1298394
1298394
عمان اليوم

سور الصين العظيم يحتضن 17 مسؤولا إعلاميا عربياً بينهم 3 عمانيين لمدة 21 يوما

24 أغسطس 2019
24 أغسطس 2019

مناقشة آليات وطرق تبادل الخبرات والبرامج الإعلامية بين الأجهزة الصينية والعربية -

انطلقت الخميس الماضي أعمال الدورة التدريبية للمسؤولين الإعلاميين والصحفيين العرب لعام 2019 التي تستضيفها العاصمة الصينية «بكين» خلال الفترة من الثاني والعشرين من شهر أغسطس الجاري وحتى الحادي عشر من شهر ديسمبر المقبل لعدد من المسؤولين العرب في قطاع الصحافة والتلفزيون والإذاعة والأجهزة الإعلامية المرتبطة بها، بينهم ثلاثة من الصحفيين العمانيين يمثلون جريديتي$ والـ Observer ووزارة الخدمة المدنية.

وقد شهدت الدورة في بدايتها مراسم حفل افتتاح رسمي حضره عدد من المسؤولين الإعلاميين الصينيين والمنظمين للدورة من وزارة التجارة الصينية ومركز التدريب والتعليم التابع للمصلحة الصينية للنشر والتوزيع باللغات الأجنبية بمبنى يولان بفندق اليشم الأرجواني ببكين، وقد أشار ليو داوي مدير المجموعة الصينية للنشر الدولي إلى أن هذه الدورة تستهدف المسؤولين الإعلاميين والصحفيين العرب بغية التعرف على آليات وطرق تبادل الخبرات والبرامج الإعلامية بين الأجهزة الصينية والوحدات الصحفية التي يمثلها المشاركون، مؤكدا على أن هذه الدورة تعد ضمن الدورات التدريبية المقامة بوزارة التجارة لجمهورية الصين الشعبية لمسؤولي الدول النامية، وهي تمثل مشروعا تدريبيا ساعيا لمساعدة الدول الأجنبية بمبادرة من قيادة الدولة للصين بنشاط وحيوية.

وقال «لي» إن الدورة تسعى إلى تعزيز الصداقة التقليدية والتعاون في المجالات الأخرى بين الصين والدول العربية، وتحفيز تطوير الموارد البشرية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول المشاركة ويمثلها 17 مسؤولا إعلاميا وصحفيا عربيا، وذلك عن طريق تبادل الآراء والتدارس.

من جهته أوضح «هان ليكيانج» نائب مدير مركز التدريب التابع للمجموعة الصينية للنشر الدولي «أن الدورة تضم فعاليات متنوعة بين المحاضرات المتخصصة لموضوعات معينة ومحادثات مباشرة بين المشاركين وزيارات ميدانية تفقدية، وأشار «هان» إلى أنه تم تعيين مجموعة من الخبراء والأكاديميين للتعريف بمسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الصينية والسياسات الموجهة إليها والإجراءات المتخذة لها وخاصة الإنجازات المحققة والتجارب والدروس المتحصل عليها بعد بدء تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح والمعلومات المتعلقة بشكل وثيق بالموضوعات الرئيسية لمفردات الدورة، إضافة إلى تنظيم زيارات تفقدية إلى بعض المقاطعات الصينية والقطاعات والمؤسسات المعنية فيها، والتعرف على الصين الحقيقية النامية.

زيارات تفقدية

وقال «إلى جانب ذلك ستتاح لنا فرصة الاستماع لتعريف المسؤولين والخبراء المعنيين المحليين في مكان إقامة الدورات التدريبية والمقاطعات التي ستجري الزيارات التفقدية فيها بأحوال التنمية الإعلامية والبناء الاقتصادي وإيرادات التعاون في المجالات المعنية وفرصة توسيع التعاون التخصصي وطرقه من خلال المحادثات والتدارس المشترك وجها لوجه».

وعلى صعيد متصل، تطرق «ماو ويغونغ» نائب رئيس التحرير السابق لإذاعة الصين الدولية إلى وضع تطوير وسائل الإعلام الصينية والتعاون الإعلامي الصيني، وأشار إلى جهود تبذلها جمهورية الصين الشعبية لتطوير آليات التعاون مع الدول العربية قاطبة، ومن بين تلك الجهود التبادل في البرامج والرسائل الإعلامية المشتركة والتدريب الطلابي والمهني بين الإعلاميين والصحفيين الصينيين والعرب، وإيفاد بعضا من الممتهنين من الصحفيين الصينيين إلى الدول العربية والعكس بما يعزز روح التعاون القائم بين الجمهورية وتلك الدول.

مؤشرات صينية

وأكد أن جمهورية الصين الشعبية تضم في آخر إحصائية لها 1884 صحيفة منها 215 صحيفة تتوزع على مستوى الدولة، 766 صحيفة على مستوى المقاطعات الصينية، و884 صحيفة على مستوى المدن، وتتم طباعة أكثر من 36 مليار نسخة يوميا، وقال «تبلغ عدد المنشورات في الصين 10130 منشورا، وتبلع الكمية المطبوعة من تلك المنشورات 2.4 مليار نسخة بين المنشورات العلمية والمتخصصة والعامة.

وعلى مستوى البث الإذاعي والتلفزيوني قال «ماو ويغونغ»: إن عدد تلك المؤسسات وصل حتى نهاية شهر ديسمبر 2018 إلى 2647 مؤسسة سمعية ومرئية بينها 134 مؤسسة إذاعية و144 مؤسسة تلفزيونية.

وعلق «ماو» على بعض التحديات التي تعترض وسائل الإعلام التقليدية، حيث أشار إلى أن تلك المؤسسات شهدت خلال الفترة الماضية دمجا بين المؤسسات نتيجة ظهور الإعلام البديل، كما أن مؤسسات الإعلام التقليدي من الصعب تلبية احتياجات الجمهور في الوقت الحالي، وانحسار أو تقلص جمهور الإعلام القديم.

وأضاف «ماو» أن عدد المستخدمين للإنترنت في الصين يبلغ 800 مليون مستخدم، وهم يشكلون 60% من النسبة الإجمالي لسكان الصين الذي وصل إلى 1.3 مليار نسمة.

سفارات البلدان

من جانبه قال «لي يان» المشرف على الدورة التدريبية: «إن المتدربين تم اختيارهم عن طريق سفارات البلدان التي يمثلونها بالتنسيق مع وحداتهم ومؤسساتهم، وأن هذه الدورة تقام بشكل سنوي وفق مجموعات متنوعة بغية تحقيق الهدف والمبدأ وهي التعرف على الخبرات والبرامج المشتركة، وتوسيع أطر التعاون بين الجمهورية الصينية والدول العربية، وتغيير نمط وأسلوب الرسالة الإعلامية التقليدية التي تعتمد على أسلوب التلقين دون مشاركة مستقبل الرسالة».

مشيرا إلى أن مركز التدريب التابع للمجموعة الصينية للنشر الدولي قد أعد برنامجا حافلا يستمر بشكل يومي خلال فترة انعقاد الدورة على مدار21 يوما، وتتخلله زيارات تفقدية وميدانية لعدد من المؤسسات الإعلامية والصحفية الصينية، ليتعرف المشاركون خلالها على تجربة الإعلام الصيني، ونقل الخبرات فيما بينهم، وكذلك الاطلاع على عدد من المقاطعات والمدن الصينية والوقوف على بعض القوميات والقرى المنتشرة بجمهورية الصين الشعبية.

من جهته قال «لي يوانكينج» خبير الشؤون الدولية في قناة العربية و CCTV الصينية أن وسائل الإعلام الصينية تسعى جاهدة إلى تطوير وتعزيز سبل التعاون مع الدول العربية فيما يتعلق بالترويح الإعلامي للصناعة والحضارة الصينية، وإبراز مفردات الثقافة الصينية لكافة الدول العربية، والتعريف بمختلف المنتجات والصادرات الاقتصادية والثقافية والطاقة والمالية.

النقاط المشتركة

واستطرد «يوانكينج» في حديثه لـ «$» إلى نشأة الصحافة الصينية والتي بدأت قبل وقت مبكر منذ تأسيس الجمهورية الصينية، وتطرق إلى مجموعة من النقاط المشتركة بين الجمهورية والدول العربية والتي تساهم بشكل كبير في تعزيز التعاون بين تلك الدول، وتسويق المنتجات والخبرات لاسيما في المجالات الإعلامية، وأكد أن الدبلوماسية الصينية طرحت في الأمم المتحدة خمسة مبادئ للتعايش السلمي بين الدول دون المساس بسيادة كل دولة، وتمت الموافقة عليها من قبل المنظمات والهيئات الدولية والدول الأعضاء.

وشدد «لي يوانكينج» على أهمية رفع راية السلام بين الدول، وفرض الاحترام المتبادل بينها، واحترام حقوق الجيران وعدم التعدي على الغير، ورفع مستوى التعاون بين كافة الأطراف بما يحقق السلم والأمن العالميين، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال صدق الرسالة الإعلامية الصادقة والدقيقة، وتغذية الجماهير بالجوانب الإيجابية وحمايتها من أي اعتداء أو كراهية للغير.

السياسة الخارجية

وتطرق «لي يوان تشينغ» -المعلق الخاص للقناة العربية لشبكة التلفزيون الصيني الدولية- إلى السياسة التي تتبعها وزارة الخارجية الصينية وأطر التعاون المتاحة بين جمهورية الصين الشعبية والدول العربية، كما بحث «لي» آليات التطوير والابتكار الوسائل الإعلام الصينية باللغة العربية الرئيسية.

وقال «تشانغ هونغ» أستاذ اللغة العربية في كلية اللغة العربية بجامعة بكين للدراسات الأجنبية: إن مبادرة الحزام والطريق أطلقتها الجمهورية الصينية لتعزيز التعاون والتبادل التجاري والاستثماري بين الدول، وإيجاد مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية، ويخدم المنطقة الآسيوية بشكل خاصة ودول العالم الأخرى بشكل عام، وتطرق إلى سياسات الصين وتجاربها في الحد من الفقر.

أما «تسو لان فانغ» الأستاذة بجامعة الاقتصاد والتجارة الدولية الصينية فتطرقت إلى الأحوال الأساسية للجمهورية، ومن المرجح أن تتناول الدورة خلال الأيام المقبلة مجموعة من الندوات والبرامج المتعلقة بآليات تبادل الأعمال ومسار تطوير تكامل الوسائط لوسائل الإعلام التقليدية تستعرضها مجلة الصين اليوم، وتتناول شركة كده نيوز آليات التدريس في الموقع الإلكتروني، وتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الصين وتطبيقه في مجال الإعلام.