غير مصنف

صرخة مونش لمحمود الرحبي ضمن القائمة الطويلة لجائزة القصة القصيرة العربية

01 أكتوبر 2019
01 أكتوبر 2019

الكويت في أول أكتوبر / العمانية / اختيرت مجموعة "صرخة مونش"

للقاص محمود الرحبي الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون" بعمّان،

ضمن القائمة الطويلة للدورة الرابعة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة

العربية، التي ترعاها جامعة الشرق الأوسط الأمريكية بالكويت (AUM).

وبحسب بيان لإدارة الجائزة، تلقت الجائزة لهذه الدورة (209) مجموعات

قصصية من أنحاء الوطن العربي والعالم.

ويترأس د.لويس ميغيل لجنة التحكيم لهذه الدورة، وتضم اللجنة في

عضويتها: د.سعيد الوكيل، د.عبدالرزاق المصباحي، د.رامي أبو شهاب،

وباسمة العنزي.

ووفقاً للبيان، اتفقت اللجنة على معايير فنية أساسية تعمل استناداً إليها،

ومن بينها: ملامح التجديد في النص القصصي، واتصال ذلك بأسلوب

القص والتشويق والإمتاع، وشكل اللغة كحامل للفكرة في المفردة والجملة

والصياغة، وقدرة القصص على تمثّل اللحظة العربية والإنسانية الراهنة،

وانتمائها لعيش وهموم وآمال الإنسان العربي، ووجود رؤية فكرية وراء

رسم ملامح الشخصيات القصصية، وتجسيد البعد الإنساني والرسالة

المتوخاة في العمل القصصي.

وجاء في تقرير لجنة التحكيم أن اللجنة اختارت أعمالاً قصصية لافتة "

تمثّل وتشير إلى الواقع الاجتماعي والفكري والسياسي والمعيشي للإنسان

العربي، في جو من الشفافية والموضوعية والنزاهة والنقاش الحر

والعميق والمتشعب".

ويستعير محمود الرحبي عنوان مجموعته "صرخة مونش" من اللوحة

الشهيرة التي رسمها الفنان التعبيري النرويجي "إدفارت مونك" ضمن

سلسلة تناولت قضايا الحياة التي تتصل بالمشاعر الإنسانية كالقلق

والخوف والحب والفرح والكآبة والموت والسأم.

ويلتقط الرحبي مواضيع قصصه من البيئة المحلية العمانية، مراوحاً بين

الأسلوب الواقعي الذي يمثّل ما هو ممكن التحقق وليس ما جرى، وبين

المتخيَّل الرمزي الذي يقود القارئ إلى فضاءات السوريالية والفنتازيا.

وينسج الرحبي نصوصه باحترافٍ وعفويةٍ قادرة على تبسيط الأشياء حد

الدهشة، وهي مهارة لا تتوفر إلّا لمَن أمسك بناصية الكلام متشبّعاً من

الحكايات العابرة للأجيال، كما في قصصه "بطن الذهب"، و"الحجل

العربي"، و"هجير مات" التي يؤسس فيها لأسطرةِ المكان واجتراح محكيةٍ

لأصل الأشياء في الثقافة الشعبية.

ويحكي الرحبي القصةَ كأنه يستعيد ذكريات من الماضي بروح الرويّ

الشفاهي، يسردها بلغة بسيطة، فيشعر المتلقي وكأنه يسير مع المتكلم في

تلافيف الحكاية ويقابل شخوصها، أو كأنه يعرفهم.

كتب الناقد المغربي د.حسن المودن على الغلاف الأخير للمجموعة: "في

قصص محمود الرحبي نشاط غريب مقلق، فهي تنطلق من الواقع المألوف،

ومن خلاله تسير بك إلى لقاء الغرابة واللامعقول في ذواتنا ودواخلنا".

ويقول الكاتب الأردني محمود الريماوي: إن قصص الرحبي "تمثل ضرباً

من تجديد الواقعية وإغنائها، والوفاء لها، وشحذ أدواتها على صعيد

المضمون والموضوعات، وكذلك على صعيد الشكل من حيث استلهام

أساليب القص القديم وروحيته التعبيرية".

أما الناقد العراقي د.ضياء خضير فيقول: إن ما يرسمه الرحبي في لوحته/

نصه السردي، هو مشاهد طبيعية، مخلوقات، طيور وحيوانات وقمر وبشر

وأشياء يراها الجميع، يمرون بها، ولكنهم لا يتأملونها كما يفعل هذا

القاص.

أصدر الرحبي الذي وُلد في عام 1969، عدداً من المجموعات قصصية

وروايتين، وفاز بجوائز منها: جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون

والآداب في دورتها الأولى (2012) عن مجموعته القصصية "ساعة

زوال"، وجائزة أفضل إصدار قصصي في معرض مسقط للكتاب (2008)

عن مجموعته "لماذا لا تمزح معي"، والمركز الأول في جائزة دبي الثقافية

(2009) عن مجموعته "أرجوحة فوق زمنين". ووصلت مجموعته "لم

يكن ضحكاً فحسب" إلى القائمة القصيرة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة

بالكويت (2017).

وتضم القائمة الطويلة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية بالإضافة

إلى مجموعة "صرخة مونش" للرحبي: "احتراق الرغيف" لوفاء الحربي

(السعودية)، "الأرض المشتعلة" لسحر ملص (الأردن)، "الساعة الأخيرة"

لسفيان رجب (تونس)، "الطلبية C345" لشيخة حسين حليوى (

فلسطين)، "سواد" لسعد هادي و"كذلك" لبرهان المفتي (العراق)، "صدفة

جارية" لنجوى بن شتوان (ليبيا)، "قميص تكويه امرأتان" لأحمد الدريني

و"مدن تأكل نفسها" لشريف صالح (مصر).

وتمثل جائزة الملتقى التي انطلقت عام 2015، جسراً إبداعياً وثقافياً بين

القصة القصيرة العربية ونظيرتها العالمية حيث استطاع الكاتب مازن

معروف الذي فاز بدورتها الأولى، الوصول بمجموعته المترجمة "نكات

للمسلحين" إلى القائمة القصيرة للجائزة البريطانية العالمية (مان بوكر).

ومن المتوقع أن تعلن إدارة الجائزة عن القائمة القصيرة المكوّنة من خمس

مجاميع قصصية وذلك في الأول من نوفمبر المقبل. بينما يقام احتفال

الجائزة بإعلان الفائز في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر 2019،

وتصاحب ذلك فعالية إبداعية وثقافية عربية وعالمية.

ويحصل الفائز بالجائزة على درع وشهادة الجائزة، ومبلغ مقداره 20 ألف

دولار أمريكي، بينما يحصل كلّ من كتّاب القائمة القصيرة على درع

وشهادة ومبلغ وقدره 5 آلاف دولار.

/العُمانية/

هـ