1318433
1318433
العرب والعالم

الحكومة الفلسطينية لا تعول على نتائج الانتخابات الإسرائيلية

17 سبتمبر 2019
17 سبتمبر 2019

استطلاعات الرأي تتوقع تعادل «الليكود» و«أزرق أبيض» -

رام الله - القدس المحتلة - عمان - وكالات :

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أمس إن حكومته لا تعول على نتائج الانتخابات الإسرائيلية طالما أن إسرائيل غير جاهزة لإنهاء الاحتلال في الضفة الغربية.

وقال اشتية خلال مؤتمر للريادة عقد في مدينة بيت لحم «نريد ممن يكون في دفة الحكم في إسرائيل أن يقف ويقول للعالم إنه جاهز لإنهاء الاحتلال، وسيجد الرئيس محمود عباس شريكا». وأضاف «المنافسة بين مرشحين ليس لديهما برنامج لإنهاء الاحتلال».

وبحسب اشتية فإن السلطة الفلسطينية ستتخذ جملة من الإجراءات في حال استمرت السياسة الإسرائيلية على ما هي عليه الآن، دون أن يوضح طبيعة هذه الإجراءات. وقال اشتية، الذي نشرت أقواله على الموقع الرسمي لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» «للأسف المجتمع الإسرائيلي يزداد يمينية». وأعرب اشتية عن أمنياته للقائمة العربية المشتركة، التي تخوض الانتخابات الإسرائيلية، «أن تحقق النتائج المرجوة لأهلنا وشعبنا في الداخل».

وصوت الإسرائيليون أمس في انتخابات تشريعية تشهد منافسة شديدة بين رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتانياهو المستمر في السلطة منذ 13 عاما، ورئيس هيئة الأركان السابق الوسطي بيني جانتس، بعد خمسة أشهر على مواجهة أولى بينهما لم تكن حاسمة.

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي المرشح لولاية سادسة، إلى التصويت بكثافة في الانتخابات متوقعا نتائج متقاربة، وفق ما قال بعد الإدلاء بصوته في القدس أمس. وأعلن نتانياهو الذي حضر إلى مركز الاقتراع مع زوجته : «الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب قال - أمس الأول - إن نتائج الانتخابات ستكون متقاربة» مضيفا «يمكنني أن أضمن لكم هذا الصباح أنها ستكون متقاربة جدا».

في المقابل، دعا جانتس على رأس تحالفه الوسطي أزرق أبيض، الإسرائيليين إلى رفض «الفساد» و«التطرف»، بعد الإدلاء بصوته مع زوجته في مدينة روش هاعين (رأس العين) بوسط إسرائيل حيث يقيم.

وقال «نريد أملا جديدا. نصوت اليوم من أجل التغيير»، مضيفا «سننجح كلنا معا في الإتيان بأمل جديد، من دون فساد ومن دون تطرف».

وفتحت صناديق الاقتراع صباح أمس في الساعة 7.00 (4.00 ت ج) أمام 6.4 مليون ناخب في ثاني انتخابات تجري خلال خمسة أشهر، على أن تغلق في الساعة 22.00 مساء (19.00 ت ج) في معظم المناطق. ويمكن لوزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان الذي كان اليد اليمنى لنتانياهو قبل أن يتحول الى منافس له، أن يلعب دور صانع الملوك بعد حملة خاضها تحت شعار «لجعل إسرائيل طبيعية من جديد».

وستصدر النتائج الأولية التي تعتمد على استطلاعات الرأي لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع، بعد إغلاق الصناديق مباشرة، على أن تعلن النتائج الرسمية اليوم الأربعاء. وتتوقع استطلاعات الرأي حصول كل من الليكود وأزرق وأبيض على 32 مقعدا في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا. وبعد تعادل نتانياهو وجانتس في الانتخابات الماضية في أبريل، قام الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بعد التشاور مع الأحزاب بتكليف نتانياهو تشكيل الحكومة، لكنه فشل في مهمته. ويعتبر هذا الفشل أكبر هزيمة لحقت بنتانياهو في حياته السياسية.

وبعد أسابيع من المناقشات غير المثمرة، فضل نتانياهو التوجه إلى انتخابات جديدة بدلا من المجازفة بأن يوكل ريفلين المهمة إلى شخص آخر.

والخطر الذي يواجهه نتانياهو يتعدى مسألة البقاء في منصب رئيس الوزراء الذي شغله لأول مرة بين عامي 1996 و1999، وأعيد انتخابه فيه عام 2009 ليبقى على رأس الحكومة مدة 13 عاما، أطول مدة يقضيها رئيس وزراء في منصبه في إسرائيل.

ويرى كثيرون أنه في حال فوزه سيسعى للحصول من البرلمان على حصانة من المحاكمة، في وقت يواجه احتمال توجيه اتهامات اليه في الأسابيع المقبلة في قضايا فساد. وقال المدعي العام الإسرائيلي إنه يعتزم توجيه التهم إلى نتانياهو بالاحتيال والرشوة وخيانة الأمانة، بناء على جلسة استماع مقررة في أوائل شهر أكتوبر، بعد أيام قليلة على الانتخابات. ولن يطلب من نتانياهو التنحي في حال اتهامه، بل فقط إذا ما أدين وبعد استنفاد جميع الطعون.

وإدراكا للمخاطر، قضى نتانياهو الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية محاولا اجتذاب القوميين اليمينيين الذين يشكلون مفتاحا لإعادة انتخابه، وتحفيز قاعدته الانتخابية على التصويت.

وفي هذا السياق قطع نتانياهو تعهدا مثيرا للجدل بضم غور الأردن الذي يشكل ثلث مساحة الضفة الغربية المحتلة، في حال فوزه. وأطلق تحذيرات لا أساس لها من سرقة الانتخابات عن طريق عمليات تزوير في في القرى والبلدات العربية. وندد منتقدوه بخطاب بلغ حد العنصرية.

وركز نتانياهو في حملته على النمو الاقتصادي في إسرائيل وعلاقاته مع زعماء العالم مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وحاول وصف خصومه بأنهم «ضعفاء» و«يساريين»، على الرغم من رصيدهم الأمني. في المقابل، قدم جانتس نفسه على أنه بديل مشرّف لنتانياهو، وتحدث مرارا عن رغبة نتانياهو في تشكيل ائتلاف مع أحزاب يمينية متشددة يمكن أن تساعده في طلب الحصانة من المحاكمة في البرلمان.

ويقول جانتس إنه يعتزم مع ائتلافه الوسطي أزرق أبيض الذي يضم ثلاثة رؤساء أركان عسكريين سابقين، تشكيل حكومة وحدة تدعمها الغالبية العظمى من الإسرائيليين. وتظهر استطلاعات الرأي شعبية كبيرة لليبرمان بسبب حملته ضد الأحزاب اليهودية المتشددة التي تعتبر جزءاً مهماً من ائتلاف نتانياهو المزمع. وبسبب الانتخابات، فرض عند منتصف الليلة قبل الفائتة، ولمدة أربع وعشرين ساعة، طوق أمني شامل على الضفة الغربية وقطاع غزة. في سياق متصل ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، حاول منتصف الأسبوع الماضي، دفع عملية عسكرية ضد قطاع غزة. ومن أجل تنفيذ ذلك، أجرى مشاورات هاتفية بين أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، من دون مشاركة أي من قادة الأجهزة الأمنية، مثل الجيش والشاباك، وتقرر خلال المشاورات شن عملية العملية العسكرية، وذلك حسبما كشف المحلل السياسي في صحيفة «معاريف» الاسرائيلية، بن كسبيت، أمس .

لكن المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، نجح في منع عملية كهذه، التي كان من شأنها أن تتطور إلى حرب، وربما تأجيل انتخابات الكنيست .