1297750
1297750
العرب والعالم

اللاجئون الروهينجا في بنجلاديش يرفضون العودة إلى ميانمار

22 أغسطس 2019
22 أغسطس 2019

طالبوا بمزيد من الضمانات بشأن أمنهم -

تكناف (بنجلاديش) - (أ ف ب): تعثرت عملية إعادة لاجئين روهينجا إلى ميانمار امس بامتناعهم عن الحضور ليستقلوا خمس حافلات وعشر شاحنات وفرتها بنجلادش لنقلهم لبلادهم، مطالبين بمزيد من الضمانات بشأن أمنهم.

ويرفض أعضاء هذه الأقلية المسلمة التي فرّ 740 ألفا من أفرادها من منازلهم في ولاية راخين في ميانمار بسبب حملة قمع عسكرية في 2017 شبهتها الأمم المتحدة، بالتطهير العرقيّ، العودة من دون وجود ضمانات لأمنهم ووعد بأنهم سيحصلون على الأقل على الجنسية البورمية.

وقال أحد قادة اللاجئين الروهينجا يدعى نوسيما في بيان إنّ «حكومة ميانمار اغتصبتنا وقتلتنا، لذلك نحتاج للأمن. من دون الأمن لن نعود أبدا» إلى ميانمار.

وقال محمد إسلام الّذي يقيم في مخيم «كامب26» للاجئين أحد المواقع العديدة التي تستضيف لاجئين روهينجا في جنوب شرق بنجلاديش التي استقبلت نحو مليون لاجئ «نريد ضمانا حقيقيا للجنسية ووعدا بإعادتنا إلى أراضينا الأصلية»، وأضاف «لذلك ينبغي أن نتحدث مع حكومة ميانمار بشأن هذا قبل العودة».

ووصلت الحافلات المجهزة لنقل المجموعة الأولى التي تتألف من 3500 لاجئ عند الساعة التاسعة (03:00 ت ج) إلى مخيم تكناف.

لكن بعد مرور ست ساعات لم يحضر أي من اللاجئين، لتعود الحافلات أدراجها خاوية، وقال مسؤولون إنها ستعود مجدّدا اليوم الجمعة.

وأبلغ مفوض اللاجئين في بنجلاديش محمد أبو الكلام الصحفيين «أجرينا مقابلات مع 295 أسرة لم تبد أي منها اهتماما بالعودة»، وأوضح أنه وفريقه سيستمرون في إجراء مقابلات مع الأسر اللاجئة.

وترفض ميانمار ذات الغالبية البوذية منح مسلمي الروهينجا الجنسية أو الحقوق الأساسية، وتشير إليهم باسم البنغال في إشارة إلى أنهم مهاجرون غير شرعيين من بنجلاديش.

ويقول محققو الأمم المتحدة إن العنف يستدعي محاكمة كبار الجنرالات بتهمة «الإبادة الجماعية». وبدأت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا أوليا في الموضوع.

ولطخت الحملة العسكرية ضد الروهينجا سمعة زعيمة المعارضة والسجينة السياسية السابقة أونج سان سو تشي التي باتت أعلى مسؤولة مدنية في ميانمار والتزمت الصمت حيال الانتهاكات المرتكبة ضد الروهينجا.

وكانت محاولة سابقة لإدراج 2260 من الروهينجا في قائمة لإعادتهم الى بلادهم، باءت بالفشل في نوفمبر 2018، بعد أن رفض الأشخاص الذين سمح لهم بالعودة إلى بلادهم مغادرة المخيمات من دون ضمانات أمنية.

وتأتي هذه المحاولة الجديدة في أعقاب زيارة قام بها مسؤولون ميانماريون كبار الشهر الماضي إلى المخيمات، تحت رعاية وزير خارجية ميانمار الدائم مينت ثو.

وقدمت وزارة خارجية بنجلاديش قائمة تضم أسماء 22 ألف لاجئ إلى بورما للتأكد منها، وردت نايبيداو بالموافقة على «عودة» 3450 لاجئا منهم فقط. ويخشى اللاجئون من إرسالهم لمخيمات للنازحين داخليا إذا عادوا إلى ميانمار.

وصرح وزير خارجية بنجلاديش ابو الكلام عبد المؤمن لمحطة تلفزيون في دكا أن عدم حضور اللاجئين للعودة لميانمار «محبط للغاية»، وقال إنّ «الروهينجا يريدون تحقيق كافة مطالبهم عبر أخذنا (بنجلاديش) رهائن. لكنني لا أعلم كم من الوقت يمكن أن نقبل بذلك».

وحضر دبلوماسيون من ميانمار والصين امس في مخيمات اللاجئين الروهينجا لمباشرة عملية إعادة اللاجئين.

والصين حليف رئيسي لميانمار. وقالت رئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة واجد في يوليو الماضي إنّ الصين «ستفعل كل ما هو مطلوب» للمساعدة في حلّ أزمة الروهينجا.

وفي نيويورك، أكّد المتحدّث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك خلال مؤتمره الصحفي اليومي أنّ «الطابع الطوعي للعودة هو في الحقيقة حجر الأساس لموقفنا». وشدّد على أنّ «أي عودة يجب أن تكون طوعية ومستدامة وآمنة وكريمة».

وأمس، ذكرت منظمة «هيومن رايتس وتش» أنّ «ميانمار لم تعالج الاضطهاد والعنف المنهجي ضد الروهينجا، لذلك فإنّ اللاجئين لديهم كل الأسباب للخوف على سلامتهم إذا عادوا».

ويصادف الأحد المقبل الذكرى السنوية الثانية للعملية التي شنّها جيش ميانمار وميليشيات بوذية موالية له ضدّ الروهينجا والتي أجبرت قرابة 740 ألفا من أبناء هذه الأقلية المسلمة على الفرار إلى بنجلاديش المجاورة.