1341120
1341120
العرب والعالم

الجيش السوري ينتشر في المناطق الحدودية الشمالية بعد اتفاق مع قوات «قسد»

14 أكتوبر 2019
14 أكتوبر 2019

الأوروبي يدين العملية التركية وترامب يهدد بـ «عقوبات صارمة» -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

تطور جديد ولافت حدث في الساعات الماضية أسفر عن اتفاق بين الحكومة السورية والقوات الكردية التي كانت تضع يدها على مناطق عديدة من الشمال والشرق السوري، وذلك بضمانة ووساطة روسية تمخضت عن تحرك سريع لوحدات الجيش الحكومي السوري إلى تلك المناطق من أجل تسلمها من الوحدات الكردية في كل من الحسكة والرقة ودير الزور.

وحسب الاتقاق المعلن دخلت وحدات الجيش الحكومي السوري، في الساعات الأولى أمس، إلى مدينة الطبقة ووصلت إلى محيط مطار الطبقة العسكري الذي تسيطر عليه «وحدات الحماية الكردية» بريف الرقة الجنوبي.

وحسب مصدر ميداني ومصادر إعلامية متطابقة، أن وحدات من الجيش الحكومي السوري بدأت بالانتشار في محيط المطار بعدما قطعت معبر (الطبقة)، الذي تسيطر عليه «وحدات الحماية الكردية» على طريق (حلب الطبقة) إلى الجنوب الشرقي من الطبقة بنحو 16 كيلومترا.

ورجحت المصادر أن يبدأ الجيش بالدخول إلى المطار تمهيدا لتسلمه في إطار اتفاق رعته روسيا بين الحكومة السورية ومسلحي تنظيم «قسد»، مشيرا إلى احتمال إكمال وحدات من الجيش الطريق نحو مدينة المنصورة الاستراتيجية الواقعة على طريق (الطبقة دير الزور) إلى الشرق من الطبقة بنحو 20 كيلومترا.

كما أكد مصدر ميداني أن وحدات من الجيش الحكومي السوري وصلت صباح أمس إلى مدينة عين العرب على الحدود السورية التركية، تمهيدا للانتشار في المدينة ومحيطها ورفع العلم السوري فوق مؤسساتها.

كما وصلت وحدات الجيش الحكومي السوري إلى مدينة تل تمر، وانتشر فيها تمهيدا للوصول إلى مدينة رأس العين لاستلامها. وأفادت وكالة «سانا»، بأن وحدات من الجيش الحكومي السوري دخلت عددا كبيرا من القرى والبلدات في أرياف الرقة الجنوبي والجنوبي الغربي والشمالي.

ولفتت الوكالة إلى أنه تم رفع العلم السوري على عدد من مؤسسات الدولة ومنها المدارس، في مدينتي الحسكة والقامشلي والرقة.

من جهة أخرى، أفادت صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي منها صفحة «القامشلي اليوم»، بأنه تم الاتفاق على إعادة افتتاح المدارس المغلقة في عدد من الأحياء من قبل الإدارة الذاتية في مدينة الحسكة، وتم رفع العلم السوري وإعادة التدريس وفق المناهج الحكومية.

وفور إعلان خبر الاتفاق وإعادة سيطرة الجيش الحكومي السوري على مناطق قسد، احتفل الأهالي بهذه المناسبة ورفعوا العلم السوري في كل المناطق.

ودعا شيوخ العشائر في الرقة والحسكة ودير الزور إلى الالتفاف حول الجيش الحكومي السوري في مواجهة الهجوم التركي على الأراضي السورية مؤكدين أنه الضامن لأمن الوطن والمواطن ومعربين عن إدانتهم للهجوم الذي يشنه النظام التركي.

وكشفت مصادر مقربة من قيادة «الوحدات الكردية» في مدينة القامشلي، عن التوصل إلى الاتفاق على عودة «التنسيق الكامل» بين قيادة «الوحدات» مع الدولة السورية في كافة مناطق سيطرة «قسد» شمال وشمال شرق سوريا، وذلك برعاية وضمانات روسية كاملة.

وأضافت المصادر أنه «بعد عدة لقاءات تمت بين الطرفين في الأيام الماضية في دمشق والقامشلي، غادر الوفد الروسي مطار القامشلي برفقة وفد من قيادة «الوحدات» وصف بأنه من مسؤولي الصف الأول إلى قاعدة حميميم الروسية في الساحل السوري».

وأوضحت المصادر «تم عقد اجتماع استمر لساعات طويلة، الأحد الماضي، وانتهى بالاتفاق المبدئي على التنسيق الكامل بين الطرفين وذلك لإفساح المجال للاتفاق على إعادة ترتيب الأمور في جميع مناطق الشمال السوري بدءاً من مدينة منبج بريف حلب وذلك تمهيدا لاستعادة سيطرة الحكومة السورية على كامل مناطق شرق الفرات».

وذكرت المصادر أن «حقل العمر ومعمل غاز كونيكو الاستراتيجيين في ريف دير الزور هما من ضمن الاتفاق وسيقوم الجيش الحكومي السوري بالانتشار فيهما أيضا». وأن «ريف القامشلي والحسكة وافقوا بالكامل على تسليم جميع المناطق للجيش الحكومي السوري».

وأشارت بعض المصادر إلى أن «قوات قسد المنتشرة في القامشلي المدينة رفضت التسليم، وأن الجيش الحكومي السوري أعطاهم مهلة حتى الساعة الثالثة من بعد ظهر أمس للتسليم».

وفي وقت سابق، ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا»، أن «وحدات من الجيش الحكومي السوري تتحرك باتجاه الشمال لمواجهة العدوان التركي على الأراضي السورية».

وكشف المصدر عن وجود اتفاق مبدئي ما بين الجيش الحكومي السوري والقوات الروسية من جهة مع قوات سوريا الديمقراطية «قسد» يقضي بدخول وحدات من الجيش الحكومي السوري برفقة الشرطة العسكرية الروسية إلى مدينة عين العرب خلال الساعات القليلة القادمة.

وأكد مصدر ميداني، أن القوات الأمنية السورية بدأت بتسلم أحياء الأشرفية والشيخ مقصود والسكن الشبابي شمال مدينة حلب، منذ مساء الأحد، من وحدات حماية الشعب الكردية.

وفي السياق، تلقت وحدات الجيش الحكومي السوري المرابطة في محافظة الحسكة أوامر من «القيادة العسكرية» لرفع الجاهزية لتكون على أهبة الاستعداد للانتشار على الحدود السورية التركية.

واقتربت بعض القوات السورية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، لنحو ستة كيلومترات من الحدود التركية. وأكد مصدر عسكري في مدينة الحسكة تلقي الوحدات العسكرية في الحسكة، أوامر عسكرية برفع الجاهزية والاستعدادات اللازمة للانتشار على الحدود السورية التركية.

وأضاف المصدر: إن وحدات (الفوج الخامس/‏‏‏ هجانة «حرس الحدود») المرابطة داخل مدينة الحسكة تلقت أوامر مباشرة لرفع جاهزيتها استعدادا للانتشار في مواقعها السابقة على الحدود السورية التركية، مؤكداً أن وحدات «الفوج» استجابت بسرعة قياسية لأوامر القيادة وباتت على أهبة الاستعداد للتحرك باتجاه مدينة القامشلي.

وتفيد مصادر مطلعة بأن توجه الوحدات العسكرية من الحسكة إلى القامشلي ينطوي على مهمة أخرى تضاف إلى مهمة تأمين الحدود، وهي استعادة وتأمين حقل الرميلان النفطي الهام والذي يقع إلى الشرق من مدينة القامشلي.

وفي أول ردة فعل على تحرك الجيش الحكومي السوري باتجاه الشمال والشرق، رجّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عدم «حدوث مشكلة في منطقة عين العرب»، في ظل اتفاق دمشق مع الفصائل الكردية على انتشار الجيش الحكومي السوري على الحدود مع تركيا.

وأضاف أردوغان، في معرض تعليقه على تحرك الجيش الحكومي السوري إلى شمال البلاد لمواجهة عملية «نبع السلام» التركية: «عند تحرير مدينة منبج سيدخلها أصحابها الحقيقيون».

وقال إنه لا يعتقد أن أي مشاكل ستقع في مدينة كوباني السورية بعد انتشار الجيش الحكومي السوري على الحدود، مضيفا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبدى «نهجا إيجابيا».

وكان الطيران التركي شن غارة على قافلة في السوق المغلق بمدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي ذهب ضحيتها عشرات الأشخاص بينهم صحفيون أجانب بحسب مصادر إعلامية محلية.

كما استهدفت القوات التركية بقصف مدفعي بلدة الدرباسية وقرية القرمانية بريف الحسكة الشمالي الغربي صباح أمس.

فيما قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أمس إن وحدات حماية الشعب أفرغت السجن الوحيد لمتشددي (داعش) الذي وصلت إليه القوات التركية إلى الآن في «المنطقة الآمنة» المزمعة وإن النزلاء تم نقلهم بالفعل.

وقال «كما تعلمون هناك قضية سجون في هذا الموضوع المتعلق بداعش. نحن مصرون على إظهار أقصى جهد في شأن هذه السجون. ومع ذلك هناك سجن واحد في منطقتنا. سجن لداعش».

وأضاف «عندما ذهبنا إلى هناك وجدنا أنه تم إفراغه بواسطة وحدات حماية الشعب وأن المتشددين قد خطفوا. حددنا ذلك من خلال صور وتسجيلات مصورة وتحدثنا إلى نظرائنا وسنواصل القيام بذلك».

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن القوات الكردية ربما تطلق عمدا سراح متشددين محتجزين من تنظيم (داعش) لدفع القوات الأمريكية إلى العودة للمنطقة. إلى ذلك، أدان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي التدخل العسكري التركي في شمال شرق سوريا، ولكنهم لم يتفقوا على حظر أسلحة على نطاق الاتحاد الأوروبي. وقال الوزراء في بيان: «يدين الاتحاد الأوروبي العمل العسكري التركي الذي يقوض وبشدة استقرار وأمن المنطقة بأكملها، ما يسفر عن معاناة المزيد من المدنيين وزيادة النزوح، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية بشكل حاد».

وجاء في البيان أيضا: «يعيد الاتحاد الأوروبي إلى الأذهان القرار الذي اتخذه بعض الدول الأعضاء بالوقف الفوري لترخيص صادرات الأسلحة لتركيا»، مشيرا إلى «مواقف وطنية قوية».

وسوف يلتقي ممثلو الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي في وقت لاحق من الأسبوع لـ«تنسيق ومراجعة» مواقفهم.

وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس أن «عقوبات صارمة» ضد تركيا يمكن أن تصدر قريباً رداً على الهجوم العسكري الذي أطلقته أنقرة ضد القوات الكردية في شمال سوريا.

وقال ترامب في تغريدة «عقوبات صارمة ضد تركيا قادمة!»، بدون مزيد من التفاصيل.