العرب والعالم

النتائج شبه النهائية للانتخابات التشريعية الإسرائيلية تؤكد المأزق السياسي

20 سبتمبر 2019
20 سبتمبر 2019

مؤشرات بتكليف غانتس لتشكيل الحكومة الإسرائيلية على حساب نتانياهو -

رام الله (عمان ) نظير فالح -(أ ف ب) -

تؤكد النتائج شبه النهائية للاقتراع التشريعي التي أعلنتها اللجنة الانتخابية في إسرائيل الجمعة، المأزق السياسي الذي يعرض للخطر حكم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي جاء حزبه في المرتبة الثانية.

وحصل تحالف «أزرق أبيض» الوسطي بزعامة بيني غانتس على 33 مقعدا مقابل 31 لحزب الليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته ، لكنّ لا يملك أي منهما طريقا واضحا لتشكيل ائتلاف أغلبية.

وفي اعتراف واضح الخميس، اقر نتانياهو بأنه غير قادر على تشكيل تحالف يميني كما كان يتمنى ودعا غانتس إلى أن يشكلا معا حكومة وحدة.

لكن خصمه رد بأنه يريد أيضا حكومة وحدة تخرج إسرائيل من المأزق السياسي لكن شرط أن تكون برئاسته، خصوصا أن حزبه جاء في الطليعة في الانتخابات.

ويزيد الخلاف الحالي من احتمال إجراء انتخابات جديدة، ستكون الثالثة في غضون عام واحد بعد اقتراع أبريل الذي لم يفض إلى فوز حاسم لأي طرف.

ويبدأ الرئيس رؤوفين ريفلين الأحد مشاوراته مع رؤساء الأحزاب الممثلة في البرلمان لاختيار الشخص الذي سيكلفه تشكيل الحكومة.

وذكر الإعلام الإسرائيلي أنّه تم فرز 99,8 % من الأصوات.

وأوضحت اللجنة الانتخابية أن النتائج النهائية ستعلن الأربعاء، وقد يحدث تغيير طفيف في عدد المقاعد قبل ذلك، وما زال يتعين فرز الأصوات في 14 مركزا تحدثت معلومات عن حصول تجاوزات فيها، وفق ما ذكرت اللجنة في بيان.

وحلت القائمة العربية المشتركة في المرتبة الثالثة بحصولها على 13 مقعدا، وقد أدى أداؤها القوي إلى فتح الباب أمام إمكانية أن يصبح رئيسها أيمن عودة أول عربي يقود المعارضة في الدولة العبرية إذا شكل حزبا الليكود وتحالف «أزرق أبيض» حكومة وحدة.

وأرجع عدد من المحللين تحقيق القائمة العربية المشتركة هذا الاختراق إلى الغضب من نتانياهو بسبب أفعاله وخطبه التي ينظر إليها على أنها شيطنة للسكان العرب في البلاد ما ساعد على تحفيز إقبال الناخبين العرب على صناديق الاقتراع.

وقد حصل حزب شاس الديني المتشدد على تسعة مقاعد بينما سيشغل كل من حزب «إسرائيل بيتنا» القومي العلماني برئاسة وزير الخارجية السابق أفيجدور ليبرمان وحزب «يهدوت هتوراة» (يهودية التوراة الموحدة) الديني المتشدد لليهود الغربيين، ثمانية مقاعد.

وحلت بعد ذلك قائمة «يمينة» اليمينية المتطرفة (7 مقاعد) وحزب العمل (6 مقاعد) وقائمة «المعسكر الديمقراطي» اليسارية (5 مقاعد).

ودعا ليبرمان الذي شغل أيضا سابقا منصب وزير الدفاع، إلى حكومة وحدة تجمع حزبه والليكود وتحالف «أزرق أبيض» مستبعدا الأحزاب المتشددة التي يتهمها بالسعي لفرض القوانين الدينية على العلمانيين، وقد يرجح كفة أحد الحزبين ليصبح بذلك «صانع ملوك».

وقد صرح الجمعة أنه لم يتحدث مع نتانياهو أو غانتس وأنه لا يعتزم فعل ذلك حتى الأسبوع المقبل.

وقد عرض مطالبه للانضمام لأي تحالف بما في ذلك وضع تشريع يجبر اليهود المتشددين على أداء الخدمة العسكرية الإلزامية مثل بقية الإسرائيليين اليهود ، وكان رفض ليبرمان التنازل عن ذلك المطلب سببا في انهيار مباحثات تشكيل تحالف بعد انتخابات أبريل الفائت.

وأكّد الجمعة «لن نقبل بأقل من ذلك حتى لو كان الثمن الجلوس في مقعد المعارضة». لكنّ التركيز الأكبر في الفترة المقبلة سينصب على نتانياهو رئيس الوزراء الذي شغل المنصب لأطول مدة في تاريخ إسرائيل، وقد يواجه اتهامات بالفساد في الأسابيع المقبلة.

ويرى مراقبون أن نتانياهو كان يأمل في أن يمنحه البرلمان الجديد حصانة من المحاكمة، لكنّ ذلك بات الآن مستحيلا على الأرجح حتى لو بقي في منصب رئيس الحكومة.وقال نتانياهو الخميس «دعوت خلال الانتخابات إلى تشكيل حكومة يمينية ، لكن لسوء الحظ، أظهرت نتائج الانتخابات أن ذلك غير ممكن»، وأضاف «دعوت غانتس إلى تشكيل حكومة وحدة واسعة ، ولن يكون على الناس الاختيار بين الكتلتين».

والخميس، تصافح نتانياهو وغانتس خلال حفل تأبين للرئيس السابق شيمون بيريز حضراه. ولاحقا، أعلن غانتس موقفه بوضوح مساء الخميس. وقال رئيس تحالف «أزرق أبيض» للصحافيين قبل اجتماع مع كوادر حزبه «الإسرائيليون يريدون حكومة وحدة ، أريد أن أشكل هذه الحكومة على أن أتولى رئاستها».

وأضاف أن التحالف الذي يقوده «فاز بالانتخابات»، مؤكدا أن «أزرق أبيض هو أكبر حزب» في إسرائيل.

وواجه نتانياهو واحدة من أكبر الهزائم في مسيرته السياسية بعد انتخابات أبريل الفائت، وشكلت النتائج الأخيرة إشارة جديدة إلى الضعف الذي أصاب حكمه الطويل في إسرائيل.

وفي انتخابات أبريل، فاز حزبه الليكود وحلفاؤه من الأحزاب اليمينية والدينية بغالبية المقاعد لكنهم فشلوا في تشكيل حكومة، وقد اختار الدعوة إلى انتخابات جديدة بدلا من المجازفة بجعل ريفلين يختار شخصا آخر لمحاولة تشكيل ائتلاف.

وبقاء نتانياهو البالغ 69 عاما في منصبه رئيسا للوزراء ليس مستبعدا تماما، فقد تمكن، بفضل حسه السياسي الحاد من التغلب على منافسيه مرارا في الماضي.

وفي الوقت الذي سيشرع فيه الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين يوم غد الأحد، مشاوراته مع الكتل البرلمانية الفائزة في انتخابات الكنيست؛ تحدثت صحف عبرية عن مؤشرات تقود إلى أن الأوفر حظا لتشكيل الحكومة الجديدة هو زعيم حزب «أزرق أبيض» الجنرال بيني غانتس.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية في خبرها الرئيسي الجمعة، إن «ريفلين سيكون الأمر صعبا بالنسبة له في تكليف بنيامين نتانياهو الذي يوشك على أن يقدم إلى المحاكمة لتشكيل الحكومة، معتقدة أن «الوضع القانوني لنتانياهو بعد الاستماع، إذا ما قرر المستشار القانوني للحكومة رفع لائحة اتهام ضده، سيمنعه من المبادرة إلى وضع يصل فيه إلى حملة انتخابات ثالثة». وأشارت الصحيفة إلى أنه «حتى الآن تدعي محافل مقربة من نتايناهو بأن القانون يقضي بأن ولاية رئيس الوزراء لا تتوقف إلا بعد الإدانة بقرار قضائي نهائي»، لافتة في الوقت ذاته إلى أن «الحديث يدور عن مسألة قانونية معقدة موضع خلاف، ولكن إذا ما كلف نتانياهو بتشكيل الحكومة الجديدة، فإن الأمر سيتم حسب القانون، وفي إطار قبعة نتانياهو كنائب وليس كرئيس وزراء، وستكون القواعد القانونية مختلفة».

ورأت الصحيفة أنه «ربما تنشأ أزمة دستورية غير مسبوقة في حال تكليف نتانياهو بتشكيل الحكومة، وسيتطلب من المستشار القانوني للحكومة أن يقرر بأنه توجد على الأقل مصاعب قانونية واضحة في هذه المسألة».

ورغم المحاولات الحثيثة والتمسك المفرط من نتانياهو بمحاولة تشكيل الحكومة الجديدة، إلا أنه من المستبعد قبول ذلك من غانتس وباقي قادة الحزب، وفق ما أوردته صحيفة «هآرتس» العبرية بافتتاحيتها.