1300846
1300846
صحافة

الصحافة البريطانية في أسبوع

26 أغسطس 2019
26 أغسطس 2019

لندن - عمان - اقلاديوس إبراهيم:

في أول زيارة خارجية منذ توليه السلطة قبل نحو شهر التقى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالمستشارة الألمانية ميركل والرئيس الفرنسي ماكرون، وكانت زيارة القيت فيها المسؤولية على جونسون لإيجاد مخرج للمشكلة الإيرلندية خلال 30 يوما وقبل هو التحدي وبدأ يعمل عليه، ما اعتبر انتصارا له في وجه المتآمرين عليه من داخل حزبه ومن أحزاب المعارضة الأخرى.

وفي الوقت نفسه تعمل بريطانيا على ترتيب مرحلة ما بعد البريكست، حيث التقى جونسون بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة السبعة في منتجع بياريتس الساحلي الفرنسي، وتباحثا في موضوع الاتفاق التجاري الكبير بين بريطانيا والولايات المتحدة الذي سيتم التوصل إليه قريبا ويؤدي الى انجاح البريكست وانتعاش الاقتصاد البريطاني.

وستبدأ بريطانيا بعد يوم 31 اكتوبر بالحد من حرية حركة الأوروبيين، وقد لاحظت دوائر الهجرة في بريطانيا أن أعداد المهاجرين الى بريطانيا من دول الاتحاد الأوروبي انخفض بشكل ملحوظ في العام الماضي عما كان عليه قبل استفتاء يونيو 2016 حتى وصل الى أدنى مستوى له منذ العام 2013. وتقول «التايمز» إن مصلحة الهجرة الوطنية تعترف بانهم فقدوا ربع مليون مهاجر.

وفي الشأن الملكي هاجمت الصحف الأمير هاري وزوجته ميغان ووصفتهما بالنفاق لادعائهما الاهتمام بالبيئة فيما يسافران في طائرات خاصة ينبعث منها المزيد من الغاز، علاوة على التكلفة العالية، فيما استخدم شقيقه ويليام واسرته طائرة تجارية لزيارة جدته الملكة في بالمورال، وبذلك لقن ويليام شقيقه هاري درسا في المبادئ، فيما تم نُصح هاري بالاختيار ما بين الطريق الملكي او طريق المشاهير.

والى خبر ملكي آخر لافت للنظر يتعلق بحقيبة سرية ترافق الملكة والأميران تشارلز وابنه ويليام في سفرياتهم للخارج. هذه الحقيبة السرية تحتوي على اكياس دم خاصة بهم تستخدم عند الطوارئ. كما يصاحب الملكة طبيب لمراعاتها طبيا. وتحمل ايضا معها ملابس سوداء اذا ما اضطرت للعودة بسبب حالة وفاة. وتحمل في حقيبة اليد كاميرا تستخدمها في التصوير للصغار وبعض الرسميين.

جونسون من برلين إلى فرنسا والكرة الآن في ملعبه

منذ تولي بوريس جونسون رئاسة الوزراء الشهر الماضي، تزايدت احتمالات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «من دون اتفاق» في الموعد المقرر في 31 أكتوبر، وهو ما يرى خبراء اقتصاد انه سيلحق أضرارا جسيمة بكل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي.

وفي أول زيارة خارجية له اجتمع جونسون مع المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل بعد أن كان قد طلب من الاتحاد الأوروبي التخلي عن الاتفاق الحالي للتعاملات الحدودية بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا لتجنب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق.

وخلال اللقاء الذي جمع بين ميركل وجونسون أشارت ميركل إلى أنه يمكن التوصل إلى حل بديل للحدود بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا، وهي واحدة أهم النقاط العالقة أمام التوصل لاتفاق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، «خلال 30 يوما». وحول هذا اللقاء علقت صحيفة «ديلي تلجراف» على المؤتمر الصحفي الذي عقد في برلين بين جونسون وميركل والذي أكدت فيه ميركل أن الأمر يرجع الى بريطانيا في التوصل الى خطة بديلة قابلة للتنفيذ، بينما رحب جونسون بفترة الثلاثين يوما التي أشارت إليها ميركل معتبرا المسؤولية الآن تقع على عاتق المملكة المتحدة لإيجاد حل لقضية الحدود الإيرلندية، وقال انه «اكثر من سعيد» بالجدول الزمني.

كما أشار جونسون إلى أنه يعتقد أن هناك أيضا «مجالا متسعا» للتوصل لاتفاق جديد، وهو ما اعتبر انتصارا لرئيس الوزراء البريطاني جونسون، وان ذلك سيساعده على درء متمردي حزب المحافظين إذا ما دعا جيرمي كوربين الى تصويت بحجب الثقة عن جونسون. وترى صحيفة «ديلي اكسبريس» أن اقتراح المستشارة الألمانية ميركل هو «تنازل كبير» و«عرض سخي غير متوقع للمساعدة»، وهو ما يشير إلى أن الموعد النهائي قد يعني في النهاية إيجاد حل «لفوضى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي».

وتقول صحيفة «الجارديان» أن ميركل وضعت الآن «مسؤولية انهيار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بقوة عند باب رئيس الوزراء»، وتضيف إن «غصن الزيتون المؤقت» كان يقع على خلفية من «التشاؤم» في فرنسا، مع تحذير المسؤولين من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون صفقة هو الآن النتيجة الأكثر ترجيحًا. وكانت صحيفة ديلي ميل» الأكثر تفاؤلاً، حسبما ورد في تقرير لها بعنوان: «هل يمكننا أن نفعل ذلك؟ جا، يمكننا!»، (جا اختصار جونسون)، كما وصفت التطورات بأنها «دعم لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي» بالنسبة لجونسون، الذي تقول إنه «قبل على الفور» تحدي ميركل.

وفي اليوم الثاني من جولته الخارجية الأولى منذ توليه السلطة التقى بوريس جونسون بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وتأتي هذه الزيارة بعد لقائه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين، حيث يسعى إلى الضغط باتجاه التخلي عما يُطلق عليه «شبكة أمان Backstop» في اتفاق الخروج الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي، حين أكد الجانبان أنهما ملتزمان بخروج بريطانيا من الاتحاد باتفاق.

وبحسب صحيفة «الجارديان» قال الرئيس ماكرون، أن «مستقبل بريطانيا لا يمكن أن يكون إلاّ في أوروبا». وكشف عن ثقته في إمكانية التوصل إلى حل خلال 30 يوماً لتأمين خروج بريطانيا، مشيرا الى التركيز على الاستقرار في أيرلندا وسلامة السوق الأوروبية الموحدة. وخلال زيارته لباريس تعرض جونسون لانتقادات شديدة، بعد ظهوره في صورة ملفتة للنظر، وهو يضع قدمه على طاولة القهوة في قصر الاليزيه الرئاسي خلال لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي شاهد الموقف وابتسم فيما كان جونسون يمازح الصحفيين.

صحيفة «ديلي تلجراف» وضعت هذه الصورة على صدر صفحتها الأولى، وعلقت بالقول ان جونسون وماكرون تمازحا بأن الطاولات كانت صغيرة للغاية لدرجة أنها يمكن أن تخدم مساند القدمين بنفس القدر. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» ان المحللون اعتبروا تصرف جونسون بوضع قدمه على الطاولة بأنه يشير إلى عدم احترامه للفرنسيين، في الوقت الذي وصف فيه مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تصرف جونسون بأنه «محرج» ويكشف عن الغرور. وبينما تخوّف محللون من مخاطر أن تصبح العلاقات بين ماكرون وجونسون عاصفة علنا، غير أنّهما ظهرا مبتسمين بعد نحو ساعتين من المحادثات، حيث تصرف جونسون برحابة صدر، وكشف ماكرون عن الأجواء الودية التي جرت فيها المباحثات بينهما بشأن البريكست.

وترى صحيفة «مترو» من خلال عنوانها الرئيسي الذي كتبته باللغة الفرنسية وترجمته: «هذا ممكن»، ان الآمال بتحقيق بريكست قد ارتفعت بتصريح ماكرون انه «واثق للغاية» من أن الطريق المسدود فوق الحدود الأيرلندية يمكن كسره في غضون 30 يومًا. وقالت صحيفة «ديلي اكسبريس» إن جونسون يمكن أن» يشعر بالفخر بعد الفوز على المتشدد ماكرون»، الذي صرح بانه يمكن تعديل اتفاقية الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

وقال جونسون عقب وضع ميركل وماكرون الكرة في ملعبه، إن لندن لن تضع نقاطا حدودية تحت أي ظرف بين إيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي وإيرلندا الشمالية التابعة لبريطانيا، مضيفا انه يفهم رغبة الاتحاد الأوروبي بالحفاظ على سوق موحدة، لكنه يعتقد أن ذلك يجب أن يتوافق مع صفقة للخروج من الاتحاد من شأنها الحفاظ على سلامة المملكة المتحدة. وبدوره، قال ماكرون إنه ليس هناك وقت كاف لإعادة التفاوض على اتفاق جديد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.