1315783
1315783
المنوعات

«التراث» تستعرض نفائس من مخطوطات السير والجوابات كتبت في عام 531 هجرية بمركز نزوى الثقافي

15 سبتمبر 2019
15 سبتمبر 2019

يظهر الجانب الجمالي في أنواع الخطوط والرسومات التعبيرية -

والي نزوى: المخطوطات التي بأيدي المواطنين تحتاج إلى جهد لإظهارها وحفظها بطريقة صحيحة -

نزوى- محمد الحضرمي -

نظمت وزارة التراث والثقافة ممثلة في دائرة المخطوطات، معرضًا لنفائس المخطوطات، افتتح أمس في مركز نزوى الثقافي، برعاية سعادة الشيخ راشد بن سعيد بن سيف الكلباني والي نزوى، وبحضور ممثلي الدوائر الحكومية، ضم المعرض أهم وأندر المخطوطات العمانية التي تحتفظ بها الوزارة، وتمثل كنزًا ثقافيًا كبيرًا لشتى المعارف، في مجالات الفقه والأدب والدواوين الشعرية، وغيرها من المصنفات والمدونات.

في بداية الاحتفال ألقى محمد بن عبيد المسكري مدير دائرة المخطوطات بوزارة التراث والثقافة كلمة الوزارة، أكد فيها أن المعرض تم تنظيمه من أجل المحافظة على الموروث الثقافي والفكري للسلطنة، باعتباره مكونا أصيلا للهوية العمانية الضاربة بجذورها في عمق التاريخ، ومرتكزًا تنطلق منه السلطنة في صياغة تجربتها الحديثة في مختلف المجالات.

وتحدث عن أهداف إقامة المعرض في نزوى، من أجل التعريف بالتراث العماني المخطوط في مختلف المعارف والعلوم، وإبراز دور وزارة التراث والثقافة في العناية بالمخطوطات، ترميمًا وتحقيقًا ونشرًا، كما يهدف المعرض إلى إظهار الجانب الجمالي للمخطوطات العمانية، والمتمثل في جماليات الخطوط والرسومات والأشكال التعبيرية، وتأمل وزارة التراث والثقافة من خلال هذا المعرض بث الوعي لدى المجتمع بأهمية الحفاظ على هذا الإرث الثقافي المهم.

وتحدث المسكري في كلمته عن رحلة المعرض، التي ابتدأت في شهر مارس من هذا العام بمتحف السيد فيصل بن علي بمسقط، ثم تلته المحطة الثانية بمدينة صلالة في محافظة ظفار خلال شهر يوليو، وضمن فعاليات مهرجان صلالة السياحي.

وقال المسكري أيضًا: نشهد اليوم تدشين المحطة الثالثة من المعرض بمدينة نزوى، حيث سيستمر حتى شهر أكتوبر القادم، ويتضمن ركنًا للمخطوطات، تعرض فيه مصورات لنماذج من أندر المخطوطات العمانية، كما سيتضمن ركنًا ثانيًا للترميم، لتعريف الزائرين للمعرض بمراحل عملية ترميم المخطوطات المتبعة لدى الوزارة، والتي يجب أن تتم بدقة وحرفية عالية. كما يضم المعرض ركنًا ثالثًا للتصوير الرقمي، يهدف إلى التعريف بالتقنيات المتبعة في تصوير المخطوطات رقميًا، بهدف الاحتفاظ بنسخة رقمية عالية الدقة لهذه المخطوطات، لتسهيل إتاحتها للباحثين والمهتمين. وستقام على هامش المعرض دورة تدريبية بعنوان: كيف تقرأ مخطوطًا، ودورة أخرى في الخط العربي.

بعد ذلك قام راعي الاحتفال بالتجوال داخل المعرض الذي ضم نماذج من المخطوطات. من بين المخطوطات المعروضة؛ مخطوط «مجموع في السير والجوابات»، ويعد من أقدم المخطوطات المعروفة بعمان إلى الآن، تحتوي على مجموع سير وجوابات متناثرة، تم نسخها سنة 531 هجرية.

كما يضم المعرض مخطوطة «مجموع سير العلماء الإباضية المحبوبية»، في فقه السياسة الشرعية، تضم فصولًا من سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وسيرة الشيخ محمد بن محبوب وسيرة الشيخ أبي الحواري، وينتهي بسيرة الفقيه أحمد بن النظر، وينتهي بسيرة الشيخ أحمد بن مداد. ومن بين النفائس المعروضة أيضًا سيرة مختصرة عن الإمام محمد بن ناصر الغافري، تجمع بين التاريخ والأدب، نسخت بتاريخ العاشر من محرم 1294هـ، ومخطوط في الفلك، يحتوي على رسومات فلكية بديعة، ورسم لطلوع القمر، وآخر لمعرفة جهات القبلة، وغيرها من الرسومات المتقنة، ومن بين المخطوطات الخاصة بالأفلاج، مخطوط «فلج العزيزي»، ببلدة سيق بالجبل الأخضر، نسخها ربيعة بن ماجد الكندي بتاريخ 1308م. وكذلك مخطوطة النونية الكبرى في علم البحار لأحمد بن ماجد السعدي، نسخت عام 1157هـ، ونسخة أخرى من الجزء 54 لكتاب «بيان الشرع»، نسخه أحمد بن علي بن أحمد السمائلي سنة 1145هـ، ومن بين المخطوطات المعروضة مطويات كتبت على شريط من الورق، تتضمن خطبة لعيد الأضحى المبارك. كما عرض نموذج للشعر المشجر، للشاعر محمد بن عبدالله المعولي، ونسخة من معجم الإبانة في اللغة العربية، لسلمة بن مسلم العوتبي الصحاري، نسخه عبدالله بن عمر بن زياد بتاريخ 13 جمادى الأولى عام 967هـ.

وإلى جانب هذه المخطوطات يضم المعرض نماذج للأدوات التي كانت تستخدم قديمًا في النسخ والكتابة، ليخرج الزائر بصورة واضحة عن حركة التأليف والكتابة خلال القرون الماضية.

وفي ختام المعرض، تحدث سعادة الشيخ راشد بن سعيد الكلباني والي نزوى عن انطباعه عن المعرض قائلا: ما شهدناه في المعرض من مخطوطات تثلج الصدر، بأنواعها وأعمارها التي تعود إلى مئات السنين، والفضل يعود إلى وزارة التراث والثقافة، لاهتمامها بالمخطوطات والمحافظة الدائمة عليها، والمخطوطات في السلطنة تمثل كنوزا ثقافية كبيرة، ولا تزال المخطوطات في أيدي المواطنين، وتحتاج إلى جهود متواصلة لإظهارها وحفظها، بطريقة صحيحة، من أجل المحافظة عليها، لتبقى ذخائر للأجيال القادمة.