1312650
1312650
العرب والعالم

تركيا تتهم أمريكا بتعطيل اتفاق «المنطقة الآمنة».. وروسيا تنتقد غاراتها في إدلب

10 سبتمبر 2019
10 سبتمبر 2019

قافلة مساعدات إنسانية تدخل مخيم الركبان -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس إن الولايات المتحدة تعطل تنفيذ اتفاق لإقامة «منطقة آمنة» في شمال شرق سوريا وأعلن مجددا استعداد أنقرة للتحرك على نحو منفرد إذا اقتضى الأمر لطرد المقاتلين الأكراد.

واتفق البلدان العضوان في حلف شمال الأطلسي على إقامة ما تطلق عليه أنقرة منطقة آمنة على طول الحدود الجنوبية لتركيا وطرد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية من هناك. ونفذت الدولتان أول دورية برية مشتركة في المنطقة الأحد الماضي.

وتريد تركيا، التي تصنف وحدات حماية الشعب الكردية منظمة إرهابية، أن يتسع نطاق العمليات بسرعة إلى مسافة 32 كم بعيدا عن حدودها وبالتالي إقامة منطقة تسيطر عليها قواتها. وقال جاويش أوغلو إن بلاده تريد العمل مع الولايات المتحدة لكن صبرها ينفد.

وأضاف للصحفيين «نعم هناك بعض الدوريات المشتركة، لكن فيما عدا ذلك فإن الخطوات التي اتُخذت أو التي قيل إنها اتُخذت ليست سوى خطوات شكلية».

وتابع في أنقرة «نحن نرى أن الولايات المتحدة تدخل مرحلة تعطيل وتحاول حمل تركيا على الاعتياد على عملية التعطيل هذه». وقال الوزير كذلك إن نهج الولايات المتحدة حتى الآن يخدم وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا أكثر مما يخدم تركيا.

وكانت الوحدات الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في قتال تنظيم داعش في سوريا، وأثار الدعم الأمريكي لمقاتليها غضب تركيا وتسبب في توتر العلاقات بين البلدين.

وقال أردوغان إن تركيا ترغب في إعادة مليون من بين 3.6 مليون لاجئ سوري تستضيفهم بلاده إلى المنطقة الآمنة المزمعة في شمال سوريا. وحذر من أن أنقرة سوف «تفتح البوابات» إلى أوروبا إذا لم تحصل على دعم دولي.

وقال خلال غداء مع وزير التجارة الأمريكي ويلبور روس أمس إن تركيا لا يمكنها تحمل موجة هجرة جديدة من سوريا.

وأضاف «ننتظر من الولايات المتحدة أن تساندنا في حربنا على الإرهاب وجهود إقامة مناطق آمنة يمكن أن يعود اللاجئون لها».

وأشار إلى أن أنقرة «تقدر بشدة» تعاونها مع واشنطن في سوريا.

وقال «إرسال 50 ألف شاحنة من المعدات والذخيرة حتى الآن إلى الإرهابيين يزعجنا. ضد من ستستخدم هذه (الأسلحة)؟ ضد تركيا. لا يمكننا قبول ذلك كشريك استراتيجي».

من جانب آخر نفت وزارة الدفاع الروسية في بيان أمس صحة تقرير لوكالة «رويترز» يزعم قيام القوات الجوية الروسية بشن غارات على منطقة خفض التصعيد بإدلب.

ووصفت وزارة الدفاع ما نشرته «رويترز» حول هذا الموضوع بـ«المزيف»، وأكدت أن القوات الجوية الروسية والسورية لم تنفذ أي غارات منذ بدء نظام وقف إطلاق النار في إدلب يوم 31 أغسطس الماضي.

وقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) نهاية الشهر الماضي، شن التحالف الدولي غارات على مواقع تنظيمات مرتبطة بالقاعدة في شمال إدلب أسفرت عن وقوع عشرات القتلى بينهم قياديون.

وأكد «البنتاجون» في بيان أن العملية «استهدفت قادة تنظيم القاعدة في سوريا، المسؤولين عن هجمات تهدد المواطنين الأمريكيين وشركاءنا والمدنيين الأبرياء».

وانتقدت روسيا الضربة الجوية التي نفذها الجيش الأمريكي في منطقة وقف التصعيد في إدلب دون إبلاغ الجانبين الروسي والتركي بها، وقالت إنها عرضت نظام وقف إطلاق النار هناك للخطر.

وقد أفاد المرصد السوري «المعارض» ومتحدث باسم جماعة من مقاتلي المعارضة لرويترز إن ضربات جوية أصابت جزءا من شمال غرب سوريا للمرة الأولى منذ الإعلان عن وقف لإطلاق النار في المنطقة قبل عشرة أيام.

وذكر المرصد، ومقره بريطانيا، أن طائرات نفذت غارتين على منطقة جبل الأكراد الاستراتيجية قرب ساحل اللاذقية بغرب سوريا عند مثلث اللاذقية - إدلب - حماة، دون معلومات عن خسائر بشرية، في حين قصفت القوات الحكومية بعد منتصف الليلة قبل الماضية وصباح أمس أماكن المسلحين في كل من كفرنبل وكفرسجنة والتح ودير شرقي ودير غربي ومعرشمارين والشيخ مصطفى وحيش بريف إدلب، كما طال القصف محور كبانة في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي.

وقال محمد رشيد وهو مسؤول عن جماعة جيش النصر المعارضة إن الغارتين اللتين قال إن طائرات روسية نفذتهما يمثلان سابقة منذ بدء وقف إطلاق النار.

وفي سياق آخر أعلن ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية، أن إتمام تشكيل اللجنة الدستورية السورية يجب أن يكون في سبتمبر الحالي.

وقال بوغدانوف للصحفيين: «ننطلق من أن تشكيل اللجنة الدستورية يجب أن ينجز هذا الشهر، ويجب تحديد موعد إطلاق عملها».

وأشار نائب الوزير إلى أن موسكو أجرت اتصالين هاتفيين مع وزيري الخارجية السعودي والتركي، وكانت هذه المسألة من بين المواضيع التي تم بحثها.

إلى ذلك أكد الرئيس بشار الأسد خلال لقائه وفدا من المشاركين في الملتقى النقابي العمالي الدولي الثالث للتضامن مع عمال وشعب سوريا المنعقد في دمشق عن الخلل الكبير في التوازن الموجود في العالم لأن القوى المنتجة وعلى الرغم من أنها هي الشريحة الأكبر إلا أنها ليست شريكة في صنع القرار أو حتى في الأرباح وذلك كله بفعل القوى المالية الكبرى التي تريد أن تتحكم بالعالم لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب شريحة العمال التي تعبر عن المصالح الحقيقية للشعوب.

وأشار الرئيس الأسد إلى الدور الكبير الذي لعبه عمال سوريا عبر تاريخها والذي تكرس بشكل جلي في الدفاع عن سوريا في مواجهة التنظيمات الإرهابية إن كان عبر مواصلتهم عملهم بالرغم من المخاطر أو في الذود عن أماكن عملهم وقراهم ومدنهم مؤكداً أن الرؤية السورية تنطلق دائماً من أن دور العامل هو جزء مهم في المجتمع وهو أساسي للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وأن بناء الوطن ينطلق من مشاركة جميع الشرائح في المجتمع والعمال هم الشريحة الأوسع.

إنسانيا: أدخلت منظمة الهلال الأحمر السوري بالتعاون مع الأمم المتحدة قافلة مساعدات إنسانية إلى مخيم الركبان بمنطقة التنف على الحدود السورية الأردنية حيث تنتشر قوات احتلال أمريكية ومجموعات تابعة لها تعرقل عملية إنهاء المأساة الإنسانية في المخيم.

وذكرت منظمة الهلال الأحمر السوري في بيان لها، أن القافلة تتكون من 22 شاحنة محملة بالمواد الإغاثية الغذائية تضم 3100 سلة غذائية ومثلها أكياس طحين 50 كلج وكميات من بسكويت تمر عالي الطاقة وزبدة فستق وقائية.

وأشارت المنظمة في بيانها إلى أنه من المتوقع «أن تستمر الاستجابة 7 أيام سيتمكن 187 متطوعاً في الهلال الأحمر و 22 موظفاً من الأمم المتحدة خلالها من توزيع هذه المساعدات على آلاف العائلات الموجودة في المخيم لتأتي هذه الخطوة تمهيداً لتسهيل خروج العائلات الراغبة بمغادرة المخيم إلى مراكز الإقامة المؤقتة».