1295408
1295408
العرب والعالم

تعزيزات عسكرية تركية تصل «إدلب» على وقع المعارك في «خان شيخون»

19 أغسطس 2019
19 أغسطس 2019

دمشق تدين سلوك أنقرة -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

تعرض رتل عسكري تركي أمس لغارة جوية أثناء توجهه إلى جنوب محافظة إدلب، وفق ما أعلنت أنقرة، محمّلة دمشق المسؤولية، غداة إحراز قوات الحكومة السورية تقدما في المنطقة ودخولها مدينة خان شيخون الاستراتيجية.

وأثار وصول هذه التعزيزات تنديدا رسميا من دمشق التي قالت إن الرتل المتجه إلى خان شيخون ينقل «ذخائر» لدعم الفصائل والمقاتلة الموجودة في المنطقة.

وشاهد مراسل وكالة فرانس برس صباح امس رتلا تركيا مؤلفا من قرابة خمسين آلية من مصفّحات وناقلات جند وعربات لوجستية بالإضافة إلى خمس دبابات على الأقل، أثناء وصوله إلى مدينة معرة النعمان الواقعة على بعد 15 كيلومترا شمال خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي.

وأفاد بعد الظهر بأن القافلة توقفت على الطريق الدولي حلب - دمشق في قرية معر حطاط شمال خان شيخون، مشيرا إلى قصف عنيف بالطائرات الحربية والراجمات ورشاشات المروحيات يستهدف مناطق قريبة.

وجاء دخول التعزيزات غداة تمكن قوات الحكومة وبإسناد جوي روسي من دخول الأطراف الشمالية الغربية لخان شيخون، التي من شأن استكمال السيطرة عليها أن يؤدي إلى حصار ريف حماة الشمالي المجاور حيث توجد أكبر نقاط المراقبة التركية في بلدة مورك، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض.

ودانت وزارة الدفاع التركية امس «بشدة» تعرض رتلها لغارة جوية، محملة المسؤولية لقوات الحكومة.

وقالت في بيان إن الرتل كان في طريقه إلى مورك، موضحة أنه «على الرغم من التحذيرات المتكررة التي وجهناها إلى سلطات روسيا الاتحادية، تستمر العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات الحكومة في منطقة إدلب في انتهاك للمذكرات والاتفاقات القائمة مع روسيا».

وكان المرصد السوري أفاد في وقت سابق أمس عن استهداف طائرة روسية لشاحنة صغيرة تابعة للفصائل المعارضة كانت تستطلع الطريق أمام الرتل التركي عند الأطراف الشمالية لمعرة النعمان، ما تسبّب بمقتل مقاتل من فصيل «فيلق الشام» المعارض والمدعوم من تركيا.

ولدى وصوله إلى وسط معرة النعمان، نفّذت طائرات سورية وأخرى روسية ضربات على أطراف المدينة، «في محاولة لمنع الرتل من التقدّم»، وفق ما قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس.

ورغم كونها مشمولة باتفاق روسي تركي لخفض التصعيد وإنشاء منطقة منزوعة السلاح، تتعرض مناطق في إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة منذ نهاية أبريل الماضي لقصف شبه يومي من قوات الحكومة وحليفتها روسيا. وبدأت قوات الحكومة في الثامن من الشهر الحالي التقدم ميدانيا في ريف إدلب الجنوبي.

وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) على غالبية محافظة إدلب وأجزاء من المحافظات المجاورة لها، كما تنتشر فيها فصائل أخرى معارضة ومتشددة أقلّ نفوذا.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية تنديده بدخول «آليات تركية محمّلة بالذخائر.. في طريقها إلى خان شيخون لنجدة المعارضة».

وأشارت إلى أن هذا «السلوك» التركي «لن يؤثر بأي شكل على عزيمة وإصرار» الجيش على «مطاردة المعارضة في خان شيخون».

ورجّح عبد الرحمن أن يكون إرسال التعزيزات التركية بمثابة «عرض قوة» من أنقرة بينما تحاول قوات الحكومة التقدم في خان شيخون وتخوض معارك عنيفة ضد الفصائل عند أطرافها الشمالية الغربية والشرقية.

وتتحرّك قوات الحكومة في ريف إدلب الجنوبي على محورين، وفق قوله، إذ «تحاول التوسّع من نقاط سيطرتها في خان شيخون باتجاه شمال المدينة للسيطرة على الطريق الدولي» الذي يربط حلب بدمشق ويمر جزء منه في إدلب. وباتت تفصلها عنه مئات الأمتار وفق المرصد.

وتعمل قوات الحكومة من جهة ثانية «على التقدم إلى خان شيخون من جهة الشرق، ما سيمكّنها من فرض حصار مطبق على ريف حماة الشمالي» حيث تقع نقطة المراقبة التركية في مورك.

واتهم ناجي مصطفى، الناطق باسم فصائل «الجبهة الوطنية للتحرير» التي تنضوي الفصائل المعارضة في المنطقة في إطارها، روسيا، حليفة دمشق، باتباع «سياسة الأرض المحروقة من أجل السيطرة على خان شيخون وريف حماة الشمالي» عبر استخدام «ترسانتها من الطائرات الحربية والمدفعية والقذائف».

وأشار إلى معارك عنيفة تدور عند تلة تل ترعي الاستراتيجية شرق خان شيخون التي تحاول قوات الحكومة السيطرة عليها تحت «الكثافة النارية الروسية».

وأكد مصدر عسكري سوري لـRT، أن وحدات من الجيش السوري شرعت بدخول مدينة خان شيخون في ريف إدلب من الجهة الغربية.

وأفاد مصدر ميداني إلى أن الجيش دخل مدينة خان شيخون من الجهة الشمالية الغربية، ودمر للمسلحين عربات مفخخة وقضى على العديد منهم، إلى جانب فرار العشرات منهم.

وذكرت «سانا» أن وحدات من الجيش الحكومي السوري تابعت عملياتها باتجاه مواقع انتشار «جبهة النصرة” والمجموعات المتحالفة معه بريف إدلب ووسعت نطاق سيطرتها في ريف خان شيخون الغربي بالريف الجنوبي لإدلب بعد أن كبدت المسلحين خسائر كبيرة.

وخلال سنوات النزاع، لطالما اتبعت قوات الحكومة بدعم روسي استراتيجية القضم التدريجي لمعاقل الفصائل المعارضة تمهيداً للسيطرة عليها.

ويقضي اتفاق سوتشي الذي توصلت إليه روسيا وتركيا منذ سبتمبر 2018، بإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق سيطرة قوات الحكومة والفصائل، وبسحب الفصائل المعارضة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة وانسحاب المجموعات المعارضة من المنطقة المعنية. لكن، وإن كان أدى الى تراجع في وتيرة العنف لبعض الوقت، لم يتم تنفيذه. ويرجّح الباحث في مركز عمران للدراسات ومقره اسطنبول نوار أوليفر لفرانس برس أن تكون التطورات الميدانية الأخيرة في خان شيخون مرتبطة «بخلاف» بين عرابي الاتفاق.

ويرى أن إرسال تركيا تعزيزات عسكرية ينطلق من «عدم استعدادها لأن يتم تهديد أمن عسكرييها أو يصبح مصيرهم تحت رحمة الحكومة وروسيا» ويوحي بوجود «قرار تركي بحماية خان شيخون».

وتنشر تركيا العديد من نقاط المراقبة في إدلب ومحيطها، تنفيذا لاتفاقات بينها وبين روسيا آخرها سوتشي.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبّب منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وأدى الى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.