lama
lama
أعمدة

ذات : الحب ترياق الحياة

25 سبتمبر 2019
25 سبتمبر 2019

لمى دعدوش -

لعل من أهم الدعائم النفسيّة والروحيّة التي تحيي فينا الأمل والعمل والخير والعطاء والصبر على مصاعب الحياة وما فيها من محن وأشياء كثيرة تحتاج منا القوة العزم والصبر وتحتاج أهم مكوّن من مكونات القوة الحقيقية وترياق السعادة.. إنّه الحب.

من لم يحيا بالحب، ما ذاق طعم الحياة، ولا شرب من مائها، ولا عرف شيئا من أسرارها، الحياة كلها حب ومحبة، إن لم تجد في قلبك مكانا للمحبة، فابحث عن قلب آخر تحيا به ويحييك، فتحنا عيوننا عليه ونغمضها عليه ونترك الدنيا عليه. يبرق فينا بفيض يبعث الفرح والبهحة بمشاعر تتراكض منها الحنين منها العطاء ومنها الإيثار ومنها الشوق، (فيه مواساتنا في الترح.. مباركاتنا في الفرح.. دعواتنا في الصعاب.. تهانينا في الأعياد.. نظراتنا.. لهفة قلوبنا في لوعة الحنين.. ووو) تشعر معه بالوحدة والاتحاد والكينونة والتفرد على حد سواء، لتجد أنّك بمحبتك جزء ٌمن كل، و كل من جزء، تتعايش وتنسجم وتحب وتضحك وتحزن وتفرح وتغضب وتهدأ، لكن قلبك لا يتغيّر، فهو بالحب ممزوج و به مخبوز وملآن، ولعلّك أنت أول وأكثر المستفيدين من هذا الفيض الساحر.

رائحة الحب تُشم من بعيد، تُرى من قريب، تسمعُ صوت القلب ِيفرح بلقاء الأحباب، و يحزن لفرقاهم أو أحزانهم، يهيج به الحنين لذكراهم ويبتهج فرحاً لهم و بهم، يتقلب به الحب في محطات قريبة وبعيدة في الواقع والذاكرة لتشده دوماً إلى الحياة ومنازلها.

ذاك القلب كم يحمل بين شوق ٍ وحنين ٍ وحب ٍ وذكرى، بين لحظات شاردات، ثم يعود ليجري في طرقات الحياة (مدرعاُ بالحب.. مسلحاً بالحب.. متزيناً به.. جميلاً به.. مدركاً أنّه السعادة التي تجلب له السعادة أينما يكون) فهو القوة الحقيقية.

[email protected]