني الحاضر على ذلك الماضي التليد فخير الناس من كان ذا شرف جديد يضمه إلى الشرف العتيق فإن طارف المجد يجب أن يضم إلى تليده لتكون منه حلقات متواصلة عبر التاريخ.

وأشار سماحته إلى أن سناو تحتفي اليوم بثلاثة من أعلامها البارزين في العصر الأخير وهم: العلامة الشيخ سعيد بن حمد الراشدي الذي عرف بالنبوغ في مرحلة مبكرة من عمره، إذ كان عمره المبارك لم يتجاوز عقدين من السنين إلا قدرا يسيرا وقد مضى إلى الله سبحانه وتعالى بعدما خلف آثارا حسنة فقد بدأ التأليف وهو في المرحلة المبكرة وحاز إعجاب العلامة نور الدين السالمي أيما إعجاب فكثيرا ما شاد به وبإنتاجه العلم وترحّم عليه وهو دليل على رضاه عنه، وقد رثاه أيضا بمراثٍ حسنة وهذا ما يدل على مكانته العالية في نفسه شيخه واستاذه نور الدين السالمي وهي شهادة لا توازيها شهادة تدل على مكانته العلمية.

وأضاف قائلا: وكذلك الشيخ سالم بن حمد البراشدي الذي تتلمذ أيضا على العلامة السالمي وظل على ذلك العهد، ظل حياته كلها آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر مضطلعا بأنة العلم والعمل قائما بالواجب عليه يقضي بين الناس بالحق ويسير بينهم سيرة الرشد، ويأمرهم بالبر والتقوى والصلاح والاستقامة ويذكرهم بالله واليوم الآخر حتى لقي ربه على هذه السيرة، وقد أثنى عليه علماء عصره، وفي مقدمتهم الإمام محمد بن عبدالله الخليلي فيا لها من سيرة حسنة ويا له من مقام رفيع، وما أجدر خلفنا أن يستضيء بهذه الأضواء المباركة النيّرة ليستهدي بها في طريق الخير.

ثم يأتي بعد ذلك الشيخ ناصر بن راشد المحروقي الذي تتلمذ الإمام محمد بن عبدالله الخليلي فاستهدى بهداه وسار على خطاه وعرف عنه بحسن التأسي بإمامه وشيخه فظل على ذلك العهد لم يغير ولم يبدل (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) ودرج على هذه السيرة طوال عهده، وعهدناه مصلحا بين الناس، داعيا إلى الخير آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، حاملا لرسالة العلم، مضطلعا بأمانة الحق، داعيا إلى الرشد آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر حتى لقي الله سبحانه وتعالى على هذه السيرة الطيبة.

وقال سماحته: بهذه المناسبة لا بد من أن ندعو الخلف أن يسير على خطى السلف وأن لا يكون حظه من السلف مجرد الاعتزاز والتمجد والتفاخر بما كان عليه السلف، وإنما الفخر كل الفخر في أن يسير الإنسان سيرة سلفه الصالح بحيث يضم إلى تليد المجد طارفه الجديد لتكون الحلقات متواصلة، فنحن نأمل من خلال هذه الندوة المباركة التي يجتمع فيها لفيف طيب من الباحثين لأجل بحث مآثر هذا السلف الصالح أن يكون ما يقدمه هؤلاء الباحثون غذاء لعقول الشباب الناهض الذي يطمح إلى أن يحيي في الناس سيرة السلف الصالح، فرحم الله سلفنا الصالح، وبارك في خلفنا الصالح، ووفق الخلف لأن يسير على نهج السلف، ووفقنا جميعا للخير وشكر الله للقائمين على هذه الندوة المباركة ونسأل الله أن يوفقهم للأجمل لما فيه خير العباد والبلاد ولما فيه النهوض برسالة العلم وبرسالة الدين والله يتقبل من الصالحين أعمالهم.

حضر حفل الافتتاح بمعية راعي الحفل عدد من أصحاب المعالي والمستشارين وسعادة محافظ شمال الشرقية وعدد من أصحاب الفضيلة العلماء وأصحاب السعادة الولاة وجميع غفير من المواطنين، وقدم الحفل د. سالم بن مسعود الصوافي، بعدها تجول راعي الحفل والحضور في المعرض المصاحب الذي ضم بعضا من مقتنيات المشائخ المحتفى بهم.

جلسات العمل

وبعد مراسم الافتتاح بدأت فعاليات الجلسة الأولى والتي ترأسها د. سالم بن سعيد البوسعيدي واشتمل محورها الأول على أربع أوراق عمل تحت عنوان: «حاضرة سناو جغرافيا وتاريخيا وعلميا»، كانت الورقة الأولى بعنوان «ملامح جغرافية من ولاية المضيبي» للدكتور علي بن سعيد البلوشي أستاذ مشارك بقسم الجغرافيا كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس.

أما الورقة الثانية بعنوان «الحركة العلمية في سناو» للدكتور سعيد بن محمد الهاشمي أستاذ بقسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس وتهدف الورقة إلى إبراز دور سناو العلمي اذ أنجبت علماء و رجال سياسة و إدارة استفاد منها المجتمع العماني في نشر العدالة القضائية و الأمنية و الإدارية قديما و حديثا وقد اتبعت الورقة المنهج الوصفي التحليلي لمعالجة مباحث الدراسة الثلاثة حيث كشف المبحث الأول عن المدارس العلمية و الحياة الثقافية في سناو وركز المبحث الثاني على فئة القضاة و تبوؤهم مناصب القضاء في نشر العدالة بين الناس بالعدل والإنصاف بينما تناول المبحث الأخير دور رجال الإدارة و السياسة في تولي الولاية لاستتباب الأمن و ختم المبحث بعرض أهم النتائج التي توصلت إليها الورقة.

وكانت الورقة الثالثة للدكتور موسى بن سالم البراشدي مدير دائرة تطوير مناهج العلوم الانسانية بوزارة التربية والتعليم تحت عنوان: «أضواء من تاريخ سناو».

واختتم المحور الأول بالورقة الرابعة «ملامح من تاريخ الأوقاف في سناو» قدمها خالد بن محمد الرحبي من المديرية العامة لتطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم أكد من خلالها أن الأوقاف في حاضرة سناو صفحة من صفحات حياة المجتمع وهي انعكاس لطبيعة الحياة في هذه المدينة.

واشتملت الجلسة الثانية كذلك على أربع أوراق عمل ترأسها د. عيسى بن صالح العامري قدم الورقة الأولى فيه الشيخ الدكتور مبارك بن عبدالله الراشدي رئيس مركز سناو الثقافي الأهلي وعضو المجلس المحلي وجاءت تحت عنوان: «الشيخ ناصر بن راشد المحروقي كما عرفته» أشار من خلالها إلى أن هذه الورقة البحثية اعتمدت على تسجيل شهادة عن الشيخ المحروقي من تلميذ له عاصره فترة طويلة من الزمن وذلك من خلال تسجيل مجموعة من المواقف وتحليل جملة من المراسلات المتبادلة بين الباحث والمترجم له وقد خلصت الورقة الى جملة من النتائج أبرزها: أن السلوك القويم الذي يتمتع به الشيخ ناصر أخذه عن أسلافه من نسب التعلم والمجالسة وكذلك حب العلم وطلابه والصبر على تهذيبهم فقد تنقل بين التعليم و الإشراف على الدراسة في المسجد وبعد ذلك الإرشاد الديني وكان مسارعا إلى رأب الصدع بين المتخاصمين وإنهاء الخلافات بينهم وإصلاح الأمور الاجتماعية وكان معينا ناجحا للشيخ القاضي سالم البراشدي في إنهاء كثير من الخصومات.

أما الورقة الثانية في هذا المحور فقدمها الدكتور محمد بن ناصر المحروقي رئيس اللجنة الثقافية بمركز سناو الثقافي الأهلي حملت عنوان: «أبو النعم حياته وأسفاره» وجاءت في محورين اثنين اتصل الأول التعريف بالشيخ المحروقي وأسرته ومراحل تكونه ثم مجالات عطائه وعلاقاته وارتبط المحور الثاني بأسفاره الكثيرة خارج السلطنة لأسباب دينية واجتماعية وأسرية وصحية.

وجاءت الورقة الثالثة بعنوان «الشيخ العلامة القاضي سالم بن حمد البراشدي السناوي نشأته وأعماله» قدمها أحمد بن مبارك البراشدي إمام وخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية قدم من خلالها ترجمة حياة الشيخ البراشدي ذاكرة اسمه ونسبه ومولده ونشأته ثم حياته العلمية وشهادات العلماء فيه، وأشار من خلالها إلى أن الشيخ سالم بن حمد قام بنشر العلم وتعليمه وذلك عن طريق التدريس بجامع آل براشد وتخرج على يديه جملة من المشايخ.

والورقة الرابعة بعنوان «ترجمة حياة الشيخ سعيد بن حمد الراشدي» قدمها عبدالعزيز بن مبارك الراشدي مدير دائرة تنمية أموال الأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية عرض خلالها ترجمة لحياة الشيخ وحياته العلمية والعملية مبينا انه بدأ دراسته وتعلمه القرآن الكريم على يد أمه وعلى يد أخيه سليمان المعلم حفظا وتعلما لأحكامه في مدرسة مسجد الحصن بسناو فأتمها وهو لم يجاوز الثامنة من عمره وتعلم معه بدايات اللغة العربية قراءة وكتابة ونحوا وبدايات الشريعة كالتوحيد والفقه ثم درس على يد جده الشيخ عامر بن خلفان وعمه سالم بن عامر فأخذ عنهما النحو والصرف وعلم البيان والأدب وجانبا مهما من علوم الشريعة وأصول الدين والتشريع ولازم الشيخ نور الدين السالمي كما لازم الشيخ صالح بن علي الحارثي والشيخ سلطان بن محمد الحبسي والسيد العلامة حمد بن سيف البوسعيدي وكانت وفاته في ليلة ٢٤ من شهر شوال عام ١٣١٤ هـ وعمره ٢٤ سنة ولم يعقب ذرية من بعده غير أنه خلد أربع منظومات وهي: (فيض المنان) و(علم الرشاد) و(الهائية) و(اللامية). وسوف تواصل الندوة اليوم تقديم خمس أوراق عمل بحثية وتستكمل بقية أوراق العمل في اليوم الختام غدا وتخرج بعدد من التوصيات.