1286223
1286223
مرايا

نامق أديب: الأغنية أخطر بكثير من العرض المسرحي

21 أغسطس 2019
21 أغسطس 2019

قدّم ألحانه لكبار المطربين العراقيين -

بغداد ـ عمان ـ جبار الربيعي -

ارتبط الملحن العراقي نامق أديب بالأغاني العراقية الكبيرة التي حصلت على شهرة واسعة في ثمانينات القرن المنصرم، عندما لحن أغنية «تابين» وأغنية «ولو تزعل» لياس خضر وسبقهما تلحينه ألبوما كاملاً للمطرب الراحل فؤاد سالم حمل عنوان «مراسيل» ثم لحقهما بتعاون مثمر مع المطرب قحطان العطار، فضلا عن أسماء أخرى مثل رباب ومحمود أنور وعلي محمود وغيرهم.

نامق أديب عاد قبل مدة الى العراق وتحديدا العاصمة بغداد ومدينته الأم «البصرة» وقد اتفق مع مجموعة من المطربين الشباب على تلحين أعمال غنائية جديدة وكذلك الحال مع المطربين الكبار وتحديدا ياس خضر وحميد منصور.

«مرايا» استغلت وجوده في بغداد وسجلت معه اللقاء التالي:

هل من جديد؟

- نعم لديّ كمية كبيرة من الألحان بعضها منحتها لمطربين شباب وأخرى للمطربين الرواد وأبرزهم ياس خضر وحميد منصور.

من هو المطرب الذي أوصل ألحانك إلى الجمهور؟

أستطيع القول إن جميع المطربين الذين لحنت لهم أوصلوا أعمالي بأمانة إلى الجمهور، فبدايتي كانت مع المطرب الراحل فؤاد سالم الذي أوصل أعمالي إلى الجمهور وحصلت على شهرة واسعة من خلال ألبوم كامل سجلته في تسجيلات «النظائر» الكويتية عام 1981 وقد نجحت ثلاث من الأغاني نجاحا كبيرا وهي «تعودت» و«مراسيل» و«آخر زمن» وهذا أمر مفرح جدا لملحن شاب يظهر على الساحة الغنائية لأول مرة آنذاك.

متى حصلت نقطة التحول في مسيرتك اللحنية؟

ـ لقد حصلت نقطة التحول في مسيرتي اللحنية وبشكل كبير جدا بعد تقديمي لحنين كبيرين للمطرب ياس خضر من خلال أغنية «تايبين» وكذلك أغنية «ولو تزعل»، إذ حصلت الأغنية الأولى على شهرة واسعة جدا في العراق ودول الخليج ولا تزال من الأغاني المؤثرة في تاريخ الأغنية العراقية وكذلك الحال ولو بنسبة أقل نوعا ما مع أغنية «ولو تزعل».

كيف كانت تجربتك مع المطرب قحطان العطار؟

حقيقةً كانت تجربة جميلة جدا وناجحة بكل المقاييس، لأن قحطان العطار صاحب صوت متميز ونادر وله القدرة على أداء اللحن بشكل دقيق للغاية. حيث التقيت فيه أثناء تواجدنا في الكويت خلال ثمانينات القرن المنصرم ومنحته مجموعة من الأغاني المهمة، منها (ترحلين) و«اللي ما يثمنك عوفه» و«ليش الندم» و«موغريبة» و«ولفي وأريده من هله».

بداياتك كانت مع ثلاثة من أهم المطربين العراقيين آنذاك فكيف حصل هذا الأمر؟

- هذا الأمر صحيح، فالبداية كانت مع المطرب الراحل فؤاد سالم في الكويت وهو صوت جميل جدا ويمتلك قاعدة جماهيرية عريضة جدا في داخل العراق وكذلك في الدول العربية وليس دول الخليج فقط ويومها كان بقمة عطائه وتألقه، والحمد لله تعاونت معه في مجموعة من الألحان الناجحة وكان العمل معه قد مثل خطوة مهمة لي لترسيخ أقدامي في الساحة الغنائية، علما أن فؤاد سالم كان يتميز بسرعة الحفظ، إذ عندما يسمع اللحن مرة واحدة أو مرتين على أكثر تقدير، فإنه يستطيع تسجيله، فضلاً عن ذلك كان يتميز بعذوبة الصوت وجماليته وهو من الأصوات الحنونة. ثم جاءت المرحلة الثانية وتمثلت بالتعاون مع المطرب ياس خضر أيضا في الكويت وهو من الأصوات ذات المساحة الواسعة وهو من أبناء جيل فؤاد سالم وقد نجحت معه نجاحا كبيرا، وبعد تثبيت أقدامي في الساحة الغنائية جاءت مرحلة قحطان العطار وهي الأخرى حصلت في الكويت لتكون مكملة لما بدأته مع زميليه فؤاد سالم وياس خضر. وبعد ذلك تعاونت مع الراحلة رباب ومحمود أنور وعلي محمود من «الكويت» وغيرهم.

هل لديك استعداد للتلحين للطفولة؟

ـ هذا الموضوع يأخذ من تفكيري الكثير حقيقةً، لأنه لحد الآن لا توجد لدينا أغان خاصة بالطفل، وللأسف الشديد أن المسؤولين في العراق لا يفكرون في هذا الأمر، بينما يفترض بالدولة العراقية بكل مؤسساتها أن تنتبه إلى الطفل وتقدم له الأعمال التربوية الجديدة من خلال الأعمال الغنائية ذات النوعية التعليمية والتربوية والتوجيهية الصحيحة، لأن الأغنية تصل بسرعة للطفل ويمكن أن يتفاعل معها وينمي قدراته المختلفة وهو في سن مبكر وبالتالي يستطيع المعلم أو المرشد الانتباه إلى مواهبه وطريقة تفكيره في وقت مبكر جداً، كذلك نحتاج الى أعمال غنائية عن الأسرة، عن العامل، عن الفلاح، عن الجندي، عن الصحفي، لذلك أتمنى أن تكون هناك أعمال مسرحية في العراق خاصة بالطفل، لأن العراق الذي يمتلك إرثا عظيما جدا لابد أن يركز بكل قوة على الطفل ويهتم به حتى ينهض البلد من جديد، وأنا هنا ضد استيراد الأعمال البعيدة عن الواقع العراقي، لأن هذه الأعمال تؤثر على ثقافة الطفل وقد تقوده إلى الانحراف.

هل أنت مستعد لتلحين أغانٍ رمضانية؟

حقيقةً أتمنى الحصول على نص خاص بشهر رمضان المبارك مع وجود جهة إنتاجية جيدة، لكن لحد الآن لم يطرح عليَّ مثل هذا النص، لكن الأغنية الرمضانية في العراق موجودة وإن كانت قليلة نوعا ما، إلا أنني أتمنى أن تتم تهيئة أعمال رمضانية جديدة تتماشى مع شهر رمضان في الوقت الحاضر، لأن التطور الهائل في التقنيات جعل وصول الأغنية الرمضانية إلى كل العالم أمرا سهلا.

ما هو رأيك بتجربة المطرب كاظم الساهر؟

ـ إنها تجربة رائعة جدا والساهر أصبح رمزا عربيا ولكنا نحترم تجربته وكنت أتمنى وما زلت بأن يكون لدينا خمسة مطربين مثل الساهر حتى تصل الأغنية العراقية إلى أبعد مكان في العالم، فأنا أفتخر بأي مطرب عراقي يشتهر عربياً، لأن شهرته تمثل الفخر والاعتزاز لكل عراقي، علما أن كاظم الساهر فنان ملتزم وعرف كيف يخدم نفسه وكان ذكيا جدا في اختيار أعماله التي يقدمها إلى جمهوره، ولولا امتلاكه هذا الذكاء الكبير لما وصل إلى هذا المستوى الكبير والمنفرد.

هل أنت مستعد للتعاون مع الساهر؟

ـ لمَ لا .. بل شرف كبير لأي ملحن أن يقدم ألحانه إليه، لكن المعروف أن الساهر قد اعتمد على نفسه في التلحين وهذا الأمر من حقه وهو ملحن بارع بكل تأكيد.

ما هو مدى خطورة الأغنية على الناس؟

ـ أنا أؤكد أن الأغنية سلاح خطير جدا، لأنه من خلال موضوع الأغنية تستطع أن تبني الأجيال على ثقافة معينة وذوق معين، لأن الأغنية هي موضوع وهي كأي مسرحية يمكن عرضها على الجمهور، بل هي أخطر بكثير من العرض المسرحي، لأنها تصل بسرعة هائلة جدا إلى الجمهور، فإذا الأغنية لم تسهم ببناء المجتمع، فبإمكانها هدمه خلال وقت قصير جدا.

كيف استقبلك العراقيون بعد هذه الغربة الطويلة؟

- حقيقةً كان استقبالا يفوق الوصف ولاسيما في الحفل المشترك الذي أقمته مع المطرب ياس خضر والشاعر داود الغنام، لذلك عندما وجدت هذا الاستقبال الكبير شعرت بنوع من التقصير بسبب ابتعادي الطويل عن بلدي والذي فرضته الظروف التي مررت بها أنا شخصيا وكذلك المنطقة.

ما هي أمنياتك؟

- أتمنى أن أعود إلى العراق وأعيش بين ناسه وأن يتم سماع أعمالي الجديدة من قبل الجمهور العراقي، ولو سنحت مثل هذه الفرصة سيكون الإبداع أكثر وأوسع لديَّ، لأنني داخل بلدي العزيز، لأن المبدع عندما يخاطب جمهوره بالأحاسيس والصور المفهومة، بكل تأكيد سيكون التعاطي مع أعماله مختلفا كليا لو تم عرض هذه الأعمال في مكان آخر.

من هو المطرب الذي تتمنى أن تلحن له؟

- حقيقةً كنت قد اتفقت في عام 1988 مع المطربين الراحلين رياض احمد وصلاح عبد الغفور وكذلك مع المطرب حميد منصور، لكن أحداث الثاني من أغسطس 1990 جعلتني أترك المنطقة برمتها وأتوجه إلى لندن ولم أعد إليها إلى قبل أسابيع قليلة، حيث استمرت مدة الابتعاد حوالي 30 عاما، إذ كنت أرغب أن أقدم ألحاني الى هؤلاء المطربين، وقد يتحقق الأمر مع حميد منصور، بينما أصبح مستحيلا مع رياض أحمد وصلاح عبد الغفور بسبب رحيلهما.

هل لديك نية بزيارة سلطنة عمان؟

ـ أتمنى ذلك.. لأن لديّ الكثير من الأصدقاء هناك في السلطنة وأتمنى أن ألتقيهم قريبا.