1315728
1315728
عمان اليوم

المؤتمر الدولي العربي السادس للوقاية من سوء معاملة الأطفال والإهمال يستعرض الجهود والتحديات

15 سبتمبر 2019
15 سبتمبر 2019

يناقش 227 ورقة عمل تحت شعار «نحو مستقبل أفضل للطفل»-

بدأت أمس فعاليات المؤتمر الدولي العربي السادس للوقاية من سوء معاملة الأطفال والإهمال « اسبكان عُمان 2019»، تحت رعاية صاحب السمو السيد حارب بن ثويني بن شهاب آل سعيد مساعد أمين عام مجلس الوزراء للمؤتمرات وذلك بقاعة الفعاليات الصغرى بمركز عمان للمعارض والمؤتمرات بحي العرفان.

يأتي تنظيم المؤتمر بالشراكة بين جامعة السلطان قابوس ووزارة التنمية الاجتماعية وجمعية الأطفال أولاً ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» وجمعية المهنيين العرب للوقاية من العنف ضد الأطفال، والجمعية العالمية لحماية الطفل من سوء المعاملة والإهمال.

وقالت صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد بن محمود آل سعيد مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي ورئيسة اللجنة المنظمة للمؤتمر : إنه مما لا يجب أن يغفل عنه أن نستذكر النطق السامي لمولانا جلالة السلطان قابوس المعظم - حفظه الله - عندما قال في مجلس عمان «إننا نؤكد على ضرورة أن تغرس السجايا الحميدة والقيم الرفيعة في نفوس النشء منذ نعومة أظفارهم، في البيت والمدرسة والمسجد والنادي وغيرها من محاضن التربية والتثقيف لتكون لهم سياجا يحميهم».

وأشارت: نستشرف من نطق جلالته السامي مسؤولية متعددة الجوانب للعناية بأطفالنا وحمايتهم وهو أمر يشمل الكثير من الجوانب وتتداخل في تحمل مسؤوليته قطاعات مختلفة، وأشعر بالفخر بأننا نترجم هذا الجانب المهم اليوم باستضافةِ المؤتمر العربي الدولي السادس «للوقاية من سوء معاملة الطفل والإهمال» تحت شعار (نَحوَ مستقبلٍ أفضلَ للطفلِ).

كما أوضحت رئيسة اللجنة المنظمة للمؤتمر بأنَّ أهمَّ ما يُركزُ عليهِ شِعارُ هذا المؤتمرِ هوَ أنَّ مستقبلَ الأطفالِ يبدأُ بتخطيطٍ دقيقٍ وبتكاتفٍ واعٍ مِنَ الجميعِ، وإنَّ الجهودَ التي بَذَلَتْها مُختلفُ الجهاتِ والمؤسساتِ في السلطنةِ لِكلِّ ما يُعنَى بحمايةِ الأطفالِ ليسَتْ سِوى ترجمةٍ لتوجيهاتِ حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السلطان المعظم ـ ابقاه الله ـ في تحسينِ أسبابِ الحياةِ التي يتمتعُ بها الأطفالُ والحِرصِ على أمنِهِم وأمَانِهِم.

وأعربت صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى آل سعيد بأن مثلَ هذهِ المؤتمراتِ الدوليةِ والتي يُشاركُ فيها كَوْكَبَةٌ رائعةٌ منَ المُخْتَصينَ مِن مُختَلَفِ الأقطارِ لخدمةِ هدفٍ نبيلٍ تفتحُ أبواباً جديدةً لمناقشةِ القضايا بزَوايا ورُؤى مُختَلِفةً لِتصلَ الفائدةُ المعرفيةُ إلى أكبرِ قدرٍ ولربطِ جميعِ المهتمينَ بأحدثِ الحلولِ في المجالاتِ المختلفة ، ومتطلعة لأنْ تكونَ الأوراقُ البحثيةُ المائتانِ والسبعةُ والعشرون (٢٢٧) التي سيتمُّ عرضُها مُثريةً ويسعى الجميع من خِلالِها إلى تجسيدِ المفاهيمِ النظريةِ وتحويلِها إلى أفعالٍ وممارسات ، وإن حلول التحديات لا يمكنُ أن تكونَ ناجحةً إلا إذا أتتْ مِن فهمٍ متعمقٍ للواقع ، وقد سعتِ السلطنةُ لترجمــةِ التزامِهــا الدَّولــيِّ بِتعزيزِ حُقوقِ وحمايةِ الطفلِ مــن خِلال وَضعِها على رأسِ الأولوياتِ فـي السياســاتِ والمبــادراتِ لتحقيــقِ أهــدافِ التنميةِ المستدامةِ بما ينسجمُ معَ رؤيةِ عُمان ٢٠٤٠ والخطةِ الخمسيةِ التاسعة، ولعلَّ مِمَّا يَجدُرُ ذِكرُهُ بِأنَّ هذا المؤتمرَ يأتي مُتزامناً مَعَ الاحتفالِ بِمناسبةِ الذكرى السنويةِ الثلاثينَ لاعتمادِ اتفاقيةِ حقوقِ الطفلِ التي صادَقَتْ عليها السلطنةُ في 1996.

كما أوضحت بأن القائمينَ على هذا المؤتمرِ حرصوا على إشراكِ جميعِ القطاعاتِ تحتَ سقفٍ واحدٍ لتبادُلِ الخِبراتِ والنظرِ إلى ما تم تحقيقُه ، كَما أنَّ المؤتَمَرَ يَسعى إلى تحديدِ الخِطةِ المُستقبليةِ لتجويدِ خِدمةِ الأطفالِ من مخاطِرِ سوءِ المعاملةِ معَ التركيزِ على المحاورِ الخمسةِ الرئيسيةِ وهي التنمُّرُ، والتواصلُ الاجتماعيُّ والإنترنت والأطفال، والاعتداءُ والاستغلالُ بِشتَّى مظاهِرِهِ، والإهمالِ وما ينتجُ عنهُ من حوادِثَ خطيرةٍ وأخيراً السلوكياتُ الصعبةُ لدى الأطفالِ وطرقِ التعاملِ معها. واختتمت بالقول بأن هذا المؤتمر يهدف إلى أن يكونَ منصةً عالميةً للبحثِ العلميِّ، وعرضِ أفضلِ الممارساتِ، والابتكارِ في مجالِ تعزيزِ حمايةِ الطفلِ من سوءِ المعاملةِ والاهمالِ، كما حَرِصَ المنظمونَ على إشراكِ كافةِ القطاعاتِ ذاتِ العلاقةِ، وقد تمَّ تنظيمُ حلقات خاصةٍ لأولياءِ الأمورِ وكذلكَ إشراكُ الشبابِ في مبادرةِ منتدى الشبابِ، وتقديم الأطفالَ مبادرةً رائعةً تَمَثَّلَتْ فيما أُطلِقَ عليهِ «سفراءُ الحماية».

حماية الطفل

ومن جانبها أكّدت سعادة الدكتورة نجاة معلا مجيد الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد الأطفال بأن حماية الأطفال حقٌ أساسيٌ لهم، وعلى جميع المسؤولين والمشاركين في المؤتمر تحقيق رؤية 2030 وهو التخلص من جميع أنواع العنف في العالم.

وشكر الدكتور طفيل محمد رئيس الجمعية العالمية لحماية الطفل من سوء المعاملة والإهمال جميع من ساهم في تنظيم المؤتمر وقال بأن أعضاء « اسبكان» من 80 دولة وهي منظمة غير ربحية تهدف للتخلص من جميع انواع العنف ضد الاطفال منذ 40 عاما، وحث طفيل جميع المشاركين للعمل على تحقيق الكثير من الأهداف والتخلص من انواع العنف ضد الأطفال وأشار بأنه 30 عاما مروا على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل وتسعى هذه المبادرة إلى حصول جميع الاطفال على حقوقهم من التعليم والحياة الكريمة وغير ذلك من الحقوق.

كذلك أكدت الدكتورة منى الخواري رئيسة جمعية المهنيين العرب لحماية الطفل من سوء المعاملة والإهمال في كلمتها لراعي الحفل والحضور بأن إقامة هذا المؤتمر يجسد على أرض الواقع ما يجمع الجميع من شعور بالمسؤولية وإدراك للتحديات التي تواجه تنشئة وإعداد وحماية ورعاية الطفولة في الوطن العربي وتطبيق مبادئ ومعايير حماية حقوق الطفل التي أوصى بها ديننا الحنيف ونصت عليها المواثيق الدولية ، وتتسم حماية الطفل من العنف بكافة مظاهره لما في ذلك سوء المعاملة والإهمال والاستغلال اهتماما متزايدا في كل دول العالم وفي الدول العربية على وجه الخصوص، وذلك يعود بطبيعة الحال إلى ما تمر به الدول العربية من أوضاع ومتغيرات فبينما تشهد بعض الدول نموا اقتصاديا ذا وتيرة متسارعة تشهد الدول الأخرى حروبا ونزاعات مستمرة أو تعاني فقرا أو نزوحا للأسر والأطفال مما يترك في مجمله آثارا اجتماعية سلبية تهيئ بدورها لممارسة العنف ضد الطفل سواء كان ذلك بالمنزل أو المدرسة أو مؤسسات الرعاية الاجتماعية ، وعلى الدول العربية مسؤولية اتخاذ الخطوات الإيجابية تجاه انهاء العنف والوقاية منه بما يتوافق مع توصيات المنظمات الأممية والمؤسسات الدولية ذات العلاقة ويتواكب مع أحداث المستجدات العلمية.

وبينت في معرض كلمتها بأن حماية النشء تعد تحديا كبيرا لا بد أن تتكاتف من أجله القيادات مع الكفاءات والخبرات الوطنية ، لذا أصبحت الجمعية العربية للوقاية من العنف ضد الأطفال منذ تأسيسها في عام 2004 منارة يهتدي بها كافة المهتمين بحماية الطفل من الدول العربية من كافة التخصصات ، فقد عقدت حتى الآن 5 مؤتمرات علمية في عدد من الدول العربية ، قد ساهمت جميعها في رفع الوعي بمشكلة العنف ضد الطفل وتأثيراتها بعيدة المدى ، إضافة إلى عقد دورات تدريبية متخصصة للمهنيين المتعاملين مع الأطفال وإجراء البحوث والدراسات العلمية للوقوف على أسباب وجذور العنف في المنطقة ووضع الحلول المناسبة لها ، كما توفر الجمعية العربية للوقاية من العنف للمنتسبين إليها شبكة التعارف والتواصل بين المهتمين في حماية الطفل من أفراد ومؤسسات إقليمية ودولية ، كما تساعد على رفع المهارات من خلال تقديم التعليم والتدريب .

أوراق العمل

وقد اشتمل اليوم الأول للمؤتمر على تقديم عدد من أوراق العمل منها ورقة عمل حول « مظاهر السلوك التنمري لدى طلبة الحلقة الأولى للتعليم الأساسي من وجهة نظر المعلمات »، و«تصور مقترح لحماية الأطفال من التنمر في ظل التحولات المعاصرة » ، و « الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والأطفال » ، و« حزمة الاستراتيجيات السبع لإنهاء العنف ضد الأطفال» ، و«أبعاد التنمر بين الطلبة كمشكلة تربوية »، و«التشريعات الوطنية في مجال حماية الطفل في السلطنة» ، و« حقوق الطفل بين المعالجة الأدبية والمداولة الإعلامية » ، و« الخصائص النفسية والاجتماعية لدى الأطفال العرضين للإساءة الجنسية والمعتدين عليهم » وغيرها من أرواق العمل التي تخدم موضوعات ومحاور هذا المؤتمر الذي تستمر فعالياته حتى السابع عشر من سبتمبر الجاري.