1301466
1301466
المنوعات

رواية الشعور بالسعادة.. المال والشهرة والأخلاق

27 أغسطس 2019
27 أغسطس 2019

بروكسل «العمانية»: تُعدّ رواية «الشعور بالسعادة» لمؤلفها البلجيكي «توماس غانزيغ» من الأعمال التي ينتظرها القراء بشغف في هذا الموسم الأدبي في بلجيكا. ويعالج هذا الإصدار الحياة اليومية الصعبة لأم وحيدة ولكاتب لم يحقق الكثير من النجاح.

ويتعلق الشق الأول من الرواية بسيدة تدعى «آليس» في الثامنة والأربعين من العمر، عملت بائعة أحذية طيلة ثلاثين سنة، ثم فقدت وظيفتها، لكنها سجلت اسمها في نظام الباحثين عن عمل وقبلت كل شيء من أجل الحفاظ على حقوقها، فعملت في تنظيف المساحات في أوقات متفاوتة، وأمينة صندوق، ومراقبة. وفي نهاية المطاف، تم الاستغناء عن خدمات «آليس» بسبب التقدم في السن وبطء الأداء، واستُبدلت بها فتيات أكثر حيوية. غير أن الهاجس الرئيسي لها يكمن في إطعام ابنها ذي السنوات السبع، فهي تريد أن تقدم له كل يوم شيئاً من الفواكه والخضار... لكن ما العمل؟ هل تلجأ إلى السرقة؟

أما الشق الثاني من الكتاب، فيتحدث عن المؤلف «توم» الذي ينشر رواياته منذ ثلاثين سنة عند دار النشر نفسها. ثم أدرك الرجل، وهو يقترب من سن الخمسين، أن حقوق المؤلف الخاصة برواياته لا تمكّنه دائماً من العيش بشكل مرْضٍ.

ويشارك «توم» في جميع معارض الكتب، لكنه لا يحصل على أي جائزة ولا يحقق رقم مبيعات معتبراً. وهكذا فإن الخلاصة واضحة بالنسبة له؛ إنه كاتب غير ناجح. ويقول «توماس غانزيغ» إنه أراد من خلال إصداره هذا، معالجة موضوعين يتمثل أولهما في القلق الذي ينجم عن قلّة المال والعجز عن الاستمرار في العيش ولو بشكل متواضع، وما يمكن أن نكون مجبرين على القيام به إذا احتجنا للمال للغذاء ولتربية الأطفال.

ويضيف أنه كان بحاجة إلى تقديم وصف لموظفة عادية غير غنية ولا فقيرة ولم تعد في مرحلة الشباب وتواجه مشاكل كبيرة عندما تفقد وظيفتها. كما سعى، في الجزء الثاني، إلى تقديم وصف آخر لشخص يشبهه بعض الشيء، أي أنه كاتب مثله. وأراد تناول مؤلّف ليس مشهوراً ولا مجهولاً، يبيع القليل من الكتب بحيث لا يمكّنه ريعها من العيش برخاء. مؤلف يقوم، شأنه شأن آلاف الكتّاب في جميع أنحاء العالم، بالتردد على جميع المكتبات وجميع معارض الكتاب في المنطقة وقبول جميع الدعوات، لكنه، في سنّ معينة، يكتشف أنه لم يحقق أي نجاح ويبدأ التساؤل ليس فقط عن المال وإنما أيضاً عن مسألة الموهبة.