1296833
1296833
المنوعات

«تل العمارنة» الأثرية في مصر... رمز لـ «العقائد الثورية» و«التراتيل الخيالية»

21 أغسطس 2019
21 أغسطس 2019

الأقصر- «د.ب.أ»: تعتبر مدينة تل العمارنة الأثرية، الواقعة على الضفة الشرقية من نهر النيل في محافظة المنيا بصعيد مصر، رمزا لـ «العقائد الثورية»، و«التراتيل الخيالية»، كما أطلق المؤرخون وعلماء المصريات على تل العمارنة أيضا صفات «مدينة الأسرار الدينية الغامضة» و«تعويذة شرقية».

واكتسبت تلك المدينة شهرتها من معالم وشواهد أثرية، وكنوز فنية بقيت من عصر الملك اخناتون، وكانت تل العمارنة مقرا لإقامة الملكة نفرتيتي، التي كانت تلقب بسيدة السعادة، والفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون.

ويقول الباحث في علوم المصريات، فرنسيس أمين، لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن مدينة تل العمارنة، كانت رمزا لـ «العقائد الثورية»، و «التراتيل الخيالية» إذ كان فيها مذهب آتون، الذي آمن به الملك اخناتون.

وحسب أمين، كان للمدينة أيضا، فنونها التي اتسمت بالمناظر المبهجة للحياة، وتجلت مظاهر ذلك الفن في تلك النقوش والرسوم على جدران المقابر والمعابد والتي تصور الحياة اليومية وجموع الشعب.

وتأسست مدينة تل العمارنة سنة 1370 قبل الميلاد، على يد الملك امنحتب الرابع المعروف باسم اخناتون، والذي اتخذ من تل العمارنة مقرا لحكمه ومدينة لعبادة آلهه «آتون»، في ثورة دينية لم يسبق لها مثيل، وذلك بعد أن أنكر عبادة آمون في مدينة طيبة القديمة والمعروفة حاليا باسم الأقصر، لكن أغلب معابد المدينة دمرت بعد أن عادت عبادة آمون مجددا لمصر القديمة.

وعثر علماء وأثريون بريطانيون وألمان في تل العمارنة على كنوز ومقابر وبقايا لقصور ومعابد، ويوجد في المدينة اليوم الكثير من المواقع التي تتواصل فيها أعمال الحفر والتنقيب عن آثار تلك المدينة المتفردة.

ويقول فرنسيس أمين إن تل العمارنة لم تَبُح بكل أسرارها، وصارت من المناطق الواعدة في مجال الاكتشافات الأثرية، والتي كان آخرها في شهر أكتوبر الماضي، حيث توصلت البعثة التابعة للمعهد الفرنسي للآثار الشرقية ولجامعة ليفربول الإنجليزية إلى طريقة نقل المصري القديم للكتل الحجرية من محاجر مرمر بموقع حتنوب شرق تل العمارنة.

ومن أهم الاكتشافات الأثرية التي شهدتها منطقة تل العمارنة عبر تاريخها، هو العثور على تمثال الملكة نفرتيتى، الموجود حاليا في متحف برلين، والذي خرج من مصر عام.1913

ويقول وزير الآثار المصري الأسبق، وعالم المصريات المعروف الدكتور ممدوح الدماطي لـ (د.ب.أ)، إن ذلك التمثال هو أحد أشهر قطع فن النحت المصري القديم، وهو تمثال نصفي من الحجر الجيري الملون.

وبحسب الدماطي، فقد عثر على التمثال بمنطقة تل العمارنة في شهر ديسمبر عام 1912، على يد عالم الآثار الألماني لودفيج بورشارت، وذلك في ورشة فنان مصري قديم يدعى «تحتمس» نحات الملك اخناتون.