Humaid
Humaid
أعمدة

توعويات :صرخة للمختصين بسلامة البحار وشواطئها

21 أغسطس 2019
21 أغسطس 2019

د.حميد بن فاضل الشبلي -

قبل شهرين كنت متواجدا خارج البلاد، حينها تواصل معي أحد الإخوة عبر الواتساب متسائلاً عن مكان تواجدي، وبعد معرفته بأنني خارج البلد طلب مني التواصل معه بعد عودتي مباشرة لأمر هام، وعند العودة للبلد ولله الحمد تم التواصل مع الأخ صاحب الاتصال، حيث اتضح لي أنه يحمل حسا وطنيا وحرص على سلامة ثروات وخيرات هذا الوطن، كما تبين لي أنه من عشاق الطبيعة وخصوصا الشواطئ والبحار، ولذلك كان هدفه من هذا اللقاء هو إيصال رسالة وصرخة للمختصين بسلامة البحار والشواطئ في السلطنة، سواء كانت وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، أو وزارة الزراعة والثروة السمكية أو أي مؤسسة أخرى معنية بهذا الموضوع.

حيث تكمن القضية التي يحملها هذا الشخص في الوسائل الضارة وغير الصحية التي يستخدمها (بعض) الصيادين في عملية صيد الأسماك، حيث يستخدم بعضهم إطارات السيارات التالفة في عملية تشييد الشعاب المرجانية الصناعية والمعروفة محليا بعملية (الشدود)، وهي وسيلة يستخدمها الصيادون في عملية جذب الأسماك، فتتجمع الأسماك حول تلك الإطارات كما أنها تعتبر مناطق مناسبة للتزاوج فيما بينها.

إلا أن الواقع يشير إلى أن هذه الأدوات المستخدمة (الإطارات) ضررها أكبر من فائدتها، حيث حذرت أكثر من منظمة وهيئة دولية معنية بحماية الطبيعة، من أن مخلفات إطارات السيارات (الجزيئات البلاستيكية الدقيقة الناجمة عن احتكاكها)، تنتهي إلى أن تشكل مادة بلاستيكية سائلة تلوث المحيطات والبحار، ولذلك نجد أن هذا التلوث تتضرر منه النباتات البحرية والأسماك وكذلك الشواطئ التي تصل إليها تلك الجزيئات، ناهيك أن الإنسان في عرضة مباشرة لتلك المواد السامة، من خلال الأسماك التي يتناولها وهي مصابة بتلك السموم، أو من خلال السباحة في مياه البحار التي اختلطت فيها تلك المواد السامة.

ولذلك حاول هذا الشخص أن يصل بملاحظته إلى بعض الموظفين في الجهات المعنية بالموضوع، من خلال زيارته لتلك المؤسسات حيث تم وعده باتخاذ إجراء حيال هذا الموضوع، ولكن يقول إنه لا جديد في الموضوع ولم يتحرك أحد، وعملية إدخال الإطارات للبحر في ازدياد، ولذلك أراد اليوم أن يصل بصوته عبر إحدى القنوات الإعلامية الرسمية للمسؤولين المختصين بهذا الأمر، ولذلك يتمنى من جريدة عمان أن تصل برسالته وصرخته لأصحاب العلاقة والقرار في المؤسسات المعنية بهذه القضية، وبكل تأكيد نحن جميعا متعاطفون مع أهمية حماية البحار والشواطئ من أي تلوث بيئي، لأجل أن ينعم المجتمع بالصحة والعافية، وأن يستمتع الجميع بالثروات الطبيعية التي أكرمنا بها الله تعالى، وأن يتم التخلص من الإطارات المستخدمة بطريقة لا تؤثر سلبا على حياة الإنسان أو الحيوان أو النبات.

كما نتمنى من الجهات المختصة مواصلة تكثيف توجيه وإرشاد الصيادين نحو الطرق السليمة التي لا تعود عليهم بالضرر، وكذلك في محاولة توفير بدائل أخرى لهم غير الإطارات في عمليات تكوين الشعب المرجانية الصناعية البديلة، أو من خلال دعم الصيادين بمعدات وتقنيات الصيد الحديثة التي تسهل عليهم عمليات الصيد وتوفر عليهم الوقت والجهد.