1326114
1326114
المنوعات

«الأقصر».. وجهة عالمية للآثار

27 سبتمبر 2019
27 سبتمبر 2019

القاهرة، العمانية: مدينة الأقصر بمصر إحدى المدن الأثرية القديمة وسميت بهذا الاسم لكثرة قصورها ومعابدها، كما سمّيت مدينة المائة باب، والطيبة، ومدينة النور، ومدينة الصولجان.

ويعود تاريخ وجود مدينة الأقصر إلى حوالي 7000 سنة، حيث تعتبر من أقدم المدن والمحافظات المصريّة ومن أهمها، وأكثر المناطق السياحيّة جذباً للسياح في مصر، بقصد التعرف على حضارتها الفرعونيّة وقضاء فصل الشتاء فيها.

وتحتوي مدينة الأقصر وحدها على آثار شهيرة أهمها: «معبد الأقصر» الذي بناه الفراعنة للآلهة أمون، وشيّد «رمسيس الثاني» تمثالين بحيث يجسدانه وهو جالس، وبالقرب منه يوجد «مجمع معابد الكرنك» عبارة عن مجموعة من المعابد الجميلة، التي أنشئت منذ آلاف السنين، وتضم المعابد تماثيل تجسّد الإله «أمون» وزوجته وابنه ويدعى «الكرنك» أي الحصن وهو مجمع رائع من المعابد الجميلة التي لا نظير لها حيث يضم كذلك تمثالاً للآلهة «موت « وابنها الإله « خنسو ».

بدأ إنشاء معبد «الكرنك» أيام الدولة المصرية الوسطى (حوالي سنة 2000 ق.م) وفى عهد الدولة الحديثة التي ينتمي إليها الملك «توت عنخ آمون» والملك «رمسيس الثاني» أقيم على أنقاضه معبد فخم يليق بعظمة الإمبراطورية المصرية في ذلك الوقت، وكان كل ملك من ملوك الفراعنة يُضيف شيئًا جديداً إلى المعبد، وذلك رغبة في الخلود والحصول على شهرة كبيرة عند أفراد الشعب.

كما يوجد في الأقصر «مقابر وادي الملوك والملكات» الأثرية فقد تم حفرها في عمق الصخور بحيث تكون بعيدة عن السرقات ومن أهمها «مقبرة رمسيس الثالث»، و«مقبرة توت عنخ آمون»، «ومقبرة سيتي الأول» وكذلك يوجد فيها أكثر من 60 مقبرة أخرى.

ويوجد كذلك في الأقصر واديان للملوك أحدها شرقي والآخر غربي حيث يحتوي الوادي الشرقي على أغلب المقابر، وهو الأكثر زيارة من قبل السياح الذين يأتون إلى المنطقة، وتوجد بالوادي الغربي مقبرتان ملكيتان، واحدة خاصة بـ «أمنحتب الثالث» والأخرى خاصة بـ «أي».

وتعد مقبرة الملك «توت عنخ آمون» في وادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر أشهر وأغنى مقبرة في العالم، ففيها كثير من النفائس والآثار الرائعة التي أذهلت العالم، حيث عُثر على الأثاث الجنائزي كاملاً (أكثر من 5000 قطعة)، وقد حُفرت المقبرة في منخفض وادي «رمسيس السادس» الذي بنى مقبرته بجوار مقبرة «توت عنخ آمون»، فكان ذلك من العوامل التي ساعدت على حفظ مقبرة «توت عنخ آمون» سليمة بعيداً عن أعين اللصوص، حتى تم اكتشافها عام 1922 في واحدة من اهم الاكتشافات الأثرية في العالم.

وتوجد عند مدخل الباب الثاني للمقبرة حجرة واسعة تكدس فيها الأثاث فوق بعض، وقد طُلي أكثره بالذهب البراق ومن بينه صناديق جميلة مُطعمة بالعاج والأبنوس وأخرى عليها منظر للصيد والحرب وبعض الكراسي والأسرّة وعربات ملكية وأوانٍ مرمرية وتماثيل من مختلف الأشكال والألوان نقلت إلى المتحف المصري بالقاهرة.

وعند نهاية الحجرة يوجد كذلك تمثالان من الخشب المدهون كأنهما يحرسان محتويات الحجرة الثانية، أما الحجرة الثانية فهي حجرة الدفن، والتي وُجِد بها أربع مقاصير بعضها داخل بعض من الخشب المغطى بصفائح الذهب، وكانت تحيط بالتابوت الحجري الذي مازال في مكانه للآن.

وقد كان بداخل هذا التابوت ثلاثة توابيت على هيئة آدمية أصغرها من الذهب الخالص يزن حوالي 110 كيلوجرامات ويوجد حالياً بالمتحف المصري، ولا تزال مومياء الملك «توت عنخ آمون» محفوظة في مكانها مع أحد التوابيت الخشبية المغطاة برقائق الذهب، وتوجد رسوم جميلة على حائط الغرفة منها رسم «لتوت عنخ آمون» ويظهر خلفه على العرش « آي» الذي أصبح ملكاً بعد «توت عنخ آمون»، وهو يرتدى ملابس الكهنة ويقوم بالطقوس الدينية الخاصة بعملية فتح فم مومياء الملك.

أما مقبرة الملك «سيتي الأول» في وادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر فهي محفورة في الصخر يبلغ عمقها حوالي 30 متراً ونقوشها على جانب كبير من الجمال، وتتخلل هذه النقوش في بعض أجزائها رسوم بارزة كبيرة تُمثل الملك وهو يتعبد.

وتُعد هذه المقبرة المنحوتة في صخر جبل «وادي الملوك» من أهم المقابر، لأنها تضم أكبر عدد من الكتب الجنائزية والزخارف، ومن أبرز ما فيها السقف الذي يبدو وكأنه يغطى عرش الملك، وبعد بضع مئات من الأمتار ينتهي الدهليز إلى قاعة ذات أعمدة جميلة احتفظت جميع النقوش فيها بألوانها الزاهية.

وهناك قاعة أخرى مُلحقة صُنعت حولها مقاعد من حجر وكان الغرض منها تخزين الأثاث، وجدرانها مُغطاة بنقوش جميلة تُمثل الشمس في رحلتها إلى العالم الآخر، وتوجد أيضاً حجرتان نقشت جدرانهما بنقوش دينية مازالت ألوان بعضها واضحة، أما عن يمين البهو فتوجد حجرة جانبية أخرى نُقشت على جدرانها قصة هلاك البشرية.

جدير بالذكر بأن الأقصر قد تحولت آثارها إلى دليل كامل لمراحل تطور الفن المصري القديم والهندسة المعمارية الفرعونية المتميزة، ومن روعة هذا المعبد فقد وقع اختيار أعظم مخرجي السينما المصرية عليه ليصوروا فيه مشاهد من أفلامهم، مثل فيلم «صراع في الوادي» للمخرج العالمي يوسف شاهين، الذي كان من بطولة الفنان العالمي عمر الشريف والفنانة فاتن حمامة.